بعد مسيرة حافلة بالصمود والتحدي... الموت يغيب إحدى محتجات ساحة الكرامة
غيب الموت الناشطة المدنية هند صلاح عن عمر ناهز 61 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض عضال، تاركة خلفها إرثاً نضالياً حافلاً ومواقف جريئة ضد الاستبداد والظلم.
السويداء ـ عرفت هند صلاح بحضورها النشط والمميز في ساحة الكرامة، وبموقفها الواضح والجريء في مواجهة الظلم، كما كانت شاهدة على حقبة مليئة بالتحديات والانتهاكات، وبقيت حتى اللحظة الأخيرة وفية لقيم الحرية والكرامة.
توفيت الناشطة المدنية هند صلاح أمس الثلاثاء 16 كانون الأول/ديسمبر، من عمر ناهز 61 عاماً بعد صراع طويل مع مرض عضال، وعم الحزن منصات التواصل الافتراضي، حيث نعتها شخصيات وناشطون وناشطات مؤكدين أنها كانت امرأة محبة للسلام ومناهضة للظلم، وكتب كثيرون "فقدنا امرأة محبة للسلام وتحارب الظلم".
عرفت هند صلاح بمواقفها الجريئة ضد الاستبداد، إذ كانت من أوائل النساء اللواتي وقفن في ساحة الكرامة عام 2023 للمطالبة بالحرية والكرامة.
أكدت في العديد من اللقاءات التي أجرتها وكالتنا معها على استمرارها في الحراك بساحة الكرامة للمطالبة بالحقوق "خرجنا نحن الأحرار للحصول على حريتنا وكرامتنا ومن أجل دولة قانون لكل السورين لذلك لن نتراجع عن موقفنا مهما كلفنا الأمر"، قائلة "نطمح لتكون المرأة دائماً صانعة القرار ويكون لها مكانة أرفع لأنها تستحق وحراكنا هذا هو امتداد لثورة 2011".
وبالعودة إلى السنوات السابقة، فصلت هند صلاح من المعهد الإنكليزي في دمشق حين كانت في عامها الدراسي الثاني، بسبب معارضتها لسلطة الأسد، ورغم المضايقات والضغوط، واصلت مسيرتها النضالية وظلت ثابتة في موقفها ضد الظلم.
لكن الأحداث التي عصفت في السويداء في منتصف تموز/يوليو الماضي، تركت بصماتها عليها فقد شهدت الاجتياح الذي نفذه جهاديي هيئة تحرير الشام، وهو ما ساهم في تدهور حالتها الصحية والنفسية وفق ما ذكر ابنها.
كما تأثرت بشكل كبير بما جرى في مدينة السويداء، خاصة بعد تهجيرها من منزلها وعودتها لتجد بيتها مدمَّراً ومسروقاً، وهكذا كانت هند صلاح شاهدة على ظلم امتد عبر أكثر من عهد، من نظام الأسد وصولاً إلى هيئة تحرير الشام، لتجسّد حياتها ومعاناتها صورة المرأة السورية الصامدة في مواجهة القهر والدمار.
هند صلاح لم تكن مجرد ناشطة، بل رمزاً لصمود المرأة السورية في مواجهة الاستبداد والظلم، مسيرتها الممتدة من ساحات الاحتجاج إلى معاناة التهجير والمرض جعلت منها شاهدة على حقبة مليئة بالتحديات والانتهاكات، وبقيت حتى اللحظة الأخيرة وفية لقيم الحرية والكرامة.