اللقاء التشاوري الثالث يدعو إلى توحيد الفعاليات النسوية للتضامن مع غزة

عُقد اللقاء التشاوري الثالث للشبكات العربية، من أجل الاتفاق على فعاليات نسوية مشتركة تتزامن بالشعارات والتواريخ أمام المنظمات والمؤسسات والسفارات في كافة الدول العربية، للتنديد بالجرائ

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ بهدف التنسيق لنشاط مشترك يشمل المنظمات النسوية في المنطقة العربية ضمن أنشطة حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، دعا منتدى مناهضة العنف ضد المرأة للحضور والمشاركة في اللقاء التشاوري الثالث للشبكات والائتلافات العربية عبر تطبيق زووم.

شددت حقوقيات وناشطات خلال اللقاء التشاوري الثالث الذي عُقد، أمس السبت 18 تشرين الثاني/نوفمبر، بحضور نساءً من دول عدة، على ضرورة تكثيف التواصل بين المنظمات النسوية الفلسطينية وغيرها من الدول، وإنشاء لجنة مصغرة تضم منتدى مناهضة العنف ضد المرأة وممثلة من كل دولة لتنظيم التحركات والاعتصامات وحملات دعم ومناصرة للشعب الفلسطيني خصوصاً يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 من الشهر الجاري، فضلاً عن وقفات يومية خلال حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة.

وفي مداخلة لمديرة جمعية المرأة العاملة الفلسطينية، آمال خريشة، أشارت إلى أنه "حتى على صعيد الحكومات فقد كان هناك تغييرات، فلأول مرة رؤساء من أميركا اللاتينية، ويتبعون الليبرالية الجديدة، وصفوا ما تمارسه إسرائيل بالإرهاب، وأنه يجب على هذه الحكومة أن تحترم القانون الدولي حيث أسفر القصف المستمر منذ أكثر من شهر عن مقتل ما لا يقل عن 12 ألف فلسطيني جلهم من الأطفال والنساء، وكذلك الأمر بالنسبة لأعضاء في برلمانات عدة وشخصيات سياسية ومؤثرة على صعيد العالم، وسط تغاض من حكومات وشخصيات عربية عن هذا الإرهاب".

واقترحت أن "يكون يوم التضامن في 29 من الشهر الجاري، ضمن إطار جديد مع تحفظ في المدى والعمق والتاريخ والجغرافيا لدلالات ومحتوى الحملة، وأن تكون الحملة ضمن نشاط أجندة المرأة والسلام والأمن 1325".

ودعت آمال خريشة إلى أن تكون هناك شعارات موحدة للوقفات الإعلامية تتعلق بوقف التهجير والإبادة الجماعية وفتح ممرات إنسانية وغيرها، وأن تتم التغطية الإعلامية لهذه الوقفات وأن تتحول المطالب إلى عاصفة وسوم "هاشتاغ"، في وقت معين، وفقاً لتحديد اللجنة المنظمة لتنضوي تحت مبادرة الائتلافات العربية، وأن يصدر بيان شديد اللهجة وموقف تاريخي نسوي لتسريع الأمور نحو إنقاذ الشعب الفلسطيني.

وشكرت منسقة منتدى مناهضة العنف ضد المرأة صباح سلامة الحضور، ووضعت الجميع في سياق اللقاءين السابقين، باعتباره اللقاء الثالث عبر "تشكيل لجنة متابعة وفكرة اللقاء والتشاور حول اقتراح تنفيذ نشاط مشترك عربي إقليمي، يوم 29 تشرين الثاني وهو يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، وأن تكون هناك رسائل موحدة، وحملات للتضامن ورفع الصوت الموحد بحق الجرائم المرتكبة وخصوصاً بحق النساء والأطفال، والعديد من الأفكار المتعلقة بالحراك النسوي في كافة المناطق العربية".

من جانبها، أوضحت المديرة العامة لمركز المرأة للإرشاد القانوي والاجتماعي للنساء الفلسطينيات رندة سنيورة أن "هذا اليوم بالأساس للتعبير عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية بأصوات النساء في المنطقة العربية في وقت واحد بوقفات تضامنية مع الشعب في غزة، ولن يتم التطرق للعنف ضد المرأة، حيث تم تخصيص حملة هذا العام للتحدث حول الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وجرائم الإبادة والتطهير العرقي والمجازر المرتكبة ضد المدنيين وخصوصاً الأطفال والنساء".

وقالت الممثلة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجلس الدولي في الرابطة النسائية الدولية للسلام والحرية شيرين الجردي "ندرك كم الوجع والظلم الذي يتخطى العنف ضد النساء وحملة الـ 16 يوم، وأهمية أن يتم إرسال رسالة موحدة من النساء العربيات حول بناء الدولة والعنصرية والأسلحة وانعكاساتها على النساء، والقوانين الدولية وعدم احترامها من قبل إسرائيل، وأن يكون ضمن إطار العنف ضد النساء وفلسطين، وأن يتم جذب الأصوات النسائية العالمية لدعم القضية الفلسطينية، لتكون قضيتهن أيضاً، وأن يخصص عناوين لكل يوم خلال هذه الفترة".

وأشارت إلى أن "الشبكة العربية أسست مجموعة قصص خلال الـ 16 يوم مستوحاة من قصص النساء في غزة ومنهن صحفيات ويومياتهن، وهذه الرسالة ستصل عبر المشاركة في قمة المناخ بدبي، وسيكون هناك مداخلات وسيتم طرح قضايا يتم التوافق معها خلال المجموعة المشاركة في هذا اللقاء".

بدورها قالت المحامية ابتسام بحيح من بنغازي "العنف ضد المرأة يمكن أن يكون متزامناً مع ما تتعرض له النساء في قطاع غزة تحديداً ونساء فلسطين عامة، وأن تتخطى يوم أو يومين خلال الحملة إلى أسبوع وأكثر، حيث يتم تناول مسألة معينة في كل يوم، وأن يتم بث رسائل وشعارات إلى الجهات الدولية، ومنها يوم حول الشهادات الحية لما تعرضت وتتعرض له المرأة في القطاع والضفة، وهناك توجه من قبل بعض النقابات والمحامين لرفع الدعاوى القضائية بهدف تحييد النساء من العنف، وحملات مناصرة شاملة من قبل المنظمات النسوية".

وأكدت نائبة رئيسة الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب عاطفة تمجردين على "التضامن مع الشعب الفلسطيني، وأن القضية أكبر من حملة الـ 16 يوماً، باعتبار الشعار بالاستثمار في مناهضة العنف، والمتعلق بالتمويل والوقاية الخ، كون هذه القضية أكبر من شعارات الأمم المتحدة، وأن تتجه الجمعيات إلى بلاغات تتعلق بما يتعرض له الشعب الفلسطيني، خصوصاً وأنه عنف سياسي يتعلق بالإبادة وقتل الأطفال والنساء".

من جانبها دعت رئيسة المنتدى العربي للتربية المستدامة سهام نجم إلى "استثمار أي مناسبة لإيصال الصوت النسوي ليس في المنطقة العربية فحسب بل حول العالم، والعمل على تحديد الأهداف، ورفع شعار حيوي يمكن العمل عليه وأن يكتسح المنطقة العربية والعالم، واستثمار الشبكات العالمية من تربية وتعليم وبيئة وبشكل متكامل"، مؤكدة على "أهمية التواصل لإحياء القضية الفلسطينية والشعور العالمي، ومنها منظمة نيلسون مانديلا بالتعاون مع منظمة حق العودة، والتي تخطط لفعالية كبيرة لدعم غزة في 5 كانون الأول المقبل، ومن المهم التواصل والتنسيق مع المنظمين، لبيان مشترك من قبل النساء في هذه المناسبة".

وأشارت الناشطة السياسية فاطمة خفاجي، من مصر، إلى أن "مؤتمر المناخ وغيره من المؤتمرات العالمية هو مؤتمر حكومات للتفاوض حول الخسائر والأضرار الناتجة عن تغير المناخ، وخصوصاً من دول الشمال، وهناك مجتمع مدني ضمن فعاليات ومظاهرات تندد بالاحتلال الإسرائيلي والإبادة، والمقاطعة من قبل مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني من كل العالم والمناصرة للقضية الفلسطينية لرفع الصوت، ولديهم خطاب ينتقد ما يحدث خلال مشاركتهم الحكومات".

وقد تم الاتفاق على تأسيس لجنة مصغرة من عضوات من كافة الدول العربية، لتنسيق الجهود خلال الفترة القادمة ضمن حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، وخصوصاً يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أي يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.