إطلاق المبادرة الوطنية المشتركة لحماية النساء من العنف الرقمي في تعز

ضمن حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، أطلقت في اليمن مبادرة لتمكين النساء والفتيات في الفضاء الإلكتروني، من خلال رفع الوعي بمخاطر الابتزاز والعنف الرقمي وتقديم الإرشاد والدعم للمستهدفات.

رانيا عبد الله 

اليمن ـ أطلقت منظمات مدنية ومؤسسات حكومية في مدينة تعز اليمنية المبادرة الوطنية المشتركة لحماية النساء من العنف الرقمي، بهدف توفير بيئة رقمية آمنة وتمكين النساء عبر التوعية والتدريب والدعم القانوني والاجتماعي والنفسي.

بالتزامن مع حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، شهدت مدينة تعز جنوب غرب اليمن إطلاق المبادرة الوطنية المشتركة لحماية النساء من العنف الرقمي، بهدف توفير بيئة رقمية آمنة تشجع النساء على كسر حاجز الصمت والإبلاغ عن الانتهاكات، وتعزيز ثقتهن في استخدام التكنولوجيا. كما تسعى عبر برامج توعوية وتدريبية ومسارات استجابة متكاملة إلى حماية المجتمع عامةً والنساء على وجه الخصوص من جرائم العنف الإلكتروني.

وأُطلقت المبادرة بمشاركة الإدارة العامة لتنمية المرأة بتعز، مؤسسة سلام يمن، مركز تنمية المرأة والطفل safe women، منظمة جودن للتنمية والسلام، كيان للسلام والتنمية، حيث تعد هذه المبادرة إطاراً وطنياً يعمل على تمكين النساء والفتيات في الفضاء الإلكتروني، من خلال رفع الوعي بمخاطر الابتزاز والعنف الرقمي وتقديم الإرشاد والدعم للمستهدفات.

وفي الندوة التي أُطلقت فيها المبادرة أمس الثلاثاء التاسع من كانون الأول/ديسمبر، ركّزت على تعزيز الحماية الرقمية وأساليب الوقاية من الابتزاز الإلكتروني، إلى جانب شرح التحديات التي تواجه النساء في الفضاء الرقمي وسبل التحصين الذاتي، وسط دعوات لتكثيف برامج التوعية ومضاعفة الجهود لضمان فضاء إلكتروني آمن، وأكد المشاركون والمشاركات أن بناء ثقافة رقمية مسؤولة يشكّل خط الدفاع الأول ضد جرائم العنف الإلكتروني.

وناقش المشاركون الجوانب القانونية المرتبطة بقضايا الابتزاز والعنف الرقمي، وتسليط الضوء على الثغرات التي تستغلها شبكات الإيقاع بالضحايا، وعلى آليات التبليغ وآفاق تحسين الاستجابة الأمنية والمؤسسية، وقدم مختصون ومختصات في علم النفس والاجتماع ورقة حول الآثار النفسية والاجتماعية التي تخلّفها جرائم الابتزاز الرقمي، مشيرين إلى أن الصدمة والخوف والعزلة لا تقل خطورة عن الضرر التقني ذاته.

 

المبادرة خطوة لتوعية الشباب

وأكدت الدكتورة بسمة عبد الفتاح أن "مثل هذه المبادرات تمثل خطوة أساسية في توعية الشباب والشابات على حد سواء"، مشددةً على أن "التوعية هي السبيل لحمايتهم من خلال تعزيز ثقافة التعامل الواعي مع الهواتف والتواصل مع الآخرين".

وأوضحت أن المبادرة ستسهم أيضاً في رفع مستوى وعي الأسر، بحيث تدرك أن الفتاة ليست موضع عيب أو عورة، بل يجب أن تُعامل باعتبارها فرداً له حقوقه، وأن تُوفَّر لها الحماية والدعم اللازمين لتكون أكثر قوة وأماناً داخل المجتمع.

وأضافت "غالباً ما يُنظر إلى المرأة في المجتمع باعتبارها المخطئة، أو تُعامل كضحية، بل قد تُحمَّل مسؤولية الجريمة وكأنها الجاني لا المجني عليه، ويُنظر إليها على أنها مصدر عار، وأن عليها حماية شرف الأسرة، في مقابل معاملة مختلفة تماماً للرجل".

وقالت "لو تبنّى المجتمع مبدأ المواطنة المتساوية، وحرصت الأسرة منذ الطفولة على تربية عادلة ومتوازنة بين الجنسين، لما وصلت المرأة إلى هذه الدرجة من العنف والخوف، لكن للأسف، يبدأ تكريس العنف ضد النساء من داخل الأسرة، ثم يمتد إلى المنزل والمدرسة والإعلام، ليُوجَّه إليها الاتهام بشكل غير مباشر من المجتمع بأسره".

من جانبها، أوضحت مديرة إدارة تنمية المرأة بمحافظة تعز نجاح حميد أن الإعلان عن المبادرة الوطنية المشتركة لحماية النساء من العنف الرقمي جاء في إطار ندوة بعنوان "الحماية من العنف الرقمي"، وأن هذه المبادرة ثمرة تعاون بين منظمات المجتمع المدني وعدد من المؤسسات الحكومية، بما يعكس تكامل الجهود لحماية النساء وتعزيز بيئة رقمية آمنة.

 

برامج وأنشطة مكثفة

وبينت أنه "عقدنا هذه الندوة بهدف إشهار المبادرة وبرنامجها وأنشطتها المستقبلية، فهي ليست مجرد فعالية مؤقتة مرتبطة بالحملة، بل مشروع مستدام يمتد على المدى الطويل، وسنعمل على تنفيذ أنشطة متنوعة، مع فتح المجال أمام المؤسسات والمنظمات للانضمام إلى المبادرة والمشاركة في تحقيق أهدافها".

وأكدت أن التعاون المشترك بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والتنظيمات المحلية سيترك أثراً بالغاً، إذ يمثل نموذجاً للمشاركة المجتمعية والرسمية الفاعلة في مواجهة العنف الرقمي، موضحةً أن هذا التعاون يسهم في تعزيز التوعية والتثقيف، إلى جانب توفير الدعم القانوني والاجتماعي والنفسي للنساء الناجيات من جرائم العنف الرقمي، بما يضمن حماية أكثر شمولاً واستدامة، موضحة أن برامج المبادرة مقسمة لأكثر من محور، منها التثقيف والتأهيل والتدريب، وتقديم الدعم النفسي والقانوني والاجتماعي.

من جهتها عبرت الإعلامية نعائم خالد عن تفاؤلها بإطلاق المبادرة وإقامة الندوة التي تسلط الضوء على العنف الرقمي ضد النساء بكافة مستوياتهن أو تخصصاتهن، وأن المبادرة فعالية جريئة أطلقها مجموعة من النساء من جهات مختلفة تبنين مشكلة العنف الرقمي التي تتعرض لها النساء "أن تطلق النساء مبادرة في ظل هذه الظروف لحماية النساء هذا أمر هام فالقضايا المطروحة في المحاكم بسبب العنف الرقمي كثيرة، وهناك قضايا كثيرة لم تصل لجهات مختصة أو للقضاء".