انطلاق فعاليات المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا

شهد المغرب انطلاق فعاليات المهرجان الدولي لفيلم المرأة الذي سلط الضوء في يومه الأول على قضايا التحرش في أماكن العمل والمدافعة عن قيم المساواة والحرية وإمحاء الصور النمطية التي تعاني منها النساء.

المغرب ـ انطلقت فعاليات الدورة الـ 16 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، مساء أمس الاثنين 13 تشرين الثاني/نوفمبر، والذي يستمر لغاية 18 من الشهر ذاته، وكُرمت ثلاث نساء بصمن مسارهن السينمائي بأعمال متميزة وهن الممثلة المغربية نعيمة إلياس والمخرجة والسيناريست المكسيكية ماريا نوفارو والممثلة الألمانية نستازيا كينسكي.

قالت المخرجة المكسيكية المكرمة ماريا نوفارو ضمن كلمة مصورة تم بثها على الشاشة، بعد أن تعذر عليها الحضور، إنها بدأت مسيرتها السينمائية في نهاية السبعينيات من القرن الماضي بالمكسيك في وقت لم تكن النساء تلجن عالم الفن السابع، حيث كانت هناك ثلاث مخرجات فقط، رغم أن السينما المكسيكية لها صيت عالمي.

وأضافت أنها أرادت من خلال السينما أن تدافع عن قيم المساواة والحرية وأن تمحو الصور النمطية التي تعاني منها النساء في بلدها، لافتةً إلى أنها تشارك ضمن المهرجان بفيلم "كنوز" والذي أخرجته لأحفادها، حيث اعتادت أن تنتج أفلاماً للأطفال.

بدورها عبرت الممثلة المغربية القديرة نعيمة إلياس عن سعادتها بالتكريم الذي اعتبرته إضافة لمسيرة فنية امتدت لما يناهز أربعة عقود، مؤكدة أنه لازال في جعبتها الكثير لتمنحه لعشاق السينما.

وتخلل الحفل الافتتاحي عرض لأقوى المحطات التي شهدتها الدورة الـ 16 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة الذي يحتفي كل عام بالإبداعات النسائية في الفن السابع، سواء من خلال الكتابة السينمائية أو الإخراج أو الإنتاج أو التشخيص أو النقد.

وبحسب المنظمين فإن المهرجان الدولي لفيلم المرأة يطرح أسئلة وقضايا تعنى بالمرأة في السينما المحلية مقارنة مع نظيرتها في مختلف أنحاء العالم، كما أن المهرجان يمنح فرصة السينمائيات من مختلف المشارب العربية والأفريقية والدولية للتداول في شؤون المهنة، وتبادل الخبرات والتجارب وطرح القضايا المتعلقة بظروف الممارسة ومناقشة شؤون المرأة من خلال الإبداعات السينمائية.

ويستضيف المهرجان في هذه الدورة السينما المكسيكية، باعتبارها سينما رائدة عالمياً، حيث تمكنت بعض الأفلام التي أخرجها مكسيكيون من جذب جمهور عريض وواسع، ولم يقتصر الأمر على المخرجين فقط، بل اتجهت بعض المخرجات نحو الفيلم الوثائقي مسلطات الضوء على مواضيع مختلفة تتعلق بالوضع السياسي والاجتماعي للمكسيك، كما صورن حياة النساء المنحدرات من أصول أفريقية، وتناولت بعضهن مثل "أنا كروز" التي استطاعت بلغتها السينمائية أن تكشف عن التنوع الثقافي للبلد.

ويعرف المهرجان برنامجاً متنوعاً، حيث سيتم عرض أفلام طويلة في مسابقتين روائية ووثائقية، كما سيتم عرض أفلام قصيرة لمواهب شابة، بالإضافة إلى سينما البلد الضيف (المكسيك).

كما يتخلل المهرجان تنظيم ندوات ولقاءات ومحادثات مع صانعات السينما ضمن فقرات متنوعة تخص "صورة المرأة في السينما العربية" "في حاجة إلى الجمال" و"المناصفة في السينما" وغيرها من المحاور. 

ويحتفي المهرجان خلال هذه الدورة، ضمن ورشة الكتابة، بأربع كاتبات هن الكاتبة عفيفة الحسينات بمؤلفها "من السينما إلى الأوبرا"، والكاتبة الباحثة في علم الاجتماع عائشة بلعربي بكتابها "التاريخ الاجتماعي لتطوير وتعليم الفتيات في المغرب"، وكذلك الصحفية والمنتجة خولة أسباب بن عمر بروايتها "تقريباً… قصة عودة إلى الحياة"، ثم الكاتبة والفنانة التشكيلية لبابة لعلج بمؤلفها "الحب والفن".

واختتم الحفل بعرض الفيلم القصير الافتتاحي "موارد بشرية" للمخرجة دانية عاشور والذي تناول قضية التحرش الجنسي في أماكن العمل، حيث تلجأ أغلب العاملات إلى الصمت، إما خوفاً من فقدان وظائفهن أو لعدم تمكنهن من إثبات ما تتعرضن له داخل فضاء محكوم بالسلطة الذكورية.