انتفاضة الشعب الإيراني مستمرة وارتفاع عدد القتلى إلى 253 قتيلاً

مع دخول انتفاضة الشعب الإيراني أسبوعها السابع في ظل القمع المستخدم من قبل قوات الأمن، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ارتفاع عدد القتلى إلى253 قتيلاً بينهم 34 طفلاً تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

مركز الأخبار ـ تستمر انتفاضة الشعب الإيراني بخروج المتظاهرون الإيرانيين إلى الشوارع، بالتزامن مع مراسم الأربعين لضحايا القمع أو دفن جثامين القتلى في الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد، مرددين هتافات مناهضة للنظام الإيراني، كما نظم الطلاب احتجاجات في الجامعات.

بالتزامن مع تشكيل سلسلة بشرية اليوم السبت 29 تشرين الأول/أكتوبر، في 80 مدينة حول العالم، أصبحت المدن الإيرانية المختلفة ساحة انتفاضة شعبية عامة ضد النظام الإيراني.

وفي كلية الفنون والعمارة في طهران، تجمع الطلاب في قاعة الكلية، كما تجمع طلاب جامعة جندي شابور بالأهواز أمام التنظيم المركزي لجامعة العلوم الطبية، احتجاجاً على الاعتقال العنيف والوحشي لأربعة طلاب من هذه الجامعة، ورددوا هتافات "حرية، حرية، حرية"، "عديم الشرف" لقوات الباسيج والحرس في ساحة الجامعة.

يأتي هذا التجمع في وقت نُشرت فيه مقاطع فيديو على الإنترنت، مساء الجمعة 28 تشرين الأول/أكتوبر، لقوات بملابس مدنية وهي تختطف طالبين من سكن صدف للطلاب بجامعة جندي شابور في الأهواز.

وبالإضافة إلى هذه التجمعات الطلابية، أعلن الاتحاد الحر لعمال إيران، إضراب سكان قسم الجراحة في شرق كردستان، احتجاجاً على مهاجمة الشرطة لسكن الطلاب بجامعة كردستان للعلوم الطبية.

كما أعلن عمال النفط العاملون في المراكز النفطية أنهم سينضمون إلى الإضراب العام اعتباراً من اليوم السبت تضامناً مع الانتفاضة الشعبية واحتجاجاً على قمع النظام.

 

تضامن عالمي

ستسلط الولايات المتحدة هذا الأسبوع الضوء في جلسة الأمم المتحدة على الاحتجاجات التي تشهدها إيران وتبحث عن سبل لتشجيع إجراء تحقيقات موثوقة بها ومستقلة في انتهاكات حقوق الإنسان بإيران.

وبحسب مذكرة أطلعت عليها "رويترز" ستعقد الولايات المتحدة وألبانيا اجتماعاً غير رسمي لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء 2تشرين الثاني/نوفمبر. ومن المقرر أن تتحدث الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي والممثلة والناشطة الإيرانية نازانين بنيادي في الاجتماع.

وجاء في المذكرة أن "الاجتماع سيسلط الضوء على القمع المستمر للنساء والفتيات وأفراد الأقليات الدينية والعرقية في إيران. وسيحدد فرص تشجيع إجراء تحقيقات موثوق بها ومستقلة في انتهاكات وتجاوزات الحكومة الإيرانية لحقوق الإنسان".

وأضافت "سيناقش هذا الاجتماع أيضاً استمرار الاستخدام غير القانوني للقوة القسرية ضد المتظاهرين ومحاولة النظام الإيراني ملاحقة ومضايقة المدافعين عن حقوق الإنسان والشخصيات المعارضة للنظام في الخارج من خلال اختطافهم وقتلهم".

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، في إشارة إلى تقرير جاويد رحمان بشأن إيران "هذا الأسبوع، سنستخدم بشكل عاجل مع شركائنا، إجراءات أحادية ومتعددة الأطراف وآليات أممية لمحاسبة إيران على أعمال العنف ضد شعبها لاسيما النساء والفتيات".

كما كتب الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، على صفحته في تويتر "رسالتنا إلى إيران بسيطة: توقفوا عن قتل شعبكم وتوقفوا عن إرسال طائرات مسيرة إلى روسيا لقتل الأوكرانيين".

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "على السلطات الإيرانية التعامل مع الاحتجاجات المشروعة للشعب، بما في ذلك احترام حقوق المرأة".

وأضاف "ندين كل الحالات التي قتل فيها متظاهرون أو جرحوا في إيران، ونؤكد على محاسبة الجناة، نطالب قوات الأمن بالامتناع عن استخدام القوة القاهرة غير المتناسبة ضد المتظاهرين".

 

ارتفاع عدد القتلى

وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، أنه بحسب الإحصاءات ومعلوماتها، فقد ارتفع عدد القتلى في الاحتجاجات الأخيرة في إيران إلى 253 قتيلاً بينهم 34 طفلاً تقل أعمارهم عن 18 عاماً.

وبحسب التقرير فإن ضحايا الاحتجاجات من 21 محافظة إيرانية مختلفة، فيما سقط أكثر الضحايا في محافظات سيستان- بلوشستان ومازندران وطهران وكيلان ومحافظات شرق كردستان على التوالي.

وأضاف تقرير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أن محافظة سيستان - بلوشستان سجلت 93 ضحية، ومازندران 30 ضحية، وطهران 25 شخصاً، وشرق كردستان 23 شخصاً، وكيلان 19 شخصاً، وأذربيجان ا 18 شخصاً، وكرمانشاه 13 شخصاً، وألبرز 7 أشخاص، وخراسان الرضوية 4 أشخاص، وأصفهان 3 أشخاص، وسجلت محافظات مركزي وقزوين وكهكيلويه وبوير أحمد وأردبيل، وإيلام، قتيلين في كل محافظة، خلال الاحتجاجات الجارية، كما شهدت محافظات بوشهر وسمنان وخوزستان وهمدان سقوط قتيل واحد في كل واحدة منها.

وأعلنت منظمة العفو الدولية أن القوات الأمنية الإيرانية قتلت 8 أشخاص على الأقل منذ مساء الأربعاء26 تشرين الأول/أكتوبر، خلال أقل من 24 ساعة، في 4 محافظات إيرانية، ولفتت إلى هؤلاء المحتجين قتلوا في محافظات شرق كردستان وأذربيجان الغربية وكرمانشاه ولرستان.

وحذرت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، هبة مورايف، ما سمته "سلبية" مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكتبت أن مثل هذا الأمر يشجع السلطات الإيرانية على الاستمرار في قمع المتظاهرين "استخدام السلطات الإيرانية المتهور وغير القانوني للأسلحة النارية ضد المتظاهرين، بما في ذلك الذخيرة الحية، يكشف مرة أخرى التكلفة المأساوية للتقاعس الدولي".

وأكدت "يجب على جميع الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اتخاذ إجراءات حاسمة الآن وعقد اجتماع خاص فوراً لمنع سقوط المزيد من الضحايا في إيران".