إيران... تضامن عالمي والانتفاضة مستمرة

طالبت عدة جهات دولية بتقديم المجرمين الذين تسببوا بمقتل مهسا أميني إلى العدالة، فيما تستمر الاحتجاجات الطلابية في عموم البلاد.

مركز الأخبار ـ لا تزال تداعيات جريمة قتل مهسا أميني تلقي بظلالها على إيران، وطالبت العديد من الجهات الحقوقية والدولية والنسوية بالتضامن مع انتفاضة الشعب الإيراني والكردي المستمرة منذ 17 يوماً.

لأكثر من أسبوعين ما تزال الاحتجاجات في إيران مستمرة على خلفية مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، وتعد هذه الاحتجاجات هي الأكبر بعد انتفاضة عام 2019 لكنها اندلعت بحمل المحتجين شعار Jin jiyan" "azadî.

 

"أوقفوا الهجمات"

دعت رابطة القلم العالمية أو "نادي القلم الدولي" وهي جمعية دولية للكتاب أسستها كاترين ايمي داوسون سكوت في لندن عام 1921 لتعزيز العلاقات والتعاون الفكري بين الكتاب في جميع أنحاء العالم، وضم صوت الكتاب والناشرين والأدباء في جميع أنحاء العالم ودعم الانتفاضة الإيرانية.

وجاءت دعوة الرابطة في ختام مؤتمرها الثامن والثمانين الذي عقد في مدينة أوبسالا بالسويد، حيث أصدرت الرابطة بياناً أعلنت فيه أنها "تدين بالإجماع وحشية النظام في قمعه لحرية التعبير في إيران". وطالبت بمحاكمة قتلة مهسا أميني وإيقاف الممارسات الوحشية بحق المتظاهرين/ات.

وأكد البيان أنه "خلال أكثر من أربعة عقود قام النظام الإيراني بالقتل الجماعي والرقابة وحظر العديد من الحريات واعتقال وتعذيب وقتل النشطاء السياسيين والكتاب والشعراء والفنانين والعمال والمدرسين لكن الطلاب حافظوا على قوتهم في إيران".

وأعربت الرابطة الدولية عن تضامنها مع المرأة الإيرانية والشعب الإيراني في النضال من أجل الحرية والمساواة والعدالة. كما تضامنت الرابطة مع نساء أفغانستان.

 

"الفرنسيات تدعمن الانتفاضة"

فيما نشرت مجموعات نسوية فرنسية في باريس بياناً داعماً للإيرانيات وطالبت الحكومة الفرنسية باتخاذ موقف داعم للحراك في إيران، كما دعا بيانهن إلى مسيرات داعمة للمرأة الإيرانية.  

وقالت فابيان الخوري المتحدث باسم Osez le Féminisme  النسوية "الوصول إلى الإنترنت محدود في إيران يجب أن ننقل رسائل الإيرانيين رجالاً ونساءً وأن ندعم ثورتهم. نحيي شجاعة الإيرانيات اللواتي تقمن بدورهن في الاحتجاجات من خلال الظهور في الشوارع وخلع الحجاب في الأماكن العامة في بلد تخضع فيه أجساد النساء لسيطرة النظام، للمطالبة بالمساواة والعدالة الاجتماعية".

كما نشرت صفحة المجموعة على إنستغرام مقاطع فيديو لإيرانيات يرقصن ويحرقن الحجاب.

و Osez le Féminismeهي حركة نسوية فرنسية لديها أكثر من 26 فرعاً في جميع أنحاء فرنسا وخارجها، وهي عضو في المجلس الأعلى للمساواة بين الجنسين منذ 9 كانون الثاني/يناير 2013.

وأيضاً طالبت مجموعات حقوقية فرنسية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتوضيح موقفه الداعم للمتظاهرين/ات وإنهاء "الصمت المطبق".

وعلى الرغم من أن ماكرون كان قد دعا سابقاً إلى "تحقيق شفاف" في وفاة مهسا أميني واحترام حقوق المرأة فقد انتقده الكثير لعدم إدانته القمع العنيف بحق الإيرانيات المحتجات بشكل أكثر وضوحاً.

كما أدانت جماعات حقوق المرأة الفرنسية الشرطة الفرنسية لاستخدامها الغاز المسيل للدموع في احتجاج تضامني أمام السفارة الإيرانية في باريس.

وكانت ناشطات إيرانيات قد طالبن النسويات في جميع أنحاء العالم بالتضامن مع انتفاضتهن، وقالت الممثلة الإيرانية گلشيفته فراهاني على حسابها في تويتر "كيف يمكنك أن تصفين نفسك بالنسوية؟ كيف تريدين حقوقاً متساوية للجنسين وتدعمين حركة MeToo ولا تولين اهتماماً بحركة المطالبة بالعدالة لمهسا أميني؟".

بالتزامن مع الاحتجاجات والإضرابات الشعبية في مدن مختلفة من إيران وشرق كردستان استأنف الطلاب من جميع الجامعات احتجاجاتهم.

واحتج طلاب الجامعات في جميع أنحاء إيران مرة أخرى على القمع العنيف للمتظاهرين/ات والقوانين المناهضة للمرأة من خلال تنظيم مسيرات احتجاجية وأعلنوا أنهم لن يتوقفوا عن الاحتجاج حتى الإطاحة بهذا النظام، وردد هؤلاء الطلاب شعار  Jin jiyan azadî.