إطلاق مبادرة لتأمين مساحة آمنة للنساء في المجال الرقمي والتكنولوجي

انطلقت مبادرة "مساحة تك" بقيادة نسائية لتؤمن مساحة آمنة وداعمة للنساء والشابات اللواتي تواجهن تحديات الوصول إلى الموارد العلمية والرقمية وتشكل فرصة للاستثمار الشخصي في بناء مستقبلهن.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ أطلقت ناشطات في جبل لبنان مبادرة "مساحة تك" هو مشروع ضمن برنامج ثورة النساء في السياسة والبلديات في منظمة فيفتي فيفتي، والهادف لتمويلهن للبدء بمشاريع في بلداتهن من خلال قيادة تشاركية في المجتمع.

تهدف مبادرة "مساحة تك"  التي أطلقت أمس الأحد 3 آذار/مارس، إلى تهيئة بيئة تعليمية داعمة للشابات اللواتي تواجهن تحديات في الحصول على الموارد التعليمية الرقمية حيث سيوفر هذا المشروع مجموعة من الفرص، بما في ذلك الوصول إلى أماكن للدراسة والموارد والمواد التعليمية، والتوجيه والإرشاد عبر عرض برامج لتوجيه ودعم الشابات في نموهنّ الأكاديمي والشخصي والهياكل الأساسية لتكنولوجيا المعلومات، والأمن السيبراني، ومبادرات بناء القدرات، وتعزيز المشاركة المجتمعية من خلال أنشطة وحملات التوعية وتعزيز التعليم الجيد والمساواة بين الجنسين.

وقالت إحدى مؤسسات المشروع ربى مكارم لوكالتنا، إن مبادرة "مساحة تك" هي مبادرة بقيادة نسوية تهدف لتأمين مساحة داعمة للشابات باستخدام الموارد التعليمية والرقمية، وأيضاً ستوفر هذه المبادرة مساحة تدريب لشابات وشباب في مواضيع التكنولوجيا الرقمية، بحيث يكون لديهن إمكانية الوصول إلى استخدام الأدوات التكنولوجية، مثل الكمبيوتر.

 

 

من جانبها، قالت الإعلامية سارة المشطوب إن دورها في هذا المشروع كان التركيز بشكل أساسي على الأمور الإعلامية نظراً لاختصاصها العلمي في كلية الإعلام وفي الوقت ذاته لديها خبرة سابقة في هذا المجال، وكانت مشاركة في برنامج اسمه "شو قولك"، وحالياً ضمن برنامج "صار الوقت"، وخضعت لدورات عدة حول الإعلام، ومن هنا جاء دورها لتكون مشاركة في تقديم هذا النشاط.

وأضافت "كما نعلم في هذا المجال فإن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت أمراً مهماً جداً على مستوى المجتمعات، لكن في نفس الوقت لها مساوئ كثيرة وخطورة كبيرة، مثل الابتزاز وغيرها العديد من الأمور، والآن هناك الذكاء الاصطناعي ونرى كيف أنه على سبيل المثال، هناك فنانون من الجيل القديم يقدمون أعمالاً فنية جديدة، وهذا أمر لا يمكن لأحد أن يتقبله، لذلك هدفنا في هذه المبادرة حماية الأشخاص الذي يستخدمون هذه التقنيات ويستفيدون منها، ولكن بنفس الوقت نحميهم من أي خطر قد يتعرضون له".

 

 

وقالت المرشحة السابقة للانتخابات النيابية عفراء عيد "شاركت في هذه المبادرة التي أقيمت في بلدة رأس المتن من مدينتي طرابلس وأتمنى أن تنتقل هذه المبادرة إلى مجتمعات أخرى، مثل طرابلس حيث أننا في هذه المدينة نفتقر إلى الوجود النسوي في البلديات وفي مواقع صنع القرار"، متمنية أن تثمر المبادرة بنتائج متوقعة وأن تكون المرأة دائماً الداعمة الأولى للمرأة.

 

 

من جانبها لفتت عضوة بلدية قبيع سناء رافع إلى أهمية المشروع من أجل تبادل الخبرات "أتمنى أن يكون التشبيك قائماً بيننا وبين "مساحة تك" من أجل إعداد وتقديم دورات لنساء بحاجة لها على صعيد البلدات ومنها بلدة قبيع".

 

 

وقالت الأخصائية بالدراسات الجندرية الأكاديمية ندى صبح إن "مساحة تك" هي مبادرة من فتيات بلدة رأس المتن، وشاركت فيها من أجل تشجيع القائمات على هذه المبادرة، لكنها اكتشفت ولمست احتياج أبناء البلدة إلى مساحة آمنة لتمكين النساء في المجال التكنولوجي".

 

 

وقالت سيدة الأعمال ناهدة أبو رسلان إن "هذه المبادرة أطلقتها ربى مكارم مع منظمة "فيفتي فيفتي" لتخلق مساحة آمنة للنساء، واستطيع أن استفيد من الدورات التدريبية على المواد التي لا خبرة لدي فيها والتي ستقدم من قبل أصحاب الخبرة في هذا المجال، وبالمقابل فأنا قادرة أن أفيد من خبراتي في المجالات التي لدي خبرات فيها وأساهم أيضاً في إقامة هذه الدورات التدريبية".

 

 

وأوضحت رائدة الأعمال ومستشارة في مجال الأعمال ندى حلاوي وهي عضوة في المشروع "جاءت هذه المبادرة لتلبي احتياجات محلية موجودة، وباعتباري مسؤولة التنمية في بلدية رأس المتن، أجد هذا الاحتياج لدى العديد من الشباب والشابات الذين يحاولون تعلم هذه المهارات في المدارس والجامعات وأيضاً لدى رواد الأعمال الذين ليس لديهم البنى التحتية من كمبيوترات محمولة وإنترنت وكهرباء من أجل البدء بمشاريعهم والعمل عليها".

وأشارت إلى أن "الدورات التدريبية لن تكون بمراحل متقدمة، ولذا فالأشخاص الذين ليس لديهم خبرات وإلمام بهذا الموضوع سيتمكنون من الحصول على التطبيق والخبرات المطلوبة، والعمل على مستويات أعلى ليتقدموا أكثر وأكثر، وسنبدأ في المجالات الرقمية في برامج Word, Excel, PowerPoint، كما سنتكلم عن كيفية كتابة السيرة الذاتية وإجراء المقابلات الوظيفية، ونتحدث عن الأمن السيبراني في ظل هذا التعرض الدائم والولوج للإنترنت والعالم الخارجي، فلا بد من التوعية على هذا المجال الهام".