المرأة حطمت كافة موازين العقلية الرجعية الكلاسيكية
المرأة التي تعمل وتشارك في بناء المجتمع وتكون صاحبة رأي تناضل لأجل حقوقها فهي مؤمنة ببناء مجتمع حر والوصول إلى الحرية.

بقلم مولودة ايبو
jin jiyan Azadî شعار يثبت حقيقة تغنى بها الشعراء والكتاب دون أن يفوه حقه ولكن هل حقيقةً اعطوها القيمة الواجب إعطائها؟ لنلقي نظرة إلى الواقع سنرى ما تم في الحقيقة ليس إلا استثمار للمرأة وفرضوا عليها قوانين وشرائع لا تغير فيها سوى بالشكل حيث رسخوها بعادات وتقاليد مفروضة أصبحت كحائط اسمنت فولاذي ومنحوها ألواناً عليها البحث عنها نفسها بأنها امرأة والتي كانت ولا زالت صاحبة الفضل في بناء الحياة.
"الأم مدرسة إذ اعددتها اعددت شعباً طيب الأعراق" ولكن؟ في النهاية نرى المرأة لا حول ولا قوة وباتت شخصية غير قادرة على الدفاع عن نفسها وتم وصفها بناقصة العقل وخلقت من ضلع الرجل وسميت بأنها شرفه، بينما هي في الأصل الأم المقدسة وإلهة البركة والرحمة والخير، هناك تناقض كبير بين هاتين الحالتين فالأول هي امرأة مستعمرة حيث فرضت عليها الأنظمة الذكورية وسيرتها بحسب مصالحها وأهدافها ومنفعتها فعند النظر إلى الثورات التي قامت بكافة الأسماء سواء دينية أو برجوازية أو الاشتراكية نرى أن المرأة شاركت في كافة المجالات وبإرادة صلبة وفي الختام عادت إلى أحضان هذه الذهنية التي لا ترحمها وتنكر قوتها من النواحي المعنوية والمادية ويعود ذلك إلى سبب عدم قيامها بتنظيم نفسها وتشكيل تنظيمات خاصة بها، حيث بقيت مرتبطة بالواقع المفروض عليها وهي الطاعة وامتثال الأمور والقوانين.
لماذا لم يتم تقدير الإنتاج الذي عملت لأجله ولمجهود ملايين النساء والأمهات والمقاتلات والمشاركات في الثورات دون أن يسأل أحد عنها برغم من الجهود الكبيرة التي قمن به أمثال الاخوات ميرابال وروزا لكسمبورغ وغيرهن الكثير.
هنا لا أريد إنكار الكثير من المنجزات ولكنها لم تكن كافية إلى يومنا هذا فقط أخذت مكانها بشكل فردي ضمن المجتمع والأنظمة الموجودة، ما السبب في ذلك؟ ففي المجتمع الغربي خرجت الحركات الفامينية التي تكون منحازة إلى الاستقلال ولكن دون أن يكون لها الأيديولوجية لتحتضن كافة النساء بل تنحاز إلى شكل يتم استغلالها عن طريق الجنس وباسم التحرر.
وفي الشرق الأوسط فهي في حالة يرثى لها, حيث تفرض عليها القوانين ولا تستطيع الاعتراض عليها، فهذه الذهنية التي تفرض عليها كجنس تابع للرجل وهو الأمر والناهي ويعطي القرار بحقها، حيث تقتل المرأة باسم الشرف وتباع باسم المهر وتحرم من الميراث باسم الجنس الثاني وما يساند هذه المفاهيم هي العقلية الرجعية المتبقية من القرون الوسطى هذه العقلية التي كانت ولا زالت عائقاً أمام تقدم المرأة ولعب دورها ومشاركتها في الحياة.
فالقناعة التي وصلنا إليها اليوم هي أن المرأة أن لم تكن منظمة ستكون ضحية لكل المفاهيم والأنظمة السلطوية الذكورية التي تهدف إلى ترسيخ سياسية الاحتكار والاستبداد والربح كأهداف أساسية لها لهذا نقول بأن المرأة التي لم تنظم نفسها تبقى عاجزة عن حماية نفسها بالرغم من أنها أساس كل الشي في الحياة والمجتمع هناك أمثلة كالوردة تحمي نفسها بشوكها والعصفور بمنقاره وقط بأظفاره، أي أن المرأة أيضا تستطيع العمل بشكل فعال في الحياة والمجتمع وهذا ما تم اثباته بأنها تستطيع تنظيم نفسها مهما كانت قوتها الشخصية في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والتنظيمية فبدون تنظيم نفسها تكون عاجزة عن تحقيق أحلامها وأمالها وبرامجها لهذا أريد التطرق إلى تنظيم المرأة.
ماذا يعني تنظيم المرأة ؟ ما هو التنظيم ولماذا تنظيم المرأة ماهي أهدافها وايديولوجيتها وكيف تستطيع أن تكون قادرة على التحليل الصحيح للمجتمع ولشخصيتها، فالتنظيم هي أن تكون قادرة على وضع برنامج لها وأسلوب علاقات ومسؤوليات لتكون قادرة على إدارة المجتمع ونفسها بكفاءة عالية.
فاليوم في الشرق الأوسط نرى أن هذه العقد معقد جداً في شخصية المرأة وذلك بسبب العادات والتقاليد المفروضة عليها والتي لا تستطيع المرأة نفسها أن تتجاوزها بعقلية منفتحة بتحليلات علمية واثقة من نفسها فقط عند دخولها الأزمات تضرب نفسها وتلوم القدر كحقيقة مرسوم لها دون أية تحليل أو أسباب وهنا تكون المسافة بين العقل والواقع بعيدة كل بعد عن بعضها لأن هناك نظاماً يرسم لها الأحلام وشخصيتها هنا تكون المشكلة الاجتماعية التي تعيشها المرأة كما يقال الجهل هو أكبر سلاح يهدد حياتها والمجتمع على سواء, لهذا تنظيم المرأة مهم بقدر أهمية تحرير الوطن وحتى أكثر لأن وعيها يعني وعي المجتمع وثقافته، وتكون هي صاحبة القرار فهناك الكثير من النساء مثقفات دراسات ولكنهن تابعات لقوانين وأنظمة متحكمة لا تستطعن التحليل ولا السؤال عما يدور حولهن من الأنظمة لهذا تعيش بدون حول ولا قوة لها، لهذا فتنظيم المرأة من الضروريات التي لابد منها, لتكون صاحبة فلسفة واعية قادرة على حماية نفسها وكل مرأة تعيش بجانبها تحبها وتحميها تكون بذلك صاحبة شخصية نافعة في تقدم مجتمعها في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية.
فعندما نقول المرأة الحياة الحرية تعني أن المرأة صاحبة القرار والأهداف العالية بمسؤولية في الحياة التي تنجب وتربي وتعلم وتخدم وتقوم بكل المسؤوليات الأساسية في المجتمع أي أنها علم لجماليات ومبادئه كم نستطيع القول بأن المرأة التي تحب الأرض هي من أحد خصائصها الوطنية الأساسية التي تتحلى بها عندما تغني عن الأرض والطبيعة وجمال هذا يعني ارتباطها بالأرض فللمرأة تأثير كبير في لعب دور الحياة وإعطائها لوناً براقاً لها فالمرأة التي تدافع عن أرضها بكل الأساليب سواء بالتربية الواعية حيث يستطيع الفرد إعطاء القرار بنفسه في الحياة بشكل لائق وحماية المجتمع تكون من كافة النواحي الاجتماعية السياسية والثقافية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية ذلك لأن المجتمعات التي لا تقوم بعملها الفعال تكون مجتمعات ناقصة كجسد يفتقد أحد أعضائه.
لهذا نقول هل المرأة التي تعمل وتشارك في بناء المجتمع وتكون صاحبة رأي كيف نقول وقتها بانها تناضل لأجل حقوقها وأنها مؤمنة ببناء مجتمع حر والوصول إلى الحرية، وكيف تكون وهل للحرية شكل ولون؟ نعم, الحرية أن لم تكون ذات لون جميل يحمل في طياته حقيقة الارتباط بالحياة ومبادئ بفكر تحليلي وفلسفة علمية واعية تزين الحياة بالألوان الزاهية طبيعية تعتمد على روح المسؤولية والأهداف وتحقق من خلاله مشاركة الحياة الندية التشاركية وقتها نستطيع القول بأن الحياة قد أخذت طابعاً ديمقراطياً بين كافة الأفراد فهنا أريد أن أذكر المرأة الكردية التي ناضلت منذ أكثر من نصف عقد وذلك في صراع مقابل الذهنية الذكورية السلطوية إلى أن وصلت بمجهودها الكبير والعظيم إلى كافة المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية وضحت آلاف من النساء العظيمات بأنفسهن لبناء مجتمع قادر على مواجهة كافة سبل الرجعية الكلاسيكية القديمة بشخصيات عظيمة خلال تاريخ من النضال الدؤوب، حيث أوصلتها إلى قرارات حاسمة في الحياة وهذا ليس بالشيء السهل وإنما نتيجة للتضحيات التي قامت بها.
بأمثالنا الشعبية "الأسد الأسد سواء كان انثى أو ذكر" وهذا النضال اثبت بأن المرأة المنظمة هي المرأة القوية والجميلة وتكون جاذبة وتعمل لأجل جمال نفسها ومجتمعها وتشارك النساء من كافة الإثنيات بفلسفة وأيديولوجية ديمقراطية لامركزية لتثبت لكل النساء بأن الحياة تشاركية والحقيقة هي أن تعمل المرأة بنفسها في بناء المجتمع وتشارك باتخاذ قرارات مصيرية لا تخص المرأة فقط بل تخص المجتمع كله, فلا تكتمل الحياة إلا بمشاركتها وبوعي ثقافي وعلمي ذلك لأننا نعرف بأن القرارات التي تكون من طرف أحادي الفكر ليست صائبة.
نحن نعرف أن عقل المرأة مرن وتحتضن كل الفئات دون إقصاء احد لأجل آخر ولكن بشرط أن تكون بعقل الأمة الديمقراطية لا عقلية المرأة الكلاسيكية التي تسير بحسب خصائص الذهنية السلطوية الاستبدادية لهذا فالمرأة قادرة على لعب دور توازن حياة وتوجيهها نحو محبة وعادلة ومساواة، لهذا فتأسيس مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا والكثير من التنظيمات النسائية التي تلعب دور لا يمكن الاستهانة به وما مؤتمر المرأة الكردية إلا دليل واضح على خطوات في مسيرة الحرية والتخلص من مخلفات كلاسيكية قديمة.
فمؤتمر المرأة الكردية الوطنية يعني النضال ضد الاستبداد والعنصرية وروح التشتت التي زرعها العدو خلال مئات السنين والثقة التي وصلت اليها المرأة حيث خرجت من المؤتمر بقرارات تؤكد على الوحدة وخاصية المرأة التي تستطيع أن تكون ريادية في كافة المجالات وتجعل ثقافة المرأة الكردية التي هي من منهل الثقافة الشرفية الأم الإلهة خلال تاريخ المجتمعي اعتماداً وذلك بترسيخ ثقافة الأمة الديمقراطية التي توحد شعوب المنطقة والمرأة الكردية معاً تحت شعار "المرأة الحياة الحرية".
كما أنها تأخذ مبدأ التدريب وعلم المرأة الجنولوجيا ذلك لأن المرأة الكردية أثبتت من خلال نضالها الدؤوب أن المرأة التي تتحمل كل أعباء الحياة فهذا علماً لا يضاهيه علم بكافة مجالات الحياة وذلك بحياة تشاركية ندية ونضال ضد كافة العقبات التي تقف أمام المرأة وتأخذ مبدأ الحرية وحماية كافة المنجزات التي حققتها المرأة خلال المرحلة التي مرت بها سوريا من الأزمات والتحديات وطورت كافة المجالات من الاقتصاد الخاص بالمرأة إلى الدبلوماسية وعملت على حل القضية الكردية، والأزمات التي تعيشها سوريا لتصبح بذلك ضمان مشروع الأمة الديمقراطية والاتحاد مع كافة النساء من المكونات الأخرى.
كما شاركت في المجالات العسكرية الداخلية وضد الهجمات الخارجية التي حطمت كافة موزين العقلية الرجعية الكلاسيكية لتصبح بذلك نموذجاً لكافة النساء في الشرق الأوسط والعالم ذلك لأن النموذج الذي تعمل به المرأة الكردية هو نموذج يحتوي في داخله شكلاً من النضال يعبر عن الروح الوطنية ومفعم بالحب والأمل والمستقبل المشرق الذي لا يقبل الاستغلال والاستبداد بل يأخذ مبدأ الأمة الديمقراطية كأساس له، وهذه هي روح المرأة التي بنتها الأمهات الإلهات خلال التاريخ الاجتماعي منذ عصور والتي تم استهدافها من قبل ذهنية السلطة الذكورية كم بينت أعلاه ولكن مؤتمر ستار عمل بشكل فعال أمام كافة التحديات وضحى في سبيل ذلك بجهد النساء سواء في الساحات العسكرية أو الدبلوماسية أو السياسية والاجتماعية و بالإصرار والقرار الصارم في فلسفته ومبادئه بأيديولوجية تحرير المرأة عبر تمثيلها لنهج "المرأة الحياة الحرية " التي تعتبر النموذج الأمثل للأمة الديمقراطية.