قصف وحصار وأوامر إخلاء... الأزمة الإنسانية تتصاعد في غزة
يشهد قطاعاً غزة تصعيداً خطيراً مع استمرار قصف القوات الإسرائيلية وفرضها الحصار المشدد والذي أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة بعد منعها دخول المساعدات الإنسانية، الأمر الذي فاقم معاناة المدنيين.

مركز الأخبار ـ ترتكب القوات الإسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إبادة جماعية بحق المدنيين في القطاع أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 166 ألف مدني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية أمس الخميس العاشر من نيسان/أبريل، إن حصيلة الإبادة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أرتفع إلى 50 ألف و886 قتيل فضلاً عن 115ألف و875 مصاب.
وأفادت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد ضحايا المجازر التي ترتكب بحق المدنيين، أن المستشفيات في القطاع استقبلت 40 قتيلاً و146مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد الضحايا منذ استئناف الحرب في آذار/مارس الماضي إلى أكتر من ألف و500 قتيل و3 آلاف و834 إصابة.
مقتل وإصابة العشرات
وعلى الصعيد الميداني، قالت مصادر طبية فلسطينية إن 29 شخصاً قتلوا أمس الخميس في قصف للقوات الإسرائيلية على القطاع، كما قتل شخصان في استهداف لمنزل قرب مجمع ناصر الطبي غربي مدينة خان يونس جنوب القطاع.
واستهدفت القوات الإسرائيلية مناطق متعددة كخيام النازحين في المواصي وجنوب وغرب القطاع، إضافة إلى خيام النازحين في منطقة الزهراء وسط القطاع.
وفي حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، تواصل القوات الإسرائيلية عمليتها العسكرية لليوم السابع على التوالي وسط غارات جوية وقصف مدفعي، أسفر عن مقتل العشرات بينهم نساء وأطفال، تزامناً مع قصفها لمناطق متفرقة أخرى.
"الحصار والمجاعة"
وعلى الصعيد الإنساني، أفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن 75% من بعثات الأمم المتحدة يتم منعها من دخول قطاع غزة، بسبب الحصار والهجمات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية فرضت حصاراً شاملاً منذ الثاني من آذار/مارس الماضي على القطاع ومنعت دخول جميع المواد الغذائية والأدوية.
وخلال الأسبوع الماضي منعت وعرقلت القوات الإسرائيلية 75% من بعثات الأمم المتحدة، حيث يترك هذا الحصار الأسر في مواجهة الجوع وسوء التغذية ويمنعها من الوصول إلى المياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية المناسبة، كما أنه يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض والوفاة وفقاً للمدير العام للمنظمة.
وقال إن الهجمات على النظام الصحي في غزة لا تزال مستمرة، حيث تسبب هذه الهجمات بمقتل أكثر من 400 عامل في المجال الإنساني منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، مضيفاً أنه في الثالث والعشرين من آذار/مارس الماضي هاجمت القوات الإسرائيلية قافلة طبية مما أسفر عن مقتل 15عامل في المجالين الصحي والإنساني، مؤكداً أنه على الرغم من المخاطر الامنية والقيود المفروضة ونقص الإمدادات لا تزال منظمة الصحة العالمية موجودة في القطاع.
وشدد على ضرورة رفع الحصار عن المساعدات الإنسانية بشكل فوري والحفاظ على الخدمات الصحية والوصول الإنساني دون عوائق إلى جميع أنحاء غزة، إضافة إلى الاستئناف الفوري لعمليات الإجلاء الطبي اليومي وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة ووقف إطلاق النار.
ونتيجة إغلاق القوات الإسرائيلية المعابر دخل القطاع مرحلة المجاعة مرتكباً بذلك جريمة حرب وتحدياً لتدابير مؤقتة أعلنتها محكمة العدل الدولية لتحسين الوضع الإنساني الكارثي للفلسطينيين.
أوامر إخلاء
وفي ظل الظروف الصعبة، أصدرت القوات الإسرائيلية إنذاراً طالب فيه سكان شمال غزة بالإخلاء والتوجه إلى مراكز الإيواء المعروفة، كما حذر المتحدث باسم القوات الإسرائيلية، جميع السكان المتواجدين في منطقة الشجاعية وأحياء الجديدة والتركمان وزيتون الشرقي والنور والتفاح، من مغادرة المنطقة فوراً، مؤكداً على ضرورة انتقالهم نحو مراكز الإيواء المعروفة غرب مدينة غزة.