عامان على سيطرة طالبان على أفغانستان والانتهاكات لا تزال مستمرة
مع مرور عامان على سيطرة طالبان على أفغانستان ازدادت الضغوطات والتضييقات على الأهالي وخاصة النساء والفتيات اللواتي حرمن من العديد من حقوقهن.
بهاران لهيب
كابول ـ مضى عامان على سيطرة طالبان على أفغانستان، حيث سادت حالة من الخوف والرعب والذعر والصدمة بين الأهالي.
تعد كابول مدينة صاخبة فهي تشهد ازدحاماً حتى وقت متأخر من الليل، يمكن سماع أصوات الباعة المتجولين والسيارات من كل زاوية، لكن عندما ذكر اسم طالبان يسود الصمت في كل مكان، لقد حاول المئات الخروج من البلاد بأي ثمن.
في الفترة ما بين 15 ـ 31 آب/أغسطس عام 2021، شهدت كابول ومطارها مقتل رجال ونساء وكبار في السن وأطفال في هجوم انتحاري ونيران مباشرة من قبل طالبان، العديد منهم فقدوا حياتهم دهساً.
قبل عدة أشهر من تولي طالبان السلطة العامة والكاملة في أفغانستان، استسلمت العديد من المقاطعات للحركة ولم يُسمح للجنود بالمقاومة.
وفي التاسع والعشرين من شباط/فبراير عام 2020، وقعت حركة طالبان والحكومة الأمريكية على اتفاق الدوحة الذي يقضي بانسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهراً، وإلغاء العقوبات الأمريكية المفروضة على قادة طالبان، وتبادل السجناء بين الحركة وحكومة كابول. وبموجب الاتفاق تتعهد طالبان بمنع استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي فرد أو جماعة ضد أمن الولايات المتحدة وحلفائها، وهو ما أظهر أنه يبعث على السلام في المنطقة، إلا أن الهدف الرئيسي كان الاتفاق على تسليم البلاد لطالبان.
احتلت أمريكا أفغانستان تحت شعار "محاربة الإرهاب وتأمين حقوق المرأة" ما بين عامي 2001 ـ 2021، لكنها لم تحارب الإرهابيين فحسب، بل تسببت بمقتل ما لا يقل عن 470 ألف و245 مدنياً، وحوالي 69 ألفاً من قوات الجيش والشرطة، ومنح السلطة كذلك لطالبان، عندما يتم النظر إلى الإحصائيات المتعلقة بالعنف ضد النساء، يلاحظ كيف تزداد تلك النسب عاماً بعد آخر.
عندما استولى طالبان على السلطة منذ عامين، ارتكب جرائم لا حصر لها ضد الشعب الأفغاني سواء علانية أو في الخفاء، إن القوات العسكرية للحكومة السابقة، والصحفيون ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي والخدمات الاجتماعية والمثقفين، يتعرضون للتهديد من قبل طالبان بالتعذيب والقتل.
وقد كان للنساء النصيب الأكبر من القمع والتشديد، فقد كانت المهمة الأولى لطالبان مع دخول كل مقاطعة عدم السماح للنساء بالذهاب إلى المكاتب الحكومية، وغيروا اسم وزارة شؤون المرأة إلى وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتم فرض الحجاب، وحظر على الفتيات ارتياد المدارس بعد تجاوزهن الصف السادس.
كما أغلقت أبواب الجامعات أمام النساء والفتيات، وكذلك صالونات الخاصة بتصفيف الشعر، ولم يعد يسمح بتولي النساء إدارة المؤسسات، بالإضافة إلى ازدياد نسب قتل النساء والاغتصاب والزواج القسري والعنف الأسري والفقر والبطالة.