القائد عبد الله أوجلان: الثقافة الكردية في المنفى إرادة لا تنكسر
وجه القائد عبد الله أوجلان رسالة إلى الجالية الكردية في مهرجان دورتموند، مؤكداً أن الثقافة الكردية في المنفى تمثل إرادة لا تنكسر، ودعا إلى الاستفادة من خبرات الكرد في أوروبا لبناء مجتمع ديمقراطي في الوطن.

مركز الأخبار ـ وجه القائد عبد الله أوجلان رسالة إلى مهرجان دورتموند، مخاطباً الجالية الكردية في أوروبا الذي هجروا بسبب الضغوطات السياسية، مؤكداً أهمية الحفاظ على جذورهم التاريخية من خلال الثقافة واللغة والعمل.
جاءت رسالة القائد عبد الله أوجلان نداء سياسي وثقافي، يعكس الدور المهم الذي تلعبه الجالية الكردية في أوروبا في الحفاظ على الهوية والنضال من أجل مستقبل أكثر حرية وعدالة، فقد كان مهرجان دورتموند أكثر من مجرد احتفال، إذ شكّل منصة لتجديد العهد مع الجذور، وتأكيد الإرادة الجماعية لشعب لا يزال يناضل من أجل كرامته وحقوقه.
شهدت مدينة دورتموند الألمانية، اليوم السبت 13 أيلول/سبتمبر، انطلاق فعاليات النسخة الثالثة والثلاثين من مهرجان الثقافة الكردية الدولي، تحت شعار "السلام والمجتمع الديمقراطي".
وجمع الحدث، الذي يحضر فيه آلاف الكرد من مختلف أنحاء أوروبا، هذا العام بعداً سياسياً وثقافياً خاصاً، مع توجيه القائد عبد الله أوجلان رسالة مؤثرة إلى الجالية الكردية في المنفى، داعياً فيها إلى التمسك بالهوية الكردية وتعزيز النضال من أجل الحرية والديمقراطية.
وفي رسالته إلى المشاركين في المهرجان، خاطب القائد عبد الله أوجلان الجالية الكردية في أوروبا، مشيداً بصمودهم في وجه الضغوط السياسية التي دفعتهم إلى الهجرة، ومثمناً تمسكهم بالثقافة واللغة والعمل كوسائل للحفاظ على الجذور التاريخية.
واعتبر أن المهرجانات الثقافية في أوروبا ليست مجرد مناسبات احتفالية، بل هي تجسيد حي لإرادة الشعوب التي تسعى للحفاظ على هويتها في المنفى، وقال في مستهل رسالته "أيها الرفاق الأعزاء، الذين تعيشون في أوروبا نتيجة الضرورة والضغوط ، فإن المسيرة التي بدأناها ستكون باب عودتكم إلى الوطن وبداية جديدة".
وأشاد بإرادة الكرد في أوروبا الذين حافظوا على لغتهم وثقافتهم رغم الصعوبات "لبناء مجتمع ديمقراطي في وطننا، نحتاج بشدة إلى خبرتكم وتضامنكم، اللذين انبثقا من نضالكم في أوروبا، هذا البلد بحاجة إلى الحرية والديمقراطية وبنية اجتماعية جديدة وبمشاركتكم سيتعزز هذا البناء"، مشيراً إلى أن العملية الجارية تهدف إلى إعادة ربط الشعب الكردي بجذوره وذاكرته، وأن اللقاءات الثقافية في أوروبا تعبر عن إرادة جماعية تبقي الروح الكردية حية.
حذر القائد أوجلان من السياسات التي تدفع الشباب إلى الهجرة، داعياً إلى وضع برنامج شامل للحد من هذه الظاهرة، وجعل النضال داخل الوطن هدفاً مركزياً "بسبب سياسات مدروسة تُوجَّه حيوية شباب البلاد إلى الخارج، وللحد من هذه الظاهرة لا بد من وضع برنامج متعدد الجوانب، وفي ظل هذه الظروف، يجب أن يكون النضال على أرضنا هدفنا الرئيسي"
وأكد على أن وحدة الكرد في المنفى والوطن تشكل قوة لا يمكن لأي جهة إيقافها، وأن اندماج التراث الثقافي والسياسي مع النضال الجاري سيؤسس لعهد جديد على طريق الحرية والديمقراطية "عندما نكون معاً، سواءً في المنفى أو في الوطن، لن تستطيع أي قوة إيقاف هذه المسيرة، عندما يتحد تراثكم الثقافي والسياسي الذي أسستموه مع النضال الذي نخوضه هنا، سيبدأ عهد جديد على طريق الحرية والديمقراطية".