إيران... صعوبات تعرقل حصول المرأة على رخصة قيادة السيارات

تعاني النساء في إيران من ظروف غير إنسانية في مراكز إجراء اختبار القيادة حيث تتعرضن للإهانة والسخرية.

جونا أردلان

سنه ـ تواجه النساء في إيران صعوبات عدة للحصول على رخصة قيادة، بدءً من المعاملة السيئة والانتظار لساعات طويلة، وعدم وجود ضابطات مسؤولات عن تدريب النساء وإجراء الاختبارات لهن.

تقول "شرمين. ب" وهي من بين النساء والفتيات اللواتي لم تحصلن بعد على رخصة قيادة "هذه هي المرة الثالثة التي أخضع فيها لاختبار القيادة وفي كل مرة عليّ أن أدفع ستين ألف تومان، بالإضافة إلى أنني دفعت ملايين للتسجيل على الشهادة"، مشيرةً إلى أنها تذهب إلى مركز اختبار القيادة في الساعة الخامسة صباحاً تاركةً طفلها لوحده، إلا أنها تعود خالية الوفاض.

وأضافت "رغم أنني أقود سيارتي منذ عدة سنوات ولا أعاني من أي مشكلة إلا أن الضابط يقوم برفضي بحجج واهية، إن أكثر ما يثير غضبي هو عدم وجود مقاعد للانتظار، كما أن عدد المتقدمات للاختبار كبير ولا يوجد سوى ضابط واحد يقوم بإجراء الاختبار لهن وهو أيضاً يتقاعس عن عمله".

وعن سوء التعامل الذي تتلقاه المتقدمات حتى تنلن شهادة القيادة قالت "يعاملنا الضباط في مركز إجراء اختبار القيادة بأسلوب فظ ويوجه لنا كلمات قاسية، حيث سخر أحدهم من امرأة بسبب سنها قائلاً (لماذا تريد رخصة في هذا العمر؟)، فهذا النوع من التعامل بعيد كل البعد عن الإنسانية"، مشيرةً إلى أنهن مجبرات على الحصول على شهادة قيادة وإلا فأنها لم تكن لتقبل بتلك المعاملة.

واعترضت على عدم وجود ضابطات والاكتفاء بالضباط فقط، مؤكدةً على أن ذلك يعزز السيطرة الذكورية "حتى الآن لم يتم تأمين ظروف مناسبة للنساء، فلا توجد ضابطات مسؤولات عن تدريب النساء وإجراء الاختبارات لهن، ففي حال تم تعيينهن فستكن أكثر مراعاةً لظروف المرأة كأم تجبر على ترك رضيعها لساعات طويلة, كما لم يتم زيادة عدد الضباط القائمين على إجراء الاختبارات والمانحين للشهادات"، لافتةً إلى أنه يجب تخصيص أيام عدة لإجراء الامتحان لتقليل عدد المتقدمات في اليوم الواحد.

ويعود قلة عدد الضابطات في إيران إلى القوانين المناهضة للنساء والتضييق عليهن، إلا أن هنالك نساء ترغبن بالعمل كضابطات وتجدن في أنفسهن الكفاءة والمؤهلات لذلك، ولكن قوانين الحكومة تمنح مساحة صغيرة جداً للنساء للعمل في مثل هذه الوظائف.