"الشاهدة" عرض مسرحي يحارب الثقافة التمييزية التي تسلب حقوق النساء

يحارب العرض المسرحي "الشاهدة" الأعراف والتقاليد الخاطئة التي تعتمد على ثقافة التمييز المبني على النوع الاجتماعي من خلال تنفيذ مبادرة فنية إبداعية.

نغم كراجة

غزة ـ أطلقت جمعية بنيان للتنمية المجتمعية عرض مسرحي بعنوان "الشاهدة" ضمن مبادرة رفقاً بالقوارير، التابع لمشروع حاضنات ثقافية في قطاع غزة، بدعم من الاتحاد العام للمراكز الثقافية بهدف نشر الوعي المجتمعي حول حقوق النساء والفتيات، والتخفيف من وتيرة العنف القائمة على تعزيز التمييز الاجتماعي.

على هامش العرض المسرحي "الشاهدة" الذي نظم أمس الجمعة 28تشرين الأول/أكتوبر، أوضحت المخرجة ومنسقة المبادرة حنين عزيزة أن أحداث المسرحية تدور حول قضية سلب حقوق النساء والفتيات وعدم إعطائهن الفرصة للدفاع عن أنفسهن وقتلهن مباشرةً بدوافع أخرى؛ لترخيص الجريمة للمجرم تبعاً للعادات والتقاليد المجحفة.

وأضافت "حاولنا تجميع قصص حقيقية وأكثر انتشاراً في المجتمع الفلسطيني ومن ثم تحويلها إلى عرض مسرحي يتضمن القوانين والنصوص التي تحمي النساء وتضمن لهن حقوقهن".

وأشارت إلى أن تباطؤ القانون ساهم في ارتفاع معدلات العنف والقتل ضد النساء إلى جانب النظرة الأبوية التي تتمثل في امتلاك المرأة بصورة دونية من خلال حصرها في مواضع معينة لا يمكنها تعديها، مضيفة "لا توجد إحصائيات دقيقة حول إجمالي عدد النساء اللواتي قتلن على خلفيات الشرف أو ما غير ذلك نظراً لثقافات بعض الأسر التي تلتزم الصمت والتستر على الجريمة وكأن شيئاً لم يحدث".

وأكدت أن "خبرتي التي تتجاوز سبع سنوات في العمل المسرحي والدرامي جعلتني أدرك أن المرأة هي الوحيدة التي تستطيع إيصال صوتها وقضيتها، ولا يمكن لأي شخص أن ينصف المعنفات سوى المرأة نفسها كونها من ذات البيئة".

 

 

وبدورها قالت مدربة المسرح وفاء الأشقر "يعد هذا العمل هو العرض المسرحي الثاني الذي جسدت فيه موضوع قتل النساء على خلفية الشرف، وفي كل عرض كنت أرى حجم الظلم الذي يقع على المرأة نتيجة أخطاء لا ذنب لها سوى أنها أنثى في مجتمع يسوده التوغل الذكوري والقمع".

ولفتت إلى أن الدور الذي جسدته هو "نوال"، وهي فتاة في مقتبل العمر تحرم من حقها في التعليم ومن ثم تقرر العمل في مشغل الخياطة بمساندة والدتها؛ لتوفير احتياجاتها الخاصة واستثمار وقتها دون علم أخيها المتشدد الذي يرى مكان الفتاة في المنزل فقط، لتتفاجىء مؤخراً بمعرفته أنها خرجت عن سلوك القواعد المجحفة لتقتل برصاص بارد بدوافع واهية، وينقذها الجيران بعد ظن أخيها أنها فارقت الحياة، وهي جريمة نكراء تحدث بشكل متكرر دون وجود رادع صارم من الحكومة والقانون يعاقب الجاني بفعلته.

ودعت إلى تكثيف الدورات والورش التوعوية التي تحث على مكانة المرأة ودورها في المجتمع من أجل إلغاء النظرة الدونية، وزيادة التأثير على صناع القرار لمواءمة التشريعات القائمة مع التزامات الدولة الفلسطينية في المعاهدات والاتفاقيات التي وقعت عليها.

 

 

ومن جهتها قالت دعاء حجازي "من خلال الدور الذي جسدته طرحت قضية هامة لا يلتفت المجتمع إلى أضرارها وآثارها وهي الزواج القسري من شخص مريض نفسياً، وتدور تفاصيل القصة حو الضغوطات التي يضعها الأهل حول فتياتهن وكأنه حبل المشنقة تحت شعار التزمي الصمت من أجل الأبناء وإلا ستكوني ضمن قائمة المطلقات تلك الكلمة التي يراها الأهالي وصمة عار على العائلة مدى الدهر" .

 

 

وأشارت إلى أن عدم تريث الأهل في موضوع الزواج واختيار الزوج المناسب هو سبب رئيسي في زيادة وتيرة العنف وتحمل الفتاة أعباء ثقيلة أكبر من سنها بالإضافة إلى الآثار الجانبية التي تطرأ على صحتها النفسية والجسدية "لو تمعنا كثيراً في تفاصيل الحوادث والجرائم لوجدنا أن أغلبها تسجل جرائم قتل في ظروف غامضة أو انتحار للمحافظة على سمعة العائلة، وهذا يعتبر خطأ في القوى المجتمعية التي تقوم على ثقافة الصمت والتمييز" .

وأكدت أن تسليط الضوء على مثل هذه الظاهرة الخطيرة هو أمر في غاية الأهمية كونه يهدد النسيج المجتمعي، ويثير القلق الأمني وانعدام الأمان والسلام.