بعد إعلانها تعليق المساعدات... لاجئين سودانيين يواجهون "كارثة شاملة"

يهدد موسم الأمطار الذي بات وشيكاً بقطع الطرق التي تسلكها قوافل إيصال المساعدات الإنسانية في شرق تشاد.

مركز الاخبار ـ بسبب نقص في التمويل الدولي، أعلنت وكالة تابعة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء 12 آذار/مارس، أنها ستعلّق في نيسان/أبريل مساعداتها الغذائية لمئات آلاف اللاجئين اللذين هربوا من المعارك في السودان.

منذ اندلاع الصراع في السودان قبل عام تقريباً، فر أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني إلى تشاد عبر الحدود الصحراوية وأصبحت البلاد حالياً واحدة من المناطق الرئيسية للاجئين في أفريقيا حيث يبلغ إجمالي عدد اللاجئين فيها أكثر من مليون شخص.

وأوضح برنامج الأغذية العالمي إنه يعمل من أجل توفير الطعام لجميع اللاجئين، والعديد منهم بالفعل لا يحصلون على وجباتهم كاملة، ويعاني ما يقارب من نصف اللاجئين السودانيين من الأطفال دون سن الخامسة من فقر دم حاد، مضيفاً أن مسار الإمدادات من تشاد إلى إقليم دارفور بالسودان، حيث يتفاقم الجوع، معرض للخطر أيضاً بسبب نقص التمويل.

وأطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نداء لجمع تبرعات بـ242 مليون دولار لمواصلة مساعدة 1,2 مليون لاجئ سوداني، في حين يهدد موسم الأمطار الذي بات وشيكاً بقطع الطرق التي تسلكها قوافل إيصال المساعدات الإنسانية في شرق تشاد.

وجاء في بيان لمدير برنامج الأغذية العالمي في تشاد بيار أونورا "نحن في سباق مع الوقت"، مضيفاً "لقد سبق أن قلّصنا عملياتنا بطرق لم يكن ممكنا تصوّرها قبل بضع سنوات، تاركين جوعى على شفير المجاعة". قائلاً "نحن بحاجة إلى مانحين لمنع تحوّل الوضع إلى كارثة شاملة".

ولم يكن غرب السودان قد تعافى من تداعيات اقتتال بدأ في العام 2003، حين نشبت الحرب في نيسان/أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، فأعمال العنف الأخيرة هجّرت نحو ثمانية ملايين شخص في السودان، إضافة إلى أكثر من 400 ألف لاجئ سبق أن فروا إلى تشاد بين العامين 2003 و2020.

وكان قد أعلن الرئيس الانتقالي لتشاد محمد إدريس ديبي إتنو في شباط/فبراير "حالة طوارئ غذائية" في جميع أنحاء البلاد.

وفي ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني، صوت مجلس الأمن الدولي الجمعة 8آذار/مارس على مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان. ويدعو النص الذي وافقت عليه 14 دولة طرفي النزاع إلى "السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن وبدون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر خطوط المواجهة". ووفق الأمم المتحدة، فقد أدى القتال منذ 15 نيسان إلى مقتل آلاف السودانيين ونزوح نحو ثمانية ملايين آخرين.