مسيرة نسائية من آمد إلى أنقرة... نضال من أجل الحرية والديمقراطية

انطلقت مسيرة نسائية من آمد شمال كردستان إلى العاصمة التركية أنقرة بقيادة حركة المرأة الحرة (TJA) للمطالبة بحرية أوجلان والاعتراف الدستوري بحقوق الشعب الكردي، وتؤكد المشاركات استمرار نضالهن السياسي حتى تحقيق المطالب الأساسية للحرية والديمقراطية.

أرجين ديليك أنجل

مركز الأخبار ـ انطلقت حركة المرأة الحرة (TJA) في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الجاري بمسيرة رمزية من مدينة آمد بشمال كردستان نحو العاصمة أنقرة، تحت شعار "نسير نحو الحرية بالأمل"، شاركت فيها مئات النساء مرتديات المآزر البنفسجية، في تعبير جماعي عن الإصرار والتضامن.

خلال مسيرتهن، توقفت المشاركات في مدن رها (أورفا)، ديلوك (عنتاب)، أضنة ومرسين، حيث قوبلن باستقبال جماهيري واسع في كل محطة، لم تقتصر المسيرة على التعبير عن المطالب النسوية فحسب، بل تحولت إلى مساحة للاستماع إلى هموم وتطلعات الأهالي في تلك المدن، ما أضفى على المسيرة طابعاً تفاعلياً ومجتمعياً.

ومن المقرر أن تختتم هذه المسيرة غداً في السابع من تشرين الأول/أكتوبر في أنقرة، لتكون محطة ختامية لمسار نضالي يحمل رسالة أمل ومطالبة بالحرية والعدالة.

 

مطالب دستورية واعتراف بالحقوق جوهر مسيرة

وتتضمن المطالب الأساسية لمسيرة "نسير نحو الحرية بالأمل" التي أطلقتها حركة المرأة الحرة (TJA)، الدعوة إلى إطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان، وضمان الحقوق اللغوية والثقافية للشعب الكردي ضمن إطار دستوري، والاعتراف بالإرادة الشعبية المنتخبة، إلى جانب الإقرار الرسمي بنظام الرئاسة المشتركة الذي يعزز دور المرأة في الحياة السياسية.

ومن بين النساء المشاركات في هذه المسيرة، تبرز نارين كزغور، نائبة الرئيسة المشتركة لحزب الأقاليم الديمقراطية (DBP)، التي تحدثت لوكالتنا عن أهداف هذه المبادرة وأجوائها، مؤكدةً أن المسيرة تمثل صوتاً جماعياً للنساء في سبيل الحرية والعدالة والتمثيل الحقيقي.

وأوضحت أن المسيرة التي انطلقت من مدينة آمد لا تزال مستمرة، مشيرةً إلى أن الهدف منها هو إيصال المطالب من قلب شمال كردستان إلى العاصمة التركية أنقرة "نحن على الطريق لنقل صوتنا ومطالبنا من آمد، قلب شمال كردستان، إلى أنقرة، عاصمة البلاد".

وأضافت أن المسيرة تضم مئات النساء من مختلف أنحاء شمال كردستان وتركيا، مؤكدةً أنهن أتحدن حول هدف مشترك، ورفعن صوتاً جماعياً يعبر عن تطلعاتهن "نُستقبل بحفاوة كبيرة في كل مدينة نمر بها، وهذا يمنحنا قوة إضافية للاستمرار".

كما أشارت إلى أن المشاركات في المسيرة يتفاعلن مع الأهالي في كل محطة، يستمعن إلى آرائهم ومطالبهم، ويقمن بتوثيقها، مؤكدةً أن مطالب حركة TJA هي انعكاس حقيقي لمطالب الشعب نفسه.

 

"بيان السلام والديمقراطية خارطة طريق لحياة مشتركة وحرة"

واستعرضت نارين كزغور التطورات التي أعقبت نداء القائد عبدالله أوجلان في 27 شباط/فبراير الماضي، مشيرةً إلى أن "دعوته لبناء "السلام والمجتمع الديمقراطي"، وما تلاها من تقديم "بيان السلام والديمقراطية" لشعوب تركيا، شكّلت رؤية متكاملة لشروط الحياة المشتركة، المتساوية والحرة".

وأضافت "لقد قدّم السيد أوجلان خارطة طريق للخروج من الأزمات التي خلّفتها الحروب والصراعات التي عانت منها الشعوب على مدار قرون، ولهذا فإن مطلبنا الأساسي يتمثل في ضمان حريته الجسدية، باعتباره الطرف الرئيسي في هذا المسار".

وفي سياق عملية الحل، وبعد إعلان حركة التحرر الكردستانية عن قرارها بالحل وإتلاف السلاح، تأسست في البرلمان التركي لجنة باسم "لجنة التضامن الوطني، الأخوة والديمقراطية"، بهدف إجراء التعديلات القانونية اللازمة وإطلاع الرأي العام على مجريات العملية.

وعقدت اللجنة أول اجتماعاتها في 5 آب/أغسطس الماضي، فيما عقدت اجتماعها الثالث عشر في 2 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وتواصل أعمالها من خلال الاستماع إلى منظمات قانونية، ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى عائلات فقدت أبناءها أو أقاربها خلال فترات النزاع، في محاولة لتضمين صوت الضحايا في مسار الحل السياسي.

 

"مستمرات حتى تتحقق حرية السيد أوجلان"

وسلّطت نارين كزغور الضوء على أهمية اجتماعات اللجنة البرلمانية ودورها في دعم مسار الحل، مشددةً على أن الاعتراف بحقوق الشعب الكردي يتطلب تعديلات دستورية جذرية.

وأكدت أن أحد أهداف المسيرة هو المطالبة بإقرار هذه الحقوق ضمن الدستور "كما أن دستور عام 1921 اعترف بوجود وحقوق الشعب الكردي، فإن اللجنة البرلمانية اليوم يجب أن تكون في موقع يعترف بهذه الحقوق، ويعمل على اتخاذ قرارات وتشريعات تضمنها".

وأضافت أن "من بين المطالب الأساسية للنساء المشاركات في المسيرة، إجراء لقاء مباشر مع السيد عبد الله أوجلان، إلى جانب المطالبة بتعديلات دستورية تضمن حق التنظيم، وحرية المعتقد، والاعتراف بوجود الشعوب المختلفة في تركيا"، موضحةً أنه "يُعد الطرف الرئيسي في هذا المسار، ولذلك يجب الاستماع إلى مقترحاته لحل القضية"، مؤكدةً على أن المسيرة ستصل إلى أنقرة، حيث ستُعرض هذه المطالب داخل البرلمان، في خطوة تهدف إلى تحويل صوت النساء والشعوب إلى فعل سياسي ملموس.

واختتمت نارين كزغور حديثها بالتأكيد على أن نضال النساء من أجل الحرية والديمقراطية لن يتوقف بانتهاء المسيرة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر في أنقرة، بل سيستمر بزخم أكبر "بصفتنا نساء من حركة المرأة الحرة وناشطات في المجال السياسي، سنواصل تنظيم الفعاليات والنشاطات حتى تتحقق الظروف التي تتيح للسيد عبد الله أوجلان العمل بحرية، أي حتى تُضمن له الحرية الجسدية الكاملة".