اللقاء التشاوري الثاني لشبكة النساء العربيات يسلط الضوء على معاناة نساء غزة
دعت المشاركات في اللقاء التشاوري الثاني الذي نظمه منتدى مناهضة المرأة في فلسطين مع شبكة النساء العربيات، إلى تسليط الضوء على معاناة النساء في غزة، وسط الهجمات المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ أكدت حقوقيات وناشطات خلال لقاء تشاوري ضرورة التركيز على مشاكل ومعاناة وقصص النساء في غزة، ودعمهن، وتكثيف حملات الدعم والمناصرة للشعب الفلسطيني.
نظم منتدى مناهضة العنف ضد المرأة، لقاءه التشاوري الثاني على منصة التواصل الاجتماعي الزوم، أمس الاثنين 6 تشرين الثاني/نوفمبر، بمشاركة قرابة 50 حقوقية وناشطة من الجمعيات المدنية والنسوية من (فلسطين، تونس، الأردن، لبنان، ليبيا، مصر، الجزائر، المغرب، الكويت).
ودعت المديرة العامة لمركز المرأة للإرشاد القانوي والاجتماعي للنساء الفلسطينيات رندة سنيورة إلى "توضيح القضية الفلسطينية للعالم، وبأن الشعب الفلسطيني شرد من أرضه واغتصب حقه، هدفنا إصدار وثيقة لمجلس الأمن والمنظمات الدولية وخصوصاً التي تضم نساء الشرق الأوسط، وتقديمها للسفارات الغربية، ومخاطبة المجتمع المدني والمنظمات العالمية، بالإضافة إلى الاتجاه إلى الإعلام، لتسليط الضوء على التحركات والوقفات كلٌ في منطقته وضمن المجتمعات المدنية النسوية".
وأشارت إلى أن استمرار المظاهرات في المجتمع المدني تلفت انظار العالم، بحيث تكون هناك وقفات يومية في الدول العربية والغربية، كما أن هناك دول أخرى مثل الصين وأمريكا اللاتينية والهند، مستعدة للاستماع ولا تخضع للتأثيرات الإسرائيلية، كما ندعو لحركة مدنية كبيرة على المستوى الدولي، وتقديم وثيقة مشتركة للبرلمانات في العالم دون استثناء".
من جهتها أوضحت رئيسة منظمة "معها لحقوق المرأة" من ليبيا غالية الساسي إلى "ضرورة الاتجاه إلى شبكات في شرق آسيا وأمريكا، لخلق تحالفات مع شبكات وتحالفات كبيرة ليكون هناك ضغط شعبي عالمي وليس عربي فقط، وخصوصاً الحكومات التي تمول هذه الحرب، أضافة إلى العمل مع الحركات التحررية الموجودة في هذه الدول، خاصةً مع الانتخابات المرتقبة في الولايات المتحدة وبريطانيا في عام 2024، والتي تعتبر من أكبر الدول الداعمة لإسرائيل".
وقالت الناشطة السياسية فاطمة خفاجة من مصر أن "اللجنة المصرية لدعم الشعب الفلسطيني، زادت عدد أعضائها وقد ركزنا على ثلاثة خطوات، فقد قرر 100 منا الذهاب الى رفح بدون موافقة أمنية، لتقديم المساعدات لأهالي غزة، وقمنا برفع قضية لإلغاء اتفاقية كامب ديفيد، وكانت الجلسة الأولى اليوم في 6 تشرين الثاني"، لافتةً إلى أن الخطة الثالثة كانت قيام وزارة التعليم في مصر بإعفاء معظم الطالبات الفلسطينيات في مصر من المصاريف الجامعية.
ورأت عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ريما نزال أنه "في الفترة الأخيرة، تحسن الوضع لجهة التأييد وتغيير الصورة، حيث قامت العديد من الشخصيات العامة والمؤثرة بحملات لدعم النساء في غزة، ولوقف الهجمات المستمرة".
من جهتها، دعت حنين زيدان من جمعية تنمية المرأة الريفية من فلسطين للعمل بالتوصيات التي دعا إليها اللقاء التشاوري الأول "الوقوف والاعتصام أمام مكاتب الأمم المتحدة في الدول العربية وأمام السفارات الإسرائيلية، والمطالبة بإغلاقها وسحب السفارات، وتفعيل وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها، واستغلال انعقاد القمة العربية الطارئة في 11 تشرين الثاني، عبر وقفات لدعم التأثير على الحكام".
وقالت الناشطة الحقوقية والسياسية الدكتورة جوزيفين زغيب من لبنان ضمن التوصيات" يجب ألا ننسى ما يحدث في جنوب لبنان، بالأمس فقدنا ثلاث فتيات وجدتهن جراء القصف الإسرائيلي، تتزايد الأحداث مع الوقت، وهناك حركة نزوح كبيرة تحدث وصلت إلى أكثر من 100 ألف نسمة في الجنوب".
وأوضحت أنه يجب التركيز على موضوع النساء اللواتي تعانين من عدم القدرة على متابعة حملهن، والوصول إلى أطفالهن، والتركيز على مشاكل ومعاناة وقصص النساء والخروج ببيان نسوي يؤكد التضامن الموجود في هذا اللقاء وما يحدث على الأرض، ومنها المظاهرة في واشنطن والتي شكلت النساء فيها نسبة 50% وكن في المقدمة، مؤكدةً أنهن قمن بزيارة معظم السفارات ومنها روسيا والصين وإرسال رسائل بريدية إلى منظمات الأمم المتحدة.
من جهتها أكدت الناشطة الحقوقية والشاعرة شيماء عيسى من تونس على ضرورة أن "تركز تحركاتنا على حاجة وسمة جندرية، بهدف تقديم المساعدة الخاصة بالنساء، وأن يتم إقامة تحرك في نفس الوقت باسم الشبكة العربية في كل البلدان العربية، وأن تكون شعاراتها ومطالبها موحدة، للفت النظر إلى معاناة نساء غزة".
ودعت يسرى سلطان من التحالف الإقليمي للمدافعات عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مصر إلى ضرورة الحصول على "معلومات حول المانحين الذين هددوا بوقف التمويل، وإرسال وثيقة موقعة من جميع مؤسسات المجتمع المدني إلى هؤلاء المانحين، والتعبير عن موقف موحد حول هذه القضية، ومراسلات لمراجعة مواقفهم، ثم إصدار بيان مشترك بين كافة المنظمات العربية ينشر على الإعلام الغربي والعربي، وفيه فضح لازدواجية المعايير وخصوصا لجهة حقوق الإنسان".
من جهتها قالت الناشطة اللبنانية فرح أبي مرشد من نون التضامن إلى ضرورة "مراقبة التقارير التي تصدرها المنظمات لواقع الأوضاع في غزة"، لافتةً إلى أن حادثة مقتل الفتيات في لبنان أمس لم تلقى أي رود فعل حتى منظمة اليونيسف لم تذكر الفاعل.
وأضافت زويا روحانا "نحاول عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بمنظمة كفى، تسليط الضوء على معاناة النساء في غزة، ولكننا بحاجة لمعطيات من الأرض لنقوم بنشرها، وخصوصاً وأن معظم بياناتنا من وسائل الإعلام".
ولفتت مديرة مؤسسة مفتاح الدكتورة تحرير عراج إلى أن "هناك تجذر ووضوح للجوانب المختلفة التي طرحت في هذا اللقاء، ومن جهتنا رفضنا التوقيع على العديد من البيانات الصادرة من منظمات عالمية مثل اوكسفام وكير، لأن هناك مساواة بين المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، والحقيقة فإن شعبنا يباد"، مطالبةً بتقديم مساءلة من قبل الكثير من المنظمات الفلسطينية للمنظمات الدولية التي تنتمي لدول تشرعن هذه الهجمات، ومخالفاتها في مجال منظومة حقوق الإنسان التي يعملون بها، ومن الناحية السياسية لجهة عدالة القضية كقضية فلسطينية.
وأوضحت أنه "يجب جمع أدلة حول كيفية اختراق وتجاوز القانون الإنساني والدولي، والدفع لاتخاذ عقوبات على إسرائيل كونها كيان محتل، بالتعاون والشراكة مع منظمات المجتمع المدني بكافة الأدلة والوثائق والسرديات الحقيقية"، لافتةً إلى أنه على المنظمات الفلسطينية في رفح إجراء مؤتمر صحفي أمام المعبر لتوصيل معاناة الشعب في غزة.
وأشارت رئيسة المنتدى العربي للتربية المستدامة سهام نجم من مصر إلى انعقاد "مؤتمر دولي من خلال المبادرة العربية لنصرة أهالي غزة، وتسليط الضوء على المعاناة التي تم طمسها من قبل الإعلام، حيث ستشارك شبكات غير حكومية في جميع أنحاء العالم وأكثر من 750 منظمة على مستوى العالم".
وأختتم اللقاء بعدة توصيات منها التركيز على قضايا النساء والجندرة في البيانات والوثائق، وإنشاء لجنة مصغرة لصياغة بيان مشترك للإضاءة على هذه القضايا، وأن تكون الفلسطينيات جزء من هذه اللجنة، وتقديمها للسفارات بعد توقيعها من قبل المنظمات العربية، وإصدار الشعارات لوقف التطبيع مع إسرائيل من قبل الدول العربية كأداة للضغط عليها، ولحشد الشارع العربي لرفع الصوت، وعرض واقع النساء والأطفال في غزة بكل الوسائل المتاحة.
إضافةً إلى التأكيد على شعار أهمية انهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية، ورفض ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى أي مكان آخر، والتطرق لبعض القصص الخاصة والعامة والقضايا لإثارتها، ومنها قضايا النساء اللواتي غادرن غزة للعلاج ولم تتمكن من العودة إلى غزة، وكيفية مساهمة الشعب العربي في القضية، ومنها التنسيق مع الطلبة بالجامعات واللجان العمالية والمنظمات الأخرى لموقف عربي مدني لوقف الهجمات.
وشملت التوصيات أيضاً إطلاق نداء عام لمقاطعة المنتوجات الأمريكية التي تدعم إسرائيل، وإنشاء لجنة متابعة لهذه القضايا على أن تكون في كل بلد لجنة مصغرة للتنسيق مع اللجنة الرئيسية، وصياغة مذكرة مشتركة من كل المنظمات العربية للمنظمات الدولية، والإضاءة على ما يحصل في الجنوب اللبناني من تعديات.