الكوليرا تفتك بالسودان... أكثر من 2500 وفاة ومئة ألف حالة اشتباه
يشهد السودان تفشياً غير مسبوق لوباء الكوليرا، أودى بحياة أكثر من 2500 شخص، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية وتفاقم الأوضاع الإنسانية، في الوقت الذي حذرت فيه المنظمات الدولية من انتشار المرض على نطاق واسع.

مركز الأخبار ـ أدت التحديات الشديدة التي يواجهها سكان السودان نتيجة استمرار النزاع وتدمير البنى التحتية ونقص في الموارد الأساسية في العثور على المياه النظيفة والغذاء، في انتشار الكوليرا بسهولة.
أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الخميس 18أيلول/ٍسبتمبر، في بيان لها أن عدد الوفيات بمرض الكوليرا في السودان بلغ 2500 شخص، في الوقت الذي تم تسجيل أكثر من 100 ألف حالة اشتباه بها في جميع أنحاء البلاد، وفقاً لإحصائيات وزارة الصحة السودانية.
وقال رئيس عمليات اللجنة الدولية في السودان، إن البلاد تواجه أسوأ تفش للكوليرا في السنوات الأخيرة، مضيفاً أن الأوضاع الصحية تتفاقم في ظل النزاع المستمر لأكثر من عامين، والذي أدى إلى تدمير البنية التحتية وحرمان ملايين الأشخاص من الوصول إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية والخدمات الأساسية.
وأشار إلى أن الأوضاع لا تزال ملحة مع استمرار موسم الأمطار مما يزيد من خطر ظهور حالات جديدة من الكوليرا، مؤكداً أن سرعة التحرك والتنسيق يشكلان ