القصف المتواصل يودي بحياة 2670 شخص منذ بدء الحرب على غزة
مع استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير مع نقص في المياه والغذاء، فيما يحاول عشرات الآلاف من الأهالي النزوح إلى مناطق أكثر أماناً.
غزة ـ لليوم العاشر على التوالي تستمر إسرائيل بقصفها على قطاع غزة مخلفاً آلاف القتلى والمصابين ودماراً هائلاً في البنية التحتية، كما يواصل إصدار أوامر بإخلاء المستشفيات ويمنع دخول الإمدادات الطبية والإغاثية إلى القطاع.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية أمس الأحد 15 تشرين الأول/أكتوبر، أن عدد قتلى القصف الإسرائيلي على قطاع غزة قد أرتفع إلى 2670 شخصاً بينهم أكثر من 1000 طفل، و490 امرأة وفتاة، كما أصيب 9700 آخرين بإصابات بالغة الخطورة منذ بدء الهجوم، لافتةً إلى أن هناك قتيل كل خمس دقائق نتيجة القصف المستمر على القطاع، فيما ارتفع عدد القتلى في الصفة الغربية إلى 59 شخصاً، ونحو ١٢١٠ مصاب.
وأشارت الوزارة إلى أن 70٪ من سكان شمال القطاع يعانون من نقص حاد في الخدمات الصحية بسبب توقف خدمات وكالة الأونروا، لافتةُ إلى أنها قررت دفن أكثر من 100 جثة مجهولي الهوية بعد اتمام الإجراءات القانونية بعد بقائهم لعدة أيام في الثلاجات بدون تعرف ذويهم على هويتهم.
وأوضحت الوزارة بأن عدد القتلى والإصابات معظمها لنساء وأطفال، مشيرةً إلى أن عدد قتلى الهجوم تجاوز عدد القتلى خلال حرب 2014 التي استمرت لمدة 51 يوماً، حيث قتل خلالها 2322 شخص بينهم 578 طفلاً و489 امرأة.
وأدانت منظمة الصحة العالمية الأوامر والتهديدات المتكررة التي أصدرتها إسرائيل بشأن إخلاء 22 مشفى في شمال قطاع غزة، والتي تضم أكثر من 2000 مريض، لافتة ً إلى أن هذه القرارات تعتبر ما يماثل حكم الإعدام، لأن إخلاء المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية سيزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية القائمة.
وصرحت وزارة الداخلية في غزة عن وجود العشرات من القتلى تحت الأنقاض واستخراج جثاميهن أكبر من قدراتهم، مضيفةً أن هناك أحياء يستغيثون تحت المنازل والبنايات المدمرة وبحاجة إلى مساعدة خارجية عاجلة.
وأفادت وكالة الأونروا أن هناك نحو 400 ألف نازح داخل مقراتها ومنشآتها، كما سجلت اليوم أول حالة إصابة بالجدري بين صفوف النازحين في غزة، مشيرةً إلى أن السكان في غزة يشربون المياه الملوثة بسبب نقص المياه في القطاع ومحطات تزويد مياه الشرب التي أصبحت خارج الخدمة.
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان أن النساء الحوامل في غزة البالغ عددهن 50 ألف امرأة تواجهن أوضاعاً إنسانية صعبة مع اقتراب نظام الرعاية الصحية من حافة الانهيار، ومن المتوقع أن تلد حوالي 5000 امرأة الشهر المقبل في ظروف لا يمكن تصورها.
وأكدت منظمة العفو الدولية أن إسرائيل قد استخدمت قذائف الفوسفور الأبيض أثناء هجومها على قطاع غزة المكتظ بالمدنيين، وبينت أن مختبر توثيق الأزمات قام بجمع أدلة تثبت استخدام إسرائيل لتلك القذائف خلال قصفها للقطاع.
ودعت اليونيسف على ضرورة فرض هدنة إنسانية فورية من أجل الوصول الآمن لتوسيع نطاق الخدمات المنقذة للحياة وللأطفال.
وأصدر برنامج الغذاء العالمي تحذيراً بشأن انعدام الإمدادات الغذائية في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه دعت باكستان إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للقطاع الذي شهد هجمات إسرائيلية مدمرة خلال التسعة أيام الماضية مخلفة الألاف من الضحايا والمصابين وتدميراً واسعاً في المناطق السكنية والبنية التحتية.
وحذرت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز من تعرض الفلسطينيين لخطر التطهير العرقي الجماعي، مؤكدة في بيان لها أن إسرائيل أصدرت أوامر الخميس الماضي لقرابة 101 مليون شخص في شمال غزة بالانتقال جنوباً في ظل استمرار القصف الجوي.
ولفتت إلى أن إسرائيل قامت بالفعل بتطهير عرقي جماعي تحت ذريعة الدفاع عن النفس، وأن هناك خطراً من تكرار النكبة التي شهدتها فلسطين عام 1948 والتي تسببت بطرد 750 ألف شخص من منازلهم وأراضيهم، والنكسة عام 1967 والتي أدت إلى تشريد ونزوح 350 ألف شخص، داعيةً المجتمع الدولي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمنع حدوث كارثة إنسانية جديدة.
وأكدت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور على ضرورة توفير المساعدات الطبية لقطاع غزة وأدانت الهجوم والقصف الإسرائيلي المستمر على القطاع خلال مشاركتها في مؤتمر "المعضلات الإنسانية" الذي نظمته منظمة العمل الاتحاد الوطني، لافتةً إلى أن الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة والذي يمتد إلى البر والبحر والجو لعدة سنوات، سيحرم الأهالي من حريتهم وحقوقهم الأساسية معبرة عن استيائها من عدم محاسبة منفذي الجرائم ضد الصحفيين والصمت حيال استهداف الصحفية شيرين أبو عاقلة التي قتلت أمام أعين الناس في الإعلام.