اليونيسف: تداعيات الفقر على الأطفال يمكن أن تستمر لمدى الحياة

دعا تقرير أممي جميع الدول إلى اتخاذ إجراءات لضمان رفاهية الأطفال والإرادة السياسية بين البلدان التي شملتها الدراسة، محذراً من استمرار تداعيات الفقر على الأطفال لمدى الحياة.

مركز الأخبار ـ أكد تقرير أممي جديد، على أن معدلات الفقر انخفضت بنحو 8 بالمئة في 40 دولة ما بين عامي 2014 ـ 2021 فيما لا يزال 69 مليون طفل يعيشون ضمن أسر متوسطة الدخل.

نشر مكتب إنوشينتي العالمي للأبحاث والاستشراف الذي تديره اليونيسف أمس الثلاثاء الخامس من كانون الأول/ديسمبر، تقريراً بعنوان "بطاقة تقرير رقم 18: فقر الأطفال في خضم الثروة"، سلط فيه الضوء على مستوى رفاهية الأطفال في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والاتحاد الأوروبي.

وكشف التقرير الانخفاض الإجمالي في معدلات الفقر بنحو 8% في أربعين دولة حول العالم بين عامي 2014 ـ 2021، مؤكداً أنه لا يزال أكثر من 69 مليون طفل عاشوا بين أسر متوسطة الدخل بحلول نهاية عام 2021.

وِأشار إلى أنه من بين الدول التي تحقق أفضل النتائج في الجهود الرامية إلى معالجة فقر الأطفال هي بولندا وسلوفينيا، ومن ثم لاتفيا وكوريا، كما كشف التقرير أن بعض أغنى البلدان تتخلف عن الركب، حيث تقبع في أسفل الترتيب.

وأفاد مدير المكتب أن آثار الفقر على الأطفال لاتزال مستمرة حتى الآن ومدمرة، فبعض الأطفال من الممكن أن يكبروا دون حصولهم على حاجتهم من الطعام والملابس والمكان الدافئ، والذي يؤدي إلى تدهور الصحة البدنية والعقلية لديهم.

ولفت التقرير إلى أن تداعيات الفقر يمكن أن تستمر مدى الحياة، فالأطفال الذين يعانون من الفقر لديهم فرصة أقل في إكمال المدرسة والحصول على أجور أقل عندما يصبحون بالغين، لكن في بعض البلدان، من المتوقع أن يعيش الطفل المولود في منطقة محرومة ثماني إلى تسع سنوات أقل من المولودين في منطقة غنية.

وبحسب البيانات التي توافرت في 38 دولة فإن الأطفال الذين يعيشون في أسر وحيدة الوالد هم أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للعيش في فقر مقارنة بالأطفال الآخرين، وأن الأطفال ذوي الإعاقة ومن أقليات عرقية معرضون لخطر أعلى من المتوسط وفقاً للتقرير.

وتعد بريطانيا من الدول التي شهدت قفزة بنسبة 19.6% في معدلات فقر الأطفال، وارتفع المعدل في فرنسا بنسبة 10.4%، أما في الولايات المتحدة انخفض عدد الأطفال الفقراء بنسبة 6.7% فأكثر من طفل واحد من بين كل أربعة أطفال لا يزالون يعيشون في فقر نسبي، كما جاء في التقرير.

ويعيش في الولايات المتحدة 30% من الأطفال الأمريكيين من أصل أفريقي و29% من الأطفال الأمريكيين الأصليين تحت خط الفقر، مقارنة بواحد فقط من كل 10 أطفال بيض من غير اللاتينيين، أما في الاتحاد الأوروبي، يكون الطفل الذي لديه أبوين يحملان جنسية غير الاتحاد الأوروبي أكثر عرضة للعيش في فقر بمقدار 2.4 مرة.

ودعا التقرير الحكومات للقيام بعدد من الإجراءات على وجه السرعة من أجل القضاء على فقر الأطفال، بالإضافة إلى توسيع نطاق الحماية الاجتماعية، بما في ذلك إعانات الطفل والأسرة لتكملة دخل الأسرة، وضمان حصولهم على الخدمات الأساسية الجيدة، مثل رعاية الأطفال والتعليم المجاني، والتي تعتبر ضرورية لرفاهيتهم.

كما طالب بضرورة وجود تدابير تتكيف مع الاحتياجات المحددة للأقليات والأسر ذات المعيل الواحد، لتسهيل الوصول إلى الحماية الاجتماعية والخدمات الأساسية والحد من عدم المساواة كما يمكن لصناع القرار دعم الأسر من خلال تحديد الأولويات وزيادة الإنفاق على إعانات الطفل والأسرة.