أكثر من 18 ألف قتيل في غزة والأمطار تفاقم معاناة الأهالي

دخلت الحرب الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ 69 وسط استمرار القصف الجوي والبري والبحري في مختلف المناطق داخل القطاع، الذي يعاني من أوضاع إنسانية صعبة في ظل النقص الحاد في المواد الأساسية.

مركز الأخبار ـ مع استمرار القصف الإسرائيلي على منازل المدنيين المأهولة بالسكان، وفي ظل حالة الانهيار الصحي الشبه كامل وعدم توفر العلاج، يواجه أهالي قطاع غزة أوضاعاً مأساوية خلفتها حالة الدمار وشح الغذاء والمياه.

في يوم جديد من القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، نفذ الطيران الإسرائيلي صباح اليوم الخميس 14 كانون الأول/ديسمبر، سلسلة مكثفة من الغارات على مناطق واسعة في شمال وجنوب القطاع، وتحديداً على مدينتي خان يونس ورفح، أسفر عن مقتل 27 شخصاً بينهم أطفال ونساء، وإصابة آخرون.

كما قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي حيي الدرج والتفاح وبلدة جباليا شمال وشرق القطاع، ومناطق شرق خان يونس، في حين لا يزال الجيش الإسرائيلي يحاصر مخيم جنين ودفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة من عدة محاور إلى المخيم وقامت بقصف عشرات المنازل بالقذائف والطائرات المسيرة أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، وإصابة أخرين.

وداهمت إسرائيل العديد من المنازل داخل مخيم جنين واحتلت منازل وحولتها إلى مراكز للتحقيق الميداني، قبل أن تنقل عشرات المعتقلين إلى معسكر "سالم" غرب جنين، في حين تستمر الاشتباكات داخل المخيم وامتدت لتشمل الحي الشرقي الذي فرضت عليه إسرائيل حصاراً كاملاً وأغلقت جميع مداخله وجرفت الشوارع المؤدية إليه ملحقة أضراراً بالبنى التحتية.

وعلى الصعيد الإنساني تسبب القصف الإسرائيلي والعمليات البرية في تدمير جزء كبير من القطاع، وتردي الأوضاع الإنسانية ومقتل أكثر من 18500شخص، وإصابة نحو 50 ألف و600 أخرون غالبيتهم من النساء والأطفال، في حين لايزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات يصعب انتشالهم مع وجود القناصة، وتشريد ونزوح أكثر من 1.5مليون شخص بعد تدمير منازلهم.

ويعاني قطاع غزة من تردي الأوضاع الصحية، وسط مخاوف من انتشار الأوبئة بشكل أوسع بين الأهالي بعد تزايد الحالات المصابة بمرض الجدري خاصةً جنوب القطاع الذي يحوي مئات الآلاف من النازحين.

وفي وقت سابق حذر مدير مشفى "أبو يوسف النجار" في مدينة رفح، من تحول مرض الجدري المنتشر بين الأطفال النازحين بمدينة رفح إلى وباء خلال أيام، في ظل عدم توفر العلاجات اللازمة للقضاء على هذا المرض، كما ينتشر مرض الجدري وغيره من أمراض الجهاز التنفسي عن طريق السعال أو الكحة، وتزيد الإصابات بتلك الأمراض في فصل الشتاء حيث تنشط الفيروسات، خاصةً مع تردي الوضع الصحي وعدم توفر وسائل النظافة بالشكل المناسب لاسيما مع النقص الشديد في المياه النظيفة والذي يشكل بيئة مناسبة لانتشار مرض الجدري.

وتسببت الأمطار الغزيرة والرياح الباردة في غزة في تفاقم معاناة الأهالي الذين أجبروا على ترك منازلهم وتجمعوا في الخيام المصنوعة من القماش المشمع أو البلاستيك الرقيق الشفاف المصنوع لحماية البضائع، وليس لتوفير المأوى للناس، ليحمل الأهالي الرمال لتغطية البرك داخل خيامهم أو حولها، في محاول لمنع دخول مياه الأمطار إليها.