النساء في مهاباد تعانين من نقص العلاج وقسوة التمييز
تواجه مدينة مهاباد بشرق كردستان والقرى المحيطة بها نقصاً في الأطباء المتخصصين والأدوية الأساسية والمراكز الطبية، وفي الوقت ذاته، تعاني النساء أكثر من غيرهن بسبب التمييز الهيكلي والتابوهات الاجتماعية.

فيان مهربارفار
مهاباد ـ على الرغم من أن الوضع الصحي للشعب الإيراني ليس مقبولاً فيه من حيث القدرة على الوصول إلى المرافق والخدمات الصحية والطبية، إلا أن هذا الوضع موجود على نطاق أوسع بين سكان شرق كردستان، وخاصة النساء.
تعاني مدن إيرانية عدة من الحرمان والقصور في المجال الصحي منها مهاباد، على الرغم من ذلك وباعتبارها مركزاً للعلاج، يزورها في كثير من الأحيان أشخاص من مدن مثل بيرانشهر وسردشت، حيث أن الوضع الصحي فيها والقرى المحيطة بها هي انعكاس للظلم والقصور الواسع النطاق في النظام الصحي للبلاد ككل، كما تعتبر جغرافية الحدود والنظرة السياسية لإيران تجاه الشعب الكردي من أهم العوامل في إهمال هذه المنطقة، والتي استهدفت حتى صحة شعبها، وتعتبر المرأة من أبرز ضحاياه.
إن النقص في الأطباء المتخصصين وأطباء الأسنان، ونقص الأدوية الأساسية، والمسافة الطويلة بين القرى والمراكز الطبية والصيدليات، إلى جانب التكلفة العالية والمشاكل العامة للرعاية الصحية في إطار أبوي مع عدم المساواة، كل هذا يؤدي إلى تفاقم المعاناة.
نقص المراكز الطبية والعلاجية
يوجد في مهاباد مستشفى يزيد عمره عن أربعة عقود، وتشكل المباني القديمة للمراكز الطبية خطراً على صحة الأهالي، ووفقا لـ بهار. ز إحدى موظفي المستشفى، فإن معظم أعمال الإصلاح وحتى بناء قسم غسيل الكلى تم تنفيذها من قبل المتبرعين من المدينة.
ويبلغ عدد المراكز الصحية في كافة المناطق الحضرية و224 قرية في مدينة مهاباد 65 وحدة، وهو ما لا يكفي لسكانها البالغ عددهم 200 ألف نسمة، حيث يوجد في العديد من القرى مركز صحي واحد، وتشكل الطرق غير الصالحة مشكلة بالنسبة للنساء الحوامل وأولئك الذين يعانون من أمراض معينة، أحداهن مانيجه. ك من قرية في منطقة مانجاور الريفية، التي فقدت طفلها في الشهر السادس من الحمل بسبب عدم قدرتها على الوصول إلى طبيب مختص بأمراض النساء.
وعن نقص الإمكانيات الطبية قالت مانيجه. ك "المركز الصحي بعيد عنا، ويتم فيه فقط التطعيمات والحقن، والقابلة متاحة فقط خلال فترة الصباح وبعض أيام الأسبوع، في الليلة التي أجهضت فيها طفلتي، كانت الطرق مغلقة بسبب تساقط الثلوج، ولم يكن أحد يتحمل مسؤوليتي سوى طبيبي الذي كان في أورمية".
وعن التابوهات ونقص الموارد في هذه المنطقة قالت إن "العديد من النساء تلجأنّ إلى العلاج الذاتي والعلاجات التقليدية لمعالجة أمراض النساء، وبالنسبة للنساء الريفيات، فإن الإفصاح عن أمراضهن ومشاكلهن يعد شكلاً من أشكال العار، على سبيل المثال، القول إنهن يرغبن في الذهاب إلى المدينة فإن المجتمع يعتبره عدوى بين النساء".
أزمة نقص الأطباء
حتى أن النقص في عدد الأطباء العاملين في المراكز الصحية والأطباء المتخصصين شكل أزمة في مستشفى مهاباد، لذلك يتعين على العديد من الأشخاص في هذه المنطقة السفر إلى عاصمة المقاطعة أو مدن مثل تبريز وطهران لرؤية طبيب متخصص في وقت قصير، وبحسب سارة. ل، فإنها عندما تواصلت مع طبيب أمراض النساء في هذه المدينة، أمهلها شهراً ونصفاً إضافياً ولم يقبل الحالة الطارئة.
كما أن والدة كاني. ب، من ضحايا الهجوم الكيمائي على سردشت عندما تزور مستشفى مهاباد، يقال لها "ليس لدينا أخصائي في الجهاز التنفسي"، لذلك تضطر إلى اصطحاب والدتها إلى أورمية.
مشاكل أطباء الأسنان
في حين لا يستطيع العديد من الناس تحمل تكاليف علاج طب الأسنان، تواجه النساء شكلاً آخر من أشكال التمييز بسبب الافتقار إلى الدعم ومنع استقلالهن المالي في ظل النقص الحالي في المرافق، زارا. ث، التي كانت تحتاج إلى علاج قناة الجذر، ذهبت إلى طبيب الأسنان بعد أن حصلت على موعد من عيادة الضمان الاجتماعي، قالت "الضمان الاجتماعي أرخص وعندما ذهبت إلى هناك مع زوجي، قال لي الطبيب إنني بحاجة إلى علاج قناة الجذر ولا يوجد شيء يمكنهم فعله ليّ هنا".
وأضافت "عندما رأينا أننا لا نستطيع تحمل تكاليف العلاج، قال ليّ زوجي إنه يجب عليّ أن أخلع سني حتى لا أشعر بمزيد من الألم"، لافتةً إلى أن "نقص أطباء الأسنان المتخصصين في هذه المدينة خارج المراكز الحكومية تسبب في ظهور العديد من التحديات والصعوبات".
ندرة الأدوية وعدم القدرة على الوصول إلى أبسط المواد الطبية
بدروها عانت إيفين. ت من عدوى في العين لذلك كانت مضطرة لزيارة طبيب العيون بشكل متكرر، ثم اشترت عدسات لاصقة للعين جلبتها لها صديقة من تبريز "قال لي طبيبي إنه نظراً لعدم توفر هذه العدسة في مهاباد، لم أصفها لك".
كونه لا يمكن العثور على أدوية لأمراض القلب والسرطان والتصلب المتعدد ومشاكل الأمعاء الحادة وما إلى ذلك في مهاباد، تضطر فايزة. خ، التي تعاني من أمراض القلب، إلى شراء الأدوية كل شهر من صيدليات المدن الأخرى أو من السوق السوداء، والسبب وراء نقص هذه الأدوية هو ارتفاع تكلفتها وندرتها في كثير من الأحيان، ولكن بالنسبة للكثيرين، فإن هذه الأدوية تشكل بدائل للأدوية الرئيسية.