'الثامن من آذار يوم لمناهضة التمييز ضد المرأة'
أكدت نساء مدينة سنه بشرق كردستان، أنه بعد مقتل جينا أميني وانطلاق ثورة "Jin jiyan azadî المرأة الحياة الحرية" أدركن أن يوم الثامن من آذار ليس للاحتفال بنضال المرأة فقط بل يوم لمناهضة التمييز والظلم كذلك.
سعيدة شيرزاد
مركز الأخبار ـ يعتبر الثامن من آذار يوم الاحتفال بنضالات الحركة الثورية وإنجازات المرأة خلال النضال التحرري ضد الأنظمة الأبوية الكارهة للنساء، ويتم خلاله الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بهدف إحياء ذكرى سنوات النضال وتكريمها، ورفع الوعي العام حول التمييز بين الجنسين وتعزيز الدعم العالمي لحقوق المرأة.
اكتسب اليوم العالمي للمرأة في شرق كردستان وإيران أهمية مضاعفة، على الرغم من التحديات العديدة مثل التمييز بين الجنسين والقيود القانونية والاجتماعية وعدم المساواة المهنية والتعليمية؛ تلعب المرأة دوراً فعالاً في قيادة الحركات المدنية والاجتماعية، بما في ذلك الثورة، أن المناضلات في حركة "Jin jiyan azadî" في طليعة النضال من أجل الحصول على حقوقهن.
ويعتبر الثامن من آذار يوماً للاحتفال بحرية المرأة قبل حلول عيد النوروز الذي يصادف الواحد والعشرون من آذار/مارس. ومن المستحيل تصور أن الحركة الثورية للشعب والنساء في إيران سوف تعود وتتراجع، لأن حرية المرأة هي حاجة المجتمع في إيران وشرق كردستان والتخلي عنها سيؤدي إلى أزمات وانهيارات اجتماعية أوسع.
وعلى الرغم من أن نضال المرأة من أجل المساواة وضد التمييز بين الجنسين له تاريخ لا يحصى، إلا أن يوم الثامن من آذار هو تاريخ بدأ عام 1913 مع إضراب عاملات مصانع النسيج والذي يشكل اليوم رابطاً لا ينفصل عن الحركة الثورية "Jin jiyan azadî" التي بدأت في شرق كردستان وسرعان ما انتشرت في جميع أنحاء إيران والعالم أجمع، وأحدثت تغييرات على نطاق واسع وعميق ودائم في المجتمع الأبوي الإيراني وزاد من وعي المرأة.
لقد أحدثت الثورة النسائية الإيرانية العظيمة تغييرات واسعة النطاق في النساء والرجال، لأن المرأة خلال هذه الثورة أصبحت أكثر إلماماً بحقوقها، وتسعى وتكافح أكثر من أجل الحصول عليها، ومن ناحية أخرى يدرك عدد كبير من الرجال أيضاً أهمية القضية ويرافقون النساء أكثر من ذي قبل، إن الثامن من آذار هو الوقت المناسب للاستفسار عن التغييرات التي طرأت على واقع المرأة بعد ثورة "Jin jiyan azadî".
تقول (ز. ع) تبلغ من العمر 50 عاماً من مدينة سنه خلال أكثر من 40 عقداً من عمر جمهورية إيران الإسلامية، تعرض شقيقها ووالدها للقتل على يد النظام في الستينات، مشيرةً إلى أن المتظاهرين/ات تعرضوا للضرب في الشارع على يد السلطات الإيرانية خلال الانتفاضة الشعبية في إيران.
وأوضحت أنه "بعد مقتل الشابة الكردية جينا أميني على يد السلطات وخروج النساء إلى الشوارع وهم يهتفون بشعارات "Jin jiyan azadî"؛ تساءلت لماذا يجب على نسائنا التضحية بأرواحهن من أجل الحجاب؟، ولماذا تقاتلن من أجل هذه القضايا التي هي أبسط حقوقهن؟ لا أعلم لماذا يتعين عليّ النضال من أجل شيء يتجاوز ما تعلمته وكامرأة فهذا حقي".
أما (فاريبا. ح) تبلغ من العمر 38 عاماً وتعيش حياة صعبة تحت تأثير الذهنية الذكورية وتقول "منذ صغري لم يكن مسموحاً لي أن ارتاد المدرسة ولأن كل الفتيات في العائلة كن هكذا، أعتقدت أن الأمر طبيعي. عندما كبرت ورأيت الفتيات في عمري تذهبن إلى المدرسة، أدركت أن الظلم قد وقع عليّ وعلى الفتيات الأخريات في العائلة".
ولفتت إلى أنها رأت وشاهدت التمييز والظلم لكنها لم تجرؤ على الاحتجاج "إن وجود النساء في الشارع بعد مقتل جينا أميني وبداية ثورة "Jin jiyan azadî" جعلني أجرؤ على المطالبة بحقوقي والآن لم أعد أقبل ما يوجهه الرجال من حولي"، مضيفةً أنها لم تكن تعرف أي شيء عن الثامن من آذار "كنت أعتقد فقط أنه يوم المرأة العالمي ولكنني الآن أدركت أن يوم المرأة هو لمحاربة التمييز الذي عانيت منه لسنوات".
لدى (فاريبا .ح) طفل يبلغ من العمر تسعة سنوات وتقول "ابني أعطاني هدية في عيد الأم، بينما كنت أريده حقاً أن يحتفل بيوم المرأة لي ولنفسه، فقررت أن أحتفل بنفسي في الثامن من آذار هذا العام، أريد أن أعلم طفلي أنه إنسان قبل أن يكون رجلاً".