الشهباء... مؤسسات نسوية تدعو إلى حماية البيئة والحفاظ على التوازن البيئي

أكد المشاركين في الجلسة الحوارية على ضرورة إعادة تدوير النفايات واستخدام المواد العضوية لتغذية التربة، وحماية حقوق الحيوان وخاصة المهددة بالانقراض، للحد من مشكلة التلوث وحماية البيئة.

الشهباء ـ دعت مؤسسات نسوية في شمال وشرق سوريا خلال جلسة حوارية إلى حماية البيئة والحفاظ على التوازن البيئي.

نظم مركز دراسات وأبحاث علم المرأة "جنولوجي" ومؤتمر ستار وهيئة البلديات في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا، اليوم الثلاثاء 28 آذار/مارس، جلسة حوارية حول مفهوم الإيكولوجيا وكيفية التعمق بها تحت عنوان "تمر الوطنية المثلى من التشجير ونشر الغابات".

وأوضح المشاركون/ات في الجلسة الحوارية أن الإيكولوجيا كلمة يونانية الأصل ومشتقة من كلمتين وتعني المسكن أو البيت والعلم، وهذا ما يوضح أن مفهوم الإيكولوجيا يدل على العلم الذي يهتم بدراسة العلاقات القائمة بين مكونات البيئة من كائنات حية مختلفة بما في ذلك الحيوان، النبات والإنسان من جهة وبين مكونات البيئة الأخرى من تربة، ماء وغازات جوية وأشعة كونية وغيرها.

ولفتت النقاشات الانتباه إلى أنه في ظل سيطرة الرأسمالية الصناعوية على كافة مناحي الحياة، فرضت أيديولوجية سلطوية تدمر الطبيعة والاقتصاد المجتمعي، مما أدى إلى ازدياد الصراع والوصول إلى حروب مدمرة باختراق التوازن البيئي من قبل الإنسان نفسه وأصبح خطراً على الوجود البشري ويهدد بالزوال.

وشدد المشاركون/ات على أن المرأة صاحبة العلاقة الأقوى مع البيئة ومواردها فهي تربي الأجيال وتنمي روح التوعية لديهم تجاه البيئة وتزرع فيهم حب قيم الجمال والطبيعة منذ الصغر، فطبيعة تكوين المرأة تشبه الطبيعة بعطاءها فمن خلال مراقبة الطبيعة اكتسبت الخبرة للاستمرارية والعطاء، فالمرأة تقدس الطبيعة والأرض وهذا ينبثق من ثقافة وميراث الأم الآلهة وجذورها التاريخية في مهد حضارة الشرق الأوسط منبع كل الحضارات.

وركزت النقاشات على المبادئ الإيكولوجية التي يجب تنظيمها كبديل للعالم الرأسمالي، ويمكن مناقشتها في الأكاديميات وتوضع لها مشاريع وحلول، والبحث عن مخرج جديد عن طريق الجنولوجيا، واقترحوا تشكيل لجنة لمتابعة زراعة الأشجار.

وللحد من مشكلة التلوث وحماية البيئة، يجب عدم إلقاء النفايات والمواد السامة على الأرض والأنهار، وقرروا تدوير تلك النفايات، واستخدام المواد العضوية لتغذية التربة، وحماية حقوق الحيوان وخاصة المهددة بالانقراض.

وأوضحت الإدارية في لجنة المرأة بهيئة البلديات بإقليم عفرين - الشهباء نسرين جاويش أنه "في ظل الظروف والتطورات والأوضاع الراهنة في سوريا ومناطق شمال وشرق سوريا والحصار الجائر المفروض من قبل حكومة دمشق واضطرار الأهالي في بعض المناطق لقطع الأشجار للتدفئة واستمرارية الحياة وجدنا أنه من الضروري أن ننظم هذه الجلسة ونناقش الموضوع".

وأشارت إلى أنه خلال الجلسة قدم المشاركين/ات الكثير من المقترحات والمشاكل التي تعيشها المنطقة منها "نشر التوعية في المدارس، المجالس والكومينات من خلال محاضرات توعوية عن الطبيعة وأهميتها، ومتابعة حملة التشجير التي انطلقت في مقاطعة الشهباء ومتابعتها".

وقالت بريفان علي إحدى المشاركات في الجلسة، أن "طرح هذا الموضوع المهم والحساس لاستمرارية المجتمع، الحياة وحماية البيئة جاء في وقتٍ مهم حيث أننا نشهد في السنوات الأخيرة كوارث طبيعية كبيرة ومتفاقمة، ويأتي هذا بعد إبادة وقمع حقيقة المجتمع الطبيعي الذي أسس بمجهود وكفاح النساء اللواتي كن تحافظن على الطبيعة وتسعين لتطويرها".

وتأسفت على ما وصل إليه الحال، مشيرةً إلى أن أكثر ما يؤذي ويضر بالطبيعة والإنسان هي الحروب والصراعات التي تشهدها المنطقة منذ أكثر من 15 عاماً في الشرق الأوسط واستخدام الأسلحة المحرمة والوصول إلى مستوى الأرض المحروقة.

من جانبها قالت آرين علي أن الإنسان جزء لا يتجزأ من الطبيعة ولهذا من المهم أن نسعى إلى حماية البيئة والطبيعة "من الأعمدة الأساسية لمشروع الأمة الديمقراطية حماية الطبيعة والعمل على تطويرها وذلك من خلال المشاريع الزراعية وإبعاد دخان المصانع والمعامل عن التجمعات السكانية".

ولفتت إلى أن ما ترتكبه السلطات الرأسمالية من مشاريع ومبادرات هي لإفادة نفسها وذاتها بعيداً عن مصلحة الشعب والطبيعة "لتفادي المصاعب والعوائق التي نتعرض لها في الوقت الراهن من الضروري أن نعقد مثل هذه الندوات، الجلسات والمحاور وتطبيق المقترحات الإيجابية على أرض الواقع ومتابعتها".