اليونيسف: أطفال السودان يكابدون معاناة لا تصدق وعنفاً مروعاً
أكدت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة كاثرن راسل، إن أكثر من 30 مليون شخص في السودان أي ما يعادل ثلثي السكان سيحتاجون إلى المساعدات الإنسانية خلال العام الجاري من بينهم 16 مليون طفل.

مركز الأخبار ـ مع استمرار النزاع الدائر في السودان يواجه الأهالي العنف بجميع أشكاله، بما في ذلك العنف الجنسي، فضلاً عن مواجهتهم للمجاعة ومستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
في تقرير جديد حذرت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" كاثرين راسل أمس الخميس 13 آذار/مارس، من أن قرابة 1،3 مليون طفل دون سن الخامسة بالسودان يعيشون في بؤر المجاعة وسط "معاناة لا تصدق وعنف مروع"، وأن 3 ملايين طفل من نفس الفئة العمرية "معرضون لخطر وشيك من تفشي الأمراض المميتة".
ويحتاج أكثر من 30 مليون شخص في السودان أي ما يعادل ثلثي السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال العام الجاري من بينهم 16 مليون طفل، وفقاً لمديرة المنظمة كاثرين راسل، كما لا يزال 16،5 مليون طفل أي جيل كامل تقريباً خارج المدرسة مع استمرار النزاع.
وأكدت أن أطفال السودان "يكابدون معاناة لا تصدق وعنفاً مروعاً"، بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسي والمجاعة وسوء التغذية وغير ذلك من انتهاكات لحقوقهم الأساسية، مشيرةً إلى أن النزاع الدائر في البلاد على مدار العامين أنتج منذ قرابة العامين "أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميراً في العالم".
وقالت إن هذه ليست مجرد أزمة، بل هي أزمة متعددة الجوانب توثر على كافة القطاعات من الصحة والتغذية إلى المياه والتعليم والحماية، لافتةً إلى أن المنظمة تتلقى تقارير مثيرة للقلق عن انتهاكات جسمية ضد الأطفال المحاصرين في هذا النزاع، بما في ذلك تجنيدهم واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة.
ونوهت المنظمة إلى أنه خلال الفترة ما بين حزيران/يونيو وكانون الأول/ديسمبر2024 تم الإبلاغ عن أكثر من 900 حادثة انتهاك جسيم ضد الأطفال بالسودان "أننا نعلم أن هذه الأرقام ليست سوى جزء بسيط من الواقع"، مشيرة إلى أن الاستخدام واسع النطاق للأسلحة المتفجرة له تأثير مدمر على الأطفال وسيستمر تأثيرها على المجتمعات بعد انتهاء النزاع.
وحذرت كاثرين راسل من أن النزاع في السودان يشهد انهياراً لسيادة القانون وإفلاتاً تاماً من العقاب على الأذى المروع الذي يلحق بالأطفال، مبينة أنه نتيجة للنزاع ينتشر العنف الجنسي ويتم استخدامه لإذلال شعب بأكمله والسيطرة عليه وتفريقه وإعادة توطينه قسراً وإرهابه.
ويقدر أن 12،1 مليون امرأة وفتاة وعدداً متزايداً من الرجال والشباب معرضون في الوقت الحالي لخطر العنف الجنسي، ما يشكل زيادة بنسبة 80% عن العام السابق وفقاً لمديرة المنظمة.
كما تم الإبلاغ عن 221 حالة اغتصاب ضد الأطفال من بينها 16حالة لأطفال دون سن الخامسة وأربع رضع لا يتجاوز أعمارهم العام خلال عام 2024 في تسعة ولايات وفقاً للبيانات التي سجلتها المنظمة، مؤكدةً أن البيانات لا تقدم سوى لمحة عن أزمة أكبر وأكثر تدميراً، حيث لا يرغب الكثيرون أو لا يستطيعون الإبلاغ، بسبب تحديات الحصول على الخدمات أو الخوف من الوصمة الاجتماعية أو خطر الانتقام.
وشددت كاثرين راسل، على ضرورة حماية الأطفال والبنى التحتية في البلاد، التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة، بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية الأساسية، إضافة إلى وقف جميع أشكال الدعم العسكري للأطراف، وضمان استمرار المنظمة وجميع المنظمات الإنسانية بتقديم خدماتها.
وفي وقت سابق حذرت منظمة أطباء بلا حدود، من أن نصف سكان السودان أي 24،6 مليون شخص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم 8،5 مليون شخص يواجهون حالة الطوارئ أو حالة شبيهة بالمجاعة.
ومنذ الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 تشهد السودان حرباً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 15 مليون نازح ولاجئ وفقاً للأمم المتحدة.