رجاء خيرات
المغرب ـ  يعد مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية واحداً من أعرق المهرجانات السينمائية في القارة، من خلال احتفائه بأهم  وأحدث الإنتاجات السينمائية الإفريقية منذ عام 1977.
اختتمت فعاليات الدورة 24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية، أمس السبت 18 أيار/مايو بخريبكة، بفوز فيلم "العروس" للمخرجة الرواندية مريام بيرارا بالجائزة الكبرى، كما حصل نفس الفيلم على جائزة النقد. 
أُسدِل الستار عن هذه الدورة بتكريم الممثلة الإيفوارية "جاكي سي سافاني"، وذلك اعترافاً بما قدمته لأكثر من ثلاثة عقود من الأدوار السينمائية والمسرحية المميزة، حيث سلم لها درع التكريم، وكانت الممثلة قد حصلت على جائزة أفضل دور نسائي في الدورة السادسة لنفس المهرجان قبل ثلاثة عقود (عام 1994) عن دورها في فيلم "باسم المسيح"، كما أنها نظمت مهرجاناً سينمائياً بالكوت ديفوار، وهي مناضلة من أجل قضايا متعددة ببلدها ومدافعة عن حقوق النساء وتحررهن وإنعاش الثقافة الإفريقية عبر المسرح والسينما والرقص، وتوجت الممثلة "ستيفاني نوم" كأحسن ممثلة عن دورها في الفيلم الكاميروني "عندما تنكسر القيود".
وعاش جمهور السينما الإفريقية أسبوعاً حافلاً بالأفلام السينمائية التي تناولت قضايا إنسانية، شكلت ضمنها القضايا النسائية حيزا مهماً، حيث تناولت الأفلام العديد من المواضيع كـ "الزواج القسري" في صفوف الفتيات القاصرات وهو موضوع فيلم "العروس" الذي توج بالجائزة الكبرى للمهرجان، كما سلط الفيلم القصير "صمت الشفرات" الضوء على قضية ختان الفتيات في الكوت ديفوار وما يترتب عنه من عواقب وخيمة على حياة الفتيات، وتناول فيلم "الأربعون" مسألة الجحيم اليومي الذي تعيشه النساء وهن موزعات بين المهام المنزلية والأسرية والمهنية، دون أن يمنحن أنفسهن بعضاً من الوقت للاعتناء بذواتهن وسماع أصواتهن الداخلية، و فيلم "خروف سادا" الذي يعالج تعلق الأطفال باضحيات العيد ومقاومتهم كي لا تنحر صباح عيد الأضحى. 
وتخلل المهرجان ورشات متنوعة في كتابة السيناريو والإخراج والتمثيل والتحليل الفيلمي وورشات في الموسيقى والصورة وغيرها، فضلاً عن سينما الطفل، كما نظمت ندوات ناقش خلالها المشاركون/ت قضايا تهم السينما والإنتاج السينمائي، بالإضافة إلى مناقشة الأفلام المعروضة بحضور فرق العمل من ممثلين/ات و مخرجين/ات و كتاب/ت سيناريو.