السودان... قتال عنيف في الخرطوم ومحادثات في جدة

لا تزال الغارات الجوية مستمرة في العاصمة السودانية الخرطوم بمدنها الثلاث والتي شهدت أمس الأربعاء 10 أيار/مايو قتالاً عنيفاً بين طرفي النزاع.

ميساء القاضي

الخرطوم ـ القتال الذي دار بين طرفي النزاع في السودان هو الأصعب والأعنف منذ بدء المعارك ولا يعرف بالضبط حتى الآن حصيلة ما خلفه من خسائر نسبة لتواصل المعارك وصعوبة الخروج أو التنقل بالنسبة للسكان المحتجزين داخل منازلهم، بينما تدور المعارك داخل الأحياء السكنية التي يقطنون بها.

شهدت مناطق كانت تشهد هدوء نسبي، معارك شديدة لأول مرة منذ بدء القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كما قال شهود عيان إن المعارك الأعنف تدور في مدينة الخرطوم بحري.

ويأتي هذا، في الوقت الذي رشحت فيه أخبار عن إحراز تقدم واقتراب توقيع اتفاق في محادثات جدة التي تستضيف وفدين عن طرفي النزاع بوساطة سعودية أمريكية من أجل وقف إطلاق النار والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في مناطق القتال في العاصمة ومدن أخرى تشهد مواجهات بين طرفي النزاع للأسبوع الرابع على التوالي.

ولم تنشر نقابة الأطباء (غير حكومية) حتى كتابة هذا التقرير تحديثاً عن عدد الضحايا من المدنيين، وكانت قد ذكرت في التقرير الأخير، أن عدد القتلى من المدنيين بلغ 517 شخصاً، و2701 جريح، ومن المحتمل أن يكون العدد قد ارتفع كثيراً بسبب القتال الدائر حالياً.

وفي تقريرها اليومي صباح اليوم الخميس 11 أيار/مايو، عن وضع المستشفيات قالت نقابة الأطباء إن 29 مستشفى تعمل حالياً، بينما 59 مستشفى الآن متوقفة عن العمل في العاصمة والولايات.

ووفقا للنقابة، فما زالت اثنين فقط من المستشفيات الحكومية تعمل في مدينة الخرطوم وصفتها بأنها تعمل بأقل الإمكانيات ومهددة بالإغلاق، فيما تقدم ثلاثة من المستشفيات الخاصة في المدينة الخدمة أحدها مستشفى للأطفال والآخر يحتاج إلى إمداد دوائي والثالث الخدمة فيه غير مستقرة.

وأشارت إلى أنه في مدينة بحري فتعمل اثنين من المستشفيات الحكومية أحدها تقدم إسعافات والخدمة فيها غير مستقرة، والأخرى تقدم الخدمات بصورة جيدة، فيما يعمل اثنين من المستشفيات الخاصة أحدها يحتاج كوادر وإمداد دوائي والآخر يعمل صباحاً ولا يعمل في المساء، وتعتبر مدينة أم درمان هي الأفضل حالاً إذ تعمل ست مستشفيات حكومية وخمسة مستشفيات خاصة.

ولا تزال مناطق واسعة في العاصمة الخرطوم تعاني إثر انقطاع التيار الكهربائي والمياه، وما يزال المواطنين المحتجزين في منازلهم بسبب القتال والمعارك التي تدور في الشوارع والمناطق السكنية يعانون شح الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، إذ شكا العديد من المواطنين من عدم توفر العديد من الأدوية وصعوبة الحصول عليها حتى في حال توفرها في مكان معين نسبة لصعوبة التنقل ومخاطره.

وبحسب وسائل إعلامية، فإن ثلاث طائرات تحمل مساعدات إنسانية وصلت مطار بورتسودان شرقي السودان ضمن جسر جوي إغاثي لمساعدة السودانيين، وتحمل الطائرة الثالثة التي هبطت صباح اليوم 10 أطنان من المواد الغذائية والإيوائية والطبية.