'أي مستقبل سينتظر أبنائنا إن حرموا من التعليم؟'

"نريد جامعات آمنة، تحترم حق الإنسان في التعلم، نريد الحفاظ على التعايش الاجتماعي وحماية طلابنا" بهذه الكلمات طالبت المشاركات في وقفة تضامنية في مدينة السويداء السورية على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة حول ما يجري في الجامعات من عنف طائفي.

السويداء ـ تصاعدت التوترات الطائفية في الآونة الأخيرة داخل الجامعات السورية، حيث واجه العديد من الطلاب انتهاكات ومضايقات أثرت على البيئة التعليمة، مما اضطرهم إلى مغادرة مؤسساتهم التعليمية بحثاً عن الأمان.

شهدت ساحة "الشعلة" في مدينة السويداء السورية أمس الجمعة التاسع من أيار/مايو، وقفة تضامنية وسط تصاعد موجات العنف الطائفي في الجامعات السورية، والمخاوف من مستقبل مجهول يواجهه الطلاب وحقهم في بيئة آمنة تضمن لهم الاستمرار الأكاديمي دون تهديد، وجاءت الوقفة للتأكيد على أهمية حماية حق التعليم الجامعي ورفض أي محاولات للتجييش الطائفي التي تهدد بيئة التعليم الأكاديمي ومبادئه الأساسية.

وعلى هامش الوقفة استنكرت ديمة أبو فخر خريجة إعلام حرمت من استلام وثيقة تخرجها بسبب الوضع المتأزم، ما يحدث من انتهاكات طائفية داخل الجامعات وللوقوف مع الطلاب الذين عاشوا الخوف والرعب وأجبروا على ترك جامعاتهم والعودة إلى بيوتهم "هؤلاء ليسوا طلاب سياسة، بل طلاب علم وثقافة لكنهم باتوا ضحايا لضغوط ممنهجة تسعى لاحتكار التعليم، وهذا أمر مرفوض تماماً".

وأشارت إلى أنهم بنوا آمالاً كبيرة بعد ما سمي بالتحرير "اعتقدنا أن سوريا ستعمر بالمحبة والانتماء لكننا اليوم نشهد جرائم طائفية خصوصاً في الجنوب السوري، كنا ننتظر موقفاً واضحاً من قبل الحكومة، لكن للأسف لم تستنكر الحكومة ما يحدث حتى أنها لم تحرك ساكناً"، مؤكدةً أن السكن الجامعي لم يعد آمناً للطلاب.

من جانبها شددت كندا المحيثاوي على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة حول ما يجري في الجامعات من عنف طائفي "نحن هنا لنرفض ما حدث لطلابنا في الجامعات وما تعرضوا له من تجييش طائفي ممنهج، حتى بعض طلاب الساحل، بحسب ما وصلنا، اضطروا أيضاً لمغادرة جامعاتهم خوفاً من الأوضاع".

وطالبت الحكومة الجديدة بالتدخل الفوري ووضع حد للشائعات والانتهاكات التي تزرع في عقول الطلاب وتدفعهم للانسحاب من التعليم "باستمرار هذا النهج نحن نقترب من حفة الهاوية ومن طريق مسدود تماماً كما كنا في عهد النظام البائد إن لم يتم التصدي لهذا الواقع ستشهد سوريا هجرة جديدة للعقول وتقوقع للمجتمعات المحلية على نفسها وهذا ما لا نريده، نريد أن نحافظ على التعايش الاجتماعي، وأن نحمي الطلاب من مختلف المدن السورية".

وعن تأثير هذه الأوضاع على مستقبلها الدراسي قالت الطالبة الجامعية بسمة نصار "أوقفت تسجيلي في الجامعة، وكذلك كثير من زملائنا في الساحل بسبب التحريض الموجه ضدنا، نطالب بحماية دولية تضمن لنا حق التعليم، ومحاسبة عادلة لكل من يحرض أو يساهم في بث الفتنة، نريد جامعات آمنة، خالية من التجييش والانقسام، تحترم حق الإنسان في التعلم دون خوف".