اليمن على حافة الهاوية وتحذيرات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة

حذرت لجنة الإنقاذ الدولية، من أن الوضع الإنساني في اليمن يقترب من نقطة الانهيار الكامل، مع تفاقم غير مسبوق في الاحتياجات الإنسانية يقابله تراجع خطير في مستويات التمويل الدولي.

اليمن ـ نتيجة الصراع الدائر في اليمن منذ سنوات وتدهور الأوضاع الاقتصادية يواجه السكان في اليمن أوضاعاَ إنسانية مأساوية، خاصة بعد تراجع التمويل الدولي في وقت تشتد فيه الاحتياجات أكثر من أي وقت مضى.

أصدرت لجنة الإنقاذ الدولية، تحذيراً أمس الأربعاء 26 آذار/مارس، قالت فيه أن الوضع الإنساني في اليمن يقترب من نقطة الانهيار الكامل، مع تفاقم غير مسبوق في الاحتياجات الإنسانية يقابله تراجع خطير في مستويات التمويل الدولي.

وكشفت اللجنة في بيان لها، عن أرقام مروعة تشير إلى تضاعف المعاناة الإنسانية في اليمن، حيث ارتفع عدد المحتاجين للمساعدات العاجلة إلى 19.5 مليون شخص خلال العام الجاري 2025، بزيادة تقدر بنحو 7% مقارنة بالعام الماضي.

وتشير البيانات إلى أن أكثر من 83% من إجمالي السكان يعيشون الآن تحت خط الفقر المدقع، في ظل انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية وارتفاع غير مسبوق في معدلات سوء التغذية التي تعد الأسوأ عالمياً.

وأوضح البيان، أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن تواجه عجزاً تمويلياً كارثياً لم تشهده من قبل، حيث لم يتم تمويل سوى 5% فقط من إجمالي الاحتياجات المالية حتى آذار/مارس الجاري، مؤكدةً أن هذا النقص الحاد أجبر العديد من المنظمات الإنسانية على تعليق برامجها الحيوية، بما في ذلك برامج التغذية الطارئة والرعاية الصحية الأساسية التي تعتبر شريان الحياة لملايين السكان.

وفي تطور مقلق، حذرت المنظمة من أن التخفيضات المتوقعة في المساعدات التي شكلت العام الماضي أكثر من نصف إجمالي التمويل الإنساني لليمن قد تدفع بالأزمة إلى مستويات غير مسبوقة من الخطورة، وتشير التقديرات إلى أن هذه الخطوة قد تعرض حياة الملايين للخطر الفوري، خاصةً بين الفئات الأكثر ضعفاً مثل الأطفال والنساء وكبار السن.

وفي تصريح مثير للقلق، قالت مديرة مكتب المنظمة في اليمن كارولين سيكيوا "لقد تحولت المساعدات الإنسانية خلال العقد الماضي إلى شريان الحياة الوحيد لأغلب  السكان"، مضيفةً أنهم يشهدون اليوم تراجعاً خطيراً في التمويل الدولي في وقت تشتد فيه الاحتياجات أكثر من أي وقت مضى، وأن هذه معادلة كارثية تهدد بفقدان آلاف الأرواح إذا لم يتم تداركها فوراً.

ولفتت إلى أن اليمن لم يعد يتحمل المزيد من الانتظار، وأن كل يوم يمر دون تمويل كاف يعني مزيداً من الوفيات التي كان يمكن منعها "نحن نتحدث عن أزمة تمس كرامة وحياة ملايين البشر الذين فقدوا كل شيء ولم يتبق لهم سوى المساعدات الإنسانية".

وفي ختام بيانها، وجهت اللجنة نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي، داعيةً إلى عقد مؤتمر تمويل طارئ لليمن وتوفير الموارد الكافية لإنقاذ الأرواح، كما حثت الدول المانحة على الوفاء بالتزاماتها الإنسانية وتجنب أي تخفيضات إضافية في المساعدات التي قد تؤدي إلى كوارث إنسانية لا يمكن إصلاحها.

والجدير بالذكر، أن اليمن يشهد منذ عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعاني الملايين من انعدام الأمن الغذائي ونقص حاد في الرعاية الصحية وانهيار البنية التحتية الأساسية، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 17 مليون شخص يعانون من الجوع، بينما يعاني 2.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد.