من كوباني إلى السلام... مسار القائد أوجلان نحو مجتمع ديمقراطي
أكدت الرئيسة المشتركة لهيئة الشباب والرياضة، أفاشين مصطو، أن نداء القائد عبد الله أوجلان للدفاع عن كوباني شكّل نقطة تحول تاريخية في مواجهة داعش، حيث استنهض الشعب الكردي والمتضامنين حول العالم، وتُوّج بإعلان يوم عالمي لكوباني.
برجم جودي
كوباني ـ خاطب القائد عبد الله أوجلان الشعب الكردي وأصدقاءه عن مقاومة كوباني البطولية ضد داعش في عام 2014، مؤكداً أن "سقوط كوباني يعني انهيار القيم الإنسانية والديمقراطية"، مشدداً على أهمية الوقوف إلى جانب المدينة في وجه الهجمات.
شكّل نداء القائد عبد الله أوجلان للدفاع عن كوباني نقطة تحول بارزة في حشد الدعم للمدينة، إذ استجابت النساء والفئة الشابة له بحماس، إلى جانب متضامنين من مختلف الجنسيات، وتوجهوا بلا تردد إلى ساحات القتال، وعلى الصعيد الدولي، شهدت أكثر من 40 دولة ونحو 90 مدينة حول العالم فعاليات تضامنية واسعة، تُوجت بإعلان الأول من تشرين الثاني/نوفمبر يوماً عالمياً لكوباني، تخليداً لصمودها ومقاومتها.
من نداء إلى انتصار قصة مقاومة كوباني
قبل تسعة أشهر، أُطلق القائد عبد الله أوجلان دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي"، الذي أكد في تصريحاته على أهمية أن يُحدث هذا المسار تحولاً جوهرياً في مستقبل الإنسانية، وفي هذا الإطار قدّمت الرئيسة المشتركة لهيئة الشباب والرياضة أفاشين مصطو، رؤيتها وتقييمها لهذا المسار.
واستهلت تقييمها باستذكار انطلاقة مقاومة كوباني، مشيرةً إلى أن الأول من تشرين الثاني/نوفمبر يمثل في ذاكرة الشعب الكردي والعالم رمزاً للتضامن والوقوف بكرامة دفاعاً عن القيم والوجود.
وأوضحت أن "ما شهدته كوباني من أحداث شكّل منعطفاً تاريخياً، لا سيما في فترة عجزت فيها القوى العالمية عن التصدي لداعش والتحرر من قبضته"، مضيفةً أن "موقف أهالي كوباني وقواتها، الذين استلهموا من فكر القائد أوجلان ونظموا صفوفهم للدفاع عن أنفسهم في وجه الهجمات، جذب أنظار العالم بأسره، ودفع الجميع إلى التعبئة في هذا اليوم من أجل دعم القضية".
وتابعت أفاشين مصطو حديثها بالتأكيد على أن "كوباني سطّرت صفحة جديدة في التاريخ"، مشيرةً إلى أن "داعش شكّل بنية إرهابية أثارت حالة من الذعر في الشرق الأوسط والعالم بأسره، ما دفع الدول إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة، إلا أن هذا الخوف تحطّم أمام صمود كوباني، حيث لعبت المقاومة البطولية، إلى جانب الدعم الدولي من أكثر من 40 دولة، دوراً محورياً في تحقيق هذا الانتصار التاريخي".
"الأول من تشرين الثاني يوم عالمي لصمود كوباني"
وأكدت أفاشين مصطو أن نداء القائد أوجلان للدفاع عن كوباني كان له دور حاسم في تغيير مصير المدينة والإنسانية جمعاء "رغم تعدد العوامل التي ساهمت في انتصار مقاومة كوباني، فإن الأساس كان نداءه، الذي شكّل نقطة تحول مصيرية في مسار الأحداث، وبفضل هذا النداء، انطلقت تعبئة واسعة في صفوف الشعب الكردي داخل الوطن وخارجه، حيث توجهت قوافل الدعم نحو كوباني، كما استجاب العديد من المتضامنين الأجانب الذين تأثروا بهذا النداء، وانضموا إلى صفوف المقاومة، مقدمين أرواحهم فداءً للمدينة".
وأشارت إلى أن المسار الحالي الذي أُطلق بدعوة من القائد عبد الله أوجلان يمثل مرحلة تاريخية جديدة "نحن اليوم نعيش لحظة مفصلية يقودها القائد أوجلان، تمتد أصداؤها من كردستان إلى مختلف أنحاء العالم، هذه الأيام تعيد إلى أذهاننا مقاومة كوباني والدعم الشعبي الواسع الذي رافقها، وكما شهدنا آنذاك تعبئة جماهيرية من عشرات الدول في الشرق الأوسط والعالم، فإننا اليوم نرى تعبئة مماثلة تتجسد في تبني دعوة السلام والمجتمع الديمقراطي".
وفي استكمال حديثها، ربطت أفاشين مصطو بين هذه المرحلة ومسار كوباني "الوحدة الشعبية التي تشكّلت في وجه هجمات داعش خلال عامي 2014 و2015، والدعم الذي حظيت به المقاومة، كانت ثمرة مباشرة لنداء القائد أوجلان، واليوم، تقع على عاتق الجميع مسؤولية مواصلة هذا المسار بنفس الروح والعزيمة لتحقيق نتائجه، وعلى وجه الخصوص، فإن النساء والشباب الذين يجدون أنفسهم في فكر ومشاريع القائد أوجلان، مدعوون للمشاركة الفاعلة والمؤثرة في هذا المسار التاريخي".
واختتمت أفاشين مصطو حديثها بالتأكيد على أهمية المرحلة الراهنة التي يقودها القائد عبد الله أوجلان "كما أن نداءه في الأول من تشرين الثاني شكّل نقطة تحول أنقذت الإنسانية من براثن داعش، فإن المسار الذي أطلقه اليوم يجب أن يكون وسيلة لكسر هيمنة القوى المسيطرة والأنظمة السلطوية، بناء حياة ديمقراطية وحرة لا يتحقق إلا من خلال فكر ومشاريع القائد أوجلان، ولهذا فإن على البشرية جمعاء أن تنخرط في هذا المسار، وأن تستثمر هذه الفرصة التاريخية من أجل تحقيق خلاصها".