انتفاضة إيران مستمرة رغم القمع والطلاب يتحدون

تتواصل الاحتجاجات في إيران التي تندد بالنظام القائم في البلاد، وتحدياً لحملة القمع التي تشهد حالياً محاكمة موقوفين يواجه عدد منهم عقوبة الإعدام.

مركز الأخبار ـ تشهد إيران منذ ستة أسابيع احتجاجات غير مسبوقة بالرغم من تحذير السلطات المتظاهرين الأسبوع الماضي، من أن الوقت قد حان لمغادرة الشوارع، لكن لم تظهر أي مؤشرات على تراجع الاحتجاجات التي عمت مناطق سكنية وشوارع رئيسة وجامعات في جميع أنحاء البلاد.

بحسب بعض المصادر فإن الإضرابات مستمرة في العديد  من المدن من بينها طهران وأصفهان، حيث اعتقلت قوات الأمن أربعة طلاب على الأقل من مدرسة إعدادية في مدينة سنه.

 

موجة احتجاجات جديدة

رداً على الحظر الذي فرضته الحكومة على دخول عدد من الطلاب المحتجين إلى الجامعات، انطلقت موجة جديدة من البيانات والاعتصامات بجامعات مختلفة في جميع أنحاء إيران، حيث أظهرت مقاطع الفيديو والصور المنشورة على الإنترنت، شبان وشابات يتجمعون في الممرات والساحات والطرق في حرم جامعي في طهران ومدن أخرى، وحمل البعض لافتات تدعو إلى عدم حضور الفصول الدراسية ما لم يطلق سراح زملائهم الطلاب، الذين اعتقلوا أثناء احتجاجهم.

بالإضافة إلى الجامعات، استمرت احتجاجات التلاميذ في المدارس، وتظهر مقاطع فيديو أن التلميذات تجمعن في مدرسة بطهران وهتفن "لا تخافوا، لا تخافوا، نحن جميعاً معاً..."، من بينها تلميذات مدرسة للبنات في حي "باغ فيض" بطهران اللواتي تجمعن في باحة المدرسة، وفي حي صادقية بطهران، نزل تلاميذ مدرسة إلى الشارع وهم يهتفون بشعارات احتجاجية.

ودعى "شباب طهران" لتنظيم المظاهرات اليوم الأربعاء 2 تشرين الثاني/نوفمبر، لمتابعة مطالبهم ودعم الطلاب والمجتمع الطبي المحتج في البلاد، كما أصدر شباب أحياء تبريز أيضاً دعوة للتظاهر، وامتنع الكثير من الطلاب في عدة جامعات بطهران من حضور الفصول الدراسية، وبدأوا إضرابات واعتصامات، ورددوا هتافات ضد النظام.

وكتبت تلك المجموعات على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي "قادة النظام الإيراني المتعطش للدماء والقاتل للأطفال لا ينبغي أن يتصوروا أن بإمكانهم الاستمرار بالقتل والإجرام إلى الأبد!".

وفي منطقة إكباتان غربي طهران، واصل المواطنون مظاهراتهم الليلية وردد المواطنون من نوافذ منازلهم هتافات "الموت للديكتاتور"، في الوقت الذي استخدمت فيه قوات الأمن القنابل الصوتية في محاولة لفض التحرك، وفقاً لمقاطع فيديو نشرت على موقع رصد "1500 تصوير" ومواقع أخرى، وخرجت مظاهرات ليلية في مدينتي أمل ويزد ردد فيها المتظاهرون شعار الموت للديكتاتور والموت لخامنئي.

وفي مدينة أراك وسط البلاد أطلقت قوات الأمن النار على تظاهرات ليلية للشباب، وشهدت بلدة "ولي عصر" بالمدينة اشتباكات عنيفة كما أضرم الشباب النار في قاعدة للباسيج.

 

الإفراج عن ثمانية صحافيين

وأعلن مسؤول إيراني أمس الثلاثاء 1تشرين الثاني/نوفمبر، أن السلطات أفرجت عن ثمانية صحافيين تم توقيفهم خلال الفترة الماضية على خلفية الاحتجاجات.

وأشارت صحيفة "سازند" الإصلاحية في عددها الصادر الأحد 30 تشرين الأول/أكتوبر، إلى أن "أكثر من 20 صحافياً لا يزالون موقوفين" في مدن عدة أبرزها طهران، مؤكداً على أنه "تم الإفراج عن ثمانية أشخاص حتى الآن"، وذلك وفق ما أوردت وكالة "إيسنا".

وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية لحقوق الإنسان هارانا، أمس الثلاثاء الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، عن أحدث الإحصاءات لضحايا الانتفاضة المستمرة في جميع أنحاء البلاد في إيران، وبحسب التقرير ارتفع عدد القتلى إلى 287، من بينهم 46 طفلاً على الأقل.