عام على مقتل جينا أميني... ناشطات تطالبن بدعم الإضراب والاحتجاج الوطني

أكدت نساء كرماشان بشرق كردستان على أن الشعارات التي رددت سواء في الشوارع أو في التجمعات الاحتجاجية أو من خلال الكتابة على الجدران في الليل، خلال الانتفاضة التي مضى عليها عام، كانت إحدى نقاط التحول في الحركة.

جوان كرمي

كرماشان ـ النساء المناضلات والمحبات للحرية في عموم شرق كردستان وإيران تطالبن الرجال والنساء بتلبية نداء المجتمع المدني وأحزاب المعارضة للإضراب والاحتجاج تزامناً مع حلول الذكرى السنوية الأولى على مقتل جينا أميني وانطلاق الثورة تحت شعار Jin jiyan azadî"".

يصادف اليوم السبت 16 أيلول/سبتمبر الذكرى السنوية الأولى لمقتل جينا أميني، الشابة البالغة من العمر 22 عاماً تعرضت قبل عام من الآن، للضرب من قبل شرطة الإرشاد التابعة للسلطات الإيرانية، بذريعة أنها لم تكن ترتدي الحجاب الإلزامي بشكل جيد، ما تسبب في دخولها غيبوبة أودت بحياتها بعد مضي يومين، وعلى إثرها انطلقت الاحتجاجات التي توسعت رقعتها في كافة أرجاء البلاد بقيادة النساء.

 

"الناس وجدوا النظام غير قابل للإصلاح"

وحول الانتفاضة التي انطلقت تحت شعار Jin jiyan azadî"" في شرق كردستان، تقول الناشطة السياسية المدنية (س. ش) وهي من مدينة كرماشان، أنه ينبغي البحث عن جذور هذه الانتفاضة وخاصة في شرق كردستان، والعودة بالزمن إلى بداية تأسيس الجمهورية الإسلامية "مع مرور الوقت، انكشفت مخططات ومساعي النظام ضد القوميات والأديان والمعتقدات المختلفة المتواجدة في البلاد، ففي العقد الأخير اتضح عدم فعالية النظام الحاكم، فمن خلال الشعارات التي نادت بالإصلاح عام 1988، وقد طالب الأهالي بإسقاط النظام في انتفاضتي عام 1996 و1998 لأنه أدرك أنه لن يكون قابلاً للإصلاح".

 

"Jin jiyan azadî ليس مجرد شعار"

وأكدت على أنه بعد مقتل جينا أميني عام 2022، سار شعب شرق كردستان وإيران في طريق لا عودة منها، وفي إشارة إلى شعار "Jin jiyan azadî" الذي أصبح رمزاً للانتفاضة الشعبية، قالت إنه ردد لأول مرة خلال مراسم دفن جثمان جينا أميني في مقبرة آيجي بمدينة سقز، وانتشر كالنار في الهشيم ووصل إلى العالم أجمع، حيث رددته النساء في كافة أنحاء العالم باللغة الكردية وغيرها من اللغات، تعبيراً عن تضامنهن مع ثورة المرأة في إيران وشرق كردستان.

وأضافت "لقد تجاوز هذا الشعار الحدود وكان صدى صوته بمثابة نداء للاستيقاظ من السبات الذي كانت النساء تعشنه، كما أنه لفت انتباه العالم أجمع إلى أصل هذا الشعار ومن أين جاء، لقد قال القائد عبد الله أوجلان قبل حوالي 30 عاماً، أن الطريق إلى حرية المجتمع يمر عبر حرية المرأة، والمرأة الحرة يمكن أن تخلق مجتمعاً حراً، فطالما أن المرأة ليست حرة فإن المجتمع لن يكون حراً، أي أن القائد أوجلان هو صاحب فلسفة Jin jiyan azadî".

وشددت على أن "Jin jiyan azadî ليس مجرد شعار، لقد ردد هذا الشعار في روج آفا، المكان الذي شهد حراكاً كبيراً للنساء، حيث انضممن إلى صفوف النضال ضد مرتزقة داعش وغيرها من المجموعات الإرهابية التابعة للدولة التركية، إلا أن هذه المرة رددته نساء شرق كردستان، وأشعلن نيران الثورة".

