السودان... الاشتباكات مستمرة والأوضاع الإنسانية في تدهور
أدت الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مقتل ثلاثة نساء وإصابة 6 آخرين إثر القصف.
مركز الأخبار ـ أكد الخبراء المتابعين للوضع في السودان، على أن الاشتباكات التي تشهدها البلاد بشكل يومي تنذر بحرب أهلية طويلة الأمد.
أفادت وسائل الإعلام بفقدان ثلاثة نساء حياتهن وإصابة ستة آخرون جراء سقوط 4 قذائف في حي دريج بمدينة نيالا أمس السبت 12 آب/أغسطس بعد تجدد الاشتباكات للمرة الثالثة خلال الأيام الماضية.
وجاءت هذه الاشتباكات بالتزامن مع التصعيد في الخرطوم حيث شهدت أحياء منها والمناطق الشرقية قصفاً نفذه الجيش السوداني ضد مواقع قوات الدعم السريع وتحديداً في بري والشاطئ والصفا.
وأصدر رئيس مجلس السيادة السوداني قراراً بتشكيل لجنة لحصر ما وصفها بجرائم الحرب وانتهاكات وممارسات قوات الدعم السريع في البلاد منذ بدء النزاع، سيكون من مهامها اتخاذ كافة الإجراءات القانونية في مواجهة قيادات وأفراد الدعم السريع داخلياً وخارجياً، وكل من يثبت تورطه بالاشتراك أو التحريض أو المعاونة.
وقبل بدء الاشتباكات كانت أكثر من ثلاثة ملايين امرأة وفتاة في السودان "عرضة لخطر العنف" ومع استمرار النزاع الذي بدأ في الخامس عشر من نيسان/أبريل، تعرضت الكثير من النساء للعنف الجنسي، والاختطاف، والقتل، والاغتصاب على نطاق واسع، في الوقت الذي كشفت فيه المبادرات النسوية عن "واقع المرأة السودانية" في زمن الاقتتال.
وأعرب الممثل الخاص للأمين العام للسودان ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، عن قلقه من ورود تقارير تفيد بمنع المدنيين من المغادرة إلى المناطق الآمنة، مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا.
ودعا جميع القوى المشاركة في العمليات العسكرية على "وقف عملياتها فوراً واستئناف المحادثات في مدينة جدة السعودية"، مؤكداً التزامها بدعم الجهود المبذولة للوصول إلى حل سلمي للنزاع في جميع أنحاء السودان.
وأفادت مديرة منظمة حقوقية سودانية لوسائل الإعلام أنه تم رصد وتوثيق 189 حالة عنف جنسي ارتكبت بحق النساء في مناطق متفرقة بإقليم دارفور منذ بداية الحرب.
ويواجه 7.7 مليون شخص في السودان خطر المجاعة على حد قول المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة سيندي ماكين، التي أوضحت أن موسم الأمطار في جنوب السودان تسبب في قطع الطرق وغمر الحقول ونزوح العائلات، لافتةً إلى أن الرقم المسجل لمن يواجهون التهديد بالجوع في الوقت الحالي في السودان هو الأعلى على الإطلاق.
وقالت الأمم المتحدة في بيان لها أن السودان يواجه واحدة من أكبر حالات انعدام الأمن الغذائي في العالم في حين حذر ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في السودان، من خطورة الوضع فالأسر تواجه معاناة لا يمكن تصورها.
ومع استمرار الاشتباكات تدهور الوضع الصحي حيث حذرت الجهات الإغاثية من اقتراب البلاد من كارثة صحية شاملة، حيث يشكل فصل الأمطار الراهن تهديداً كبيراً لأغلبية المناطق التي تشهد نزاع، في الوقت الذي أعلن فيه المجلس القومي للأدوية والسموم عن إعداد قائمة بالأدوية غير المتوفرة أو التي بها نقص في الإمداد في إطار متابعته للموقف الدوائي في البلاد، ودعا مستوردي الأدوية للاستجابة العاجلة لسد هذا النقص، مؤكداً التزامه بتذليل كافة الصعوبات لتسهيل عملية استيراد الدواء.
وكانت بعض المؤسسات الصحية أشارت إلى وجود نقص في بعض الأدوية "المنقذة للحياة" بسبب اندلاع القتال في السودان منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي، وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن الاشتباكات أدت إلى خروج ثلاثة أرباع المؤسسات الصحية من الخدمة.