الكومين عماد المجتمع

أكدت عضوات والرئيسات المشتركات والإداريات اللواتي تعملن في الكومينات، أن الكومين هو أساس تنظيم ومساندة وتطوير الشعب على جميع الأصعدة.

روناهي نودا وعبير محمد

قامشلو ـ الكومين هو عماد المجتمع، ومن خلاله تقدم الخدمات الضرورية ويتم حل مشاكل المجتمع، ومن خلال الكومين يتم تحقيق المساواة بين الجنسين وأفراد المجتمع كافة.

في اجتماع الكومينات، يتم طرح أوضاع ومطالب الناس واحتياجاتهم ويحدث الإبداع، عندما ينظم الكومين نفسه، تقل المشاكل التي يواجهها المجتمع أيضاً.

 

تعزيز التشاركية

يقول القائد عبد الله أوجلان في مرافعته الخامسة عن الكومينات "يمكن للأفراد والمواطنين في الأمة الديمقراطية أن يكونوا أحراراً طالما أنهم تشاركيون فالفرد الحر هو شخصية مزيفة وفردانية بنتها الرأسمالية ضد المجتمع وهي في مرحلة العبودية المتقدمة. الأمة الديمقراطية هي ضد الفردية وترى نفسها في المجتمع الحر التشاركي. لها مكانتها على أعلى مستوى وهي بشكل عام أساس الحياة. نعني بالكومينات مجموعات من الأشخاص الناشطين في جميع مجالات المجتمع. لذلك، يجب على كل قرية أن تبني كومينات حسب الظروف الحالية، وصولاً إلى الضواحي والمدن. أيضاً، يمكن للكومين أن يثبت نفسه في التعاونيات والمصانع والجمعيات أو المؤسسات المدنية. في الوقت نفسه، يمكن إنشاؤه في جميع مجالات الحياة مثل التعليم والثقافة والفن والعلوم. إذا حدث هذا، يمكن للمرء أن يطلق عليه نظام تشاركي ديمقراطي".

 

الكومين مثال للمجتمع المنظم

حاول أهالي شمال وشرق سوريا تطوير الكومينات، لأن الكومينات هي مثال للمجتمع المنظم. نشأت الكومينات في قرى وأحياء ومدن شمال وشرق سوريا، ومهمتها الأساسية تنظيم المجتمع على أساس الأمة الديمقراطية والحرية والمساواة والعدالة. في كل حي يساهم الكومين في تقديم الخدمات والوقود والغاز والنظافة وتقديم المساعدات المادية والمعنوية للأهالي. يدافع أهالي شمال وشرق سوريا عن حقوقهم من خلال الكومينات. على أراضي شمال وشرق سوريا، يمكن للناس إدارة أنفسهم وتنظيم مجتمعهم بفضل الكومينات.

 

توجد كومينات في جميع أنحاء قامشلو

هناك 102 كومين في مقاطعة قامشلو بشمال وشرق سوريا، وفي البلدات التابعة لمدينة قامشلو، وفي عام 2011 نظمت الكومينات نفسها في بيت الشعب، بعد إنشاء مجلس الشعب عام 2016 أصبحت الكومينات تابعة لمجلس الشعب. حيث يشرف المجلس الكومينات وتنظيمها ينظم الكومين نفسه على 8 أسس رئيسية هي الاقتصاد والدفاع والصحة والثقافة والفن والتعليم والمرأة والقوى الجوهرية والشباب.

وحول ذا الموضوع، عبرت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب بمقاطعة قامشلو حورية شمدين عن رأيها في إنشاء الكومينات ودورها في تنظيم المجتمع "بفضل أفكار القائد أوجلان وفلسفته، تم تنظيم الكومينات في روج آفا. في البداية كان الكومين يتبع لدار الشعب، بعد أن تم تنظيم مجلس الشعب، وأصبحت الكومينات تتبع لهم. جميع مدن شمال وشرق سوريا لديها نظام تشاركي حيث يدير الأهالي أنفسهم. يشكل الكومين أيضاً لجانه وتنظيمه الخاص به، ويتكون الكومين من 8 لجان، ما نسعى له من خلال تشكيل الكومينات هو أن يتمكن الأهالي من حل مشاكلهم والتوصل إلى مشاريعهم الخاصة. تساعد هذه اللجان الثماني الكومينات في تلبية احتياجات الأهالي".