 

"قدمت كرماشان العديد من الشهداء"

وعن الاحتجاجات وكيف انطلقت في مدينة كرماشان، تقول "كرماشان كغيرها من مدن شرق كردستان، بدأت منذ اليوم الأول تطالب بحق جينا أميني التي أصبح اسمها رمزاً للثورة، لقد قدمت كرماشان العديد من الشهداء خلال السير على طريق الحرية، بدءاً من مینو مجیدي وأمیر حسین بساطي اللذان يفصل بينهما أكثر من أربعين عاماً، ناضلا من أجل الحرية، بالإضافة إلى رضا شهبرنیا، سینا نادري، وآرمین صیادي".

وأوضحت أن ترديد الشعارات في شوارع كرماشان خلال التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية والكتابة على الجدران، تعد إحدى نقاط التحول في الحراك الشعبي بعد إدراكهم لما يحدث "أنا متفائلة، يجب تلبية نداء المجتمع المدني والأحزاب في شرق كردستان، للإضراب العام مع حلول الذكرى السنوية لمقتل جينا أميني، والذهاب إلى قبور ضحايا الانتفاضة وترديد شعار Jin jiyan azadî، شرق كردستان تكشف من جديد عن مدى قوتها وإرادتها".

 

"مقتل جينا أميني كان بمثابة خطوة للتعبير عن استيائهم"

من جانبها طالبت الناشطة المدنية "ه. ك " من مدينة جوانرود، أهالي جوانرود وهورامان الانضمام إلى الإضراب والاحتجاج العام الذي ينظم اليوم السبت 16 أيلول/سبتمبر، مشيرةً إلى أن السبب الرئيسي لانطلاق هذه الانتفاضة بريادة المرأة والقوميات المضطهدة في إيران، إلى الظلم الذي كانوا يتعرضون له منذ سنوات "مقتل جينا أميني من قبل الحكومة بمثابة انقلاب يعبر استيائهم من النظام الحاكم".

وأكدت على أن هذه الحركة أظهرت أن عدد المعارضين للحكومة أكبر بكثير مما كان متصوراً، كما أثبتت أنه إذا كان لديهم قانون عادل ومجتمع سليم، فبالإمكان إقناع الناس بسهولة بحقوق المرأة والعمال والموظفين.

 

"شعار Jin jiyan azadî ينبع من فلسفة القائد أوجلان"

وأشارت إلى أن Jin jiyan azadî ينبع من فلسفة القائد عبد الله أوجلان التي رددتها لأول مرة حركة تحرير المرأة في شمال كردستان. لاحقاً ردد خلال المقاومة التاريخية للمرأة في روج آفا وملحمة كوباني "بعد مقتل جينا أميني على يد شرطة الإرشاد التابعة للحكومة في 16 أيلول العام الماضي، سُمع صدى هذا الشعار في شوارع إيران وشرق كردستان. شعار ظل يتردد صداه في قلوب وعقول النساء الكرديات منذ سنوات، وها هو الآن يلبي رغبات المرأة المحبة للحرية. وكما يقول القائد عبد الله أوجلان فإن حرية المجتمع تمر عبر حرية المرأة. المرأة الحرة يمكنها أن تخلق مجتمعا حراً".

 

"أصبح المجتمع أكثر وعياً مقارنة بالعام الماضي"

وعن مدى تأثير هذه الحركة على الوعي المجتمعي تقول "لقد أصبحت النساء أكثر وعياً بحقوقهن، فمع انطلاق الانتفاضة الشعبية خرجت العديد من النساء عن صمتهن، بالإمكان القول إن المجتمع أصبح أكثر وعياً بالحقوق والحريات مقارنة بما كان عليه قبل الانتفاضة".

وشددت على ضرورة تلبية نداء الأحزاب الكردية، ودعم الإضراب والاحتجاج الوطني "يجب على الشعب أن يتحد لإسقاط النظام والقضاء على أي تمييز على أساس الجنس أو القومي أو الطبقي".