بعد اشتداد النزاع في ود مدني... حشود من النازحين تغادر المدينة
إثر الهجوم على مدينة ود مدني التي تعتبر ملاذ آمن للنازحين/ات ومركز لجهود الإغاثة في السودان، أطلقت الولايات المتحدة تحذيرات جديدة لقوات الدعم السريع والجيش السوداني.
مركز الأخبار ـ في هجوم فتح جبهة جديدة في الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر، اشتبك طرفي النزاع في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في السودان مما دفع آلاف الأشخاص إلى النزوح وسط تحذيرات أطلقتها الولايات المتحدة لقوات الدعم السريع والجيش السوداني على حد سواء.
دعت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان أصدرته اليوم الأحد 17 كانون الأول/ديسمبر، قوات الدعم السريع على "وقف تقدمها فوراً" في ولاية الجزيرة وسط البلاد، وعدم مهاجمة مدينة ود مدني، لافتةً إلى أن التقدم يهدد بتعطيل جهود توصيل المساعدات الإنسانية، لأن المدينة "ملاذ آمن" للمدنيين النازحين ومركز مهم لجهود الإغاثة.
كما حذرت من أن "استمرار تقدم الدعم السريع يهدد بوقوع خسائر كبيرة بين المدنيين"، مشيرة إلى أن هذا تسبب بالفعل في نزوح أعداد كبيرة من المدنيين من ولاية الجزيرة "ليس لديهم مكان آخر ليذهبوا إليه إضافة إلى إغلاق أسواق في ود مدني التي يعتمد كثيرون عليها".
كما دعت الجيش إلى تجنب الاشتباك مع قوات الدعم في الولاية حتى لا تتعرض حياة المدنيين للخطر، منوهةً إلى أن تجدد القتال في بعض المناطق بالسودان يقوض الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الصراع عن طريق التفاوض.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حشوداً من الناس وهم يجمعون أمتعتهم ويغادرون سيراً على الأقدام، بعد أن لجأ الكثيرون منهم إلى تلك المدينة هرباً من العنف في العاصمة الخرطوم.
وفر 14 ألف شخص من هذه المنطقة وبضعة آلاف منهم وصلوا إلى مدن أخرى، بعد أن لجأ نصف مليون شخص إلى ولاية الجزيرة، معظمهم من الخرطوم، بحسب ما أعلنته الأمم المتحدة.
فيما حذرت نقابة أطباء السودان في بيان لها، من أن المشافي في المنطقة، التي أضحت مركز إنساني وطبي، أصبحت فارغة وقد تضطر إلى إغلاق أبوابها.
ووجهت نداء "عاجل" لإنقاذ أطفال دار الأيتام (المايقوما) الذين تم ترحيلهم من الخرطوم إلى ود مدني "الأطفال الآن في مرمى النيران، حيث يتواجد 251 طفلاً و91 من الأمهات البديلات العاملات في الدار، جميعهم في وضع خطير ويحتاجون إلى مساعدة فورية".