وأوضحت أنهم في مجلس الشعب يقومون بكل ما يقع على عاتقهم من أجل الكومينات "عندما لا يتم حل المشكلة يحولها الكومين إلى مجلس الشعب ويتعامل المجلس مع هذه المشكلة. كانت الكومينات التي تم إنشاؤها هي التجربة الأولى، بالطبع ستكون هناك بعض المشاكل، بسبب الذهنية السائدة منذ سنوات، وكانت تلك الذهنية مبنية على السلطة وليس على الشعب. نأمل أن يؤسس شعبنا كومينات ويبني روح التشاركية في حياتهم ومجتمعاتهم. الكومين هو مكان القرار وأساسه الشعب لذلك نحن كمجلس الشعب نأخذ شعبنا أساساً وهدفنا النجاح في هذا المشروع".

 

"تأسس كومين الشهيد برخدان"

حليمة سليمان حاجي من حي الغربي بمقاطعة قامشلو وعضوة في كومين الشهيد برخدان، والتي سمي الكومين على اسم ابنها الشهيد وهي مشاركة في الكومين في لجنة الصلح، وعن الكومين تقول "في الكومين، نفعل ما في وسعنا. ندير جميع الأنشطة مثل المسيرات والاحتفالات والدورات التدريبية. نقوم بكل العمل فيما بيننا، وكان كوميننا ناجحا للغاية. تأسس كومين الشهيد برخدان عام 2011، ومنذ يوم تأسيسه، يدير العديد من المشاريع الناجحة حتى الآن. نقوم بالكثير من العمل الكومينالي في المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، نقوم بتوزيع المساعدات والوقود والغاز على المجتمع. أنا أشارك في لجنة الصلح، ومهما كانت المشاكل التي تواجهنا، فإننا نحلها. عندما لا تحل مشكلة نرفعها إلى مجلس الحي".

وأوضحت أن الانضمام إلى الكومين تطوعي وأن معظم أعضاء الكومين هم من النساء "الكومين هو مكان الحل، لذلك يلجأ الناس إلى الكومين ويحلون جميع مشاكلهم هناك، ويوجد فيه نظام للرئاسة المشتركة والأرشيف والصلح، وكلهم يركزون على عملهم ويخدمون المجتمع. يمكن لأي شخص في المجتمع أن يصبح عضواً لدينا. الأشخاص الذين يشاركون في الكومين، يتطوعون ويخدمون مجتمعهم. دور المرأة في الكومين مهم للغاية ومعظم الذين يشاركون في الكومين هم من النساء. الآن لدينا في لجنة الصلح أربع نساء ورجل".

 

"الكومين هو الشعب، والشعب هو الكومين"

بدورها قالت الرئيسة المشتركة لكومين الشهيد علي في الحي السياحي بمقاطعة قامشلو شاها أمين هساري "نخدم المجتمع في الحي ونركز على ما هو مطلوب، وننجز الكثير من المعاملات الخاصة بالمنازل والسيارات والدراجات النارية وإذا كانت هناك أي مشاكل خدمة في الأحياء، فإننا نقدم المعلومات إلى البلدية العامة وبالتالي يتم حلها. الكومين في الأساس هو للشعب، لذا مهما كان ما يريده الشعب، فنحن نخدم الكومين ونخدم شعبنا. نعمل في الكومين الآن بشكل تطوعي".

واعتبرت إنشاء الكومينات فرصة عظيمة للأهالي، وقالت إن الكومين هو الشعب والشعب هو الكومين "أعمل في الكومين منذ أربع سنوات، كانت تجربة جيدة أن يعرف المرء مشاكل واحتياجات وضغوطات وصعوبات شعبه ونلبي كل ما يحتاجه. عندما يأتي الناس إلى الكومين وحل احتياجاتهم، فإنهم يشعرون أنهم ينتمون إلى الكومين. عندما اندلعت ثورة روج آفا، أصبحت جميع الإدارات الرسمية للشعب وتم حل المشكلات القائمة بسرعة".

 

"توجد ديمقراطية في الكومينات"

ولفتت شاها أمين هساري إلى دور ومهمة الرئاسة المشتركة في الكومينات "نقول الرئاسة المشتركة هذا يعني الوحدة. الرجال والنساء يعملون على قدم المساواة، ولا يوجد فرق بين الجنسين وهناك ديمقراطية. كل شخص يستخدم قلمه لشعبه. عندما لا يكون أحد الرؤساء المشتركين حاضراً، سيتولى الرئيس المشترك الآخر العمل ولن يُترك العمل بدون إنجاز. إذا لم يكن هناك كومين، فسيحدث ارتباك ولن يعرف الناس إلى أين يتجهون".

وفي ختام حديثها قالت شاها أمين هساري "نأمل أن يتطور الكومين أكثر ويتوسع. كما نأمل أن يحل شعبنا جميع مشاكلهم في الكومينات. آلاف الشهداء ضحوا بأرواحهم لبناء نظامنا اليوم. كان الكومين رغبة الشعب ورغبة تنظيمنا، وسنبذل المزيد من العمل لتعزيز كوميننا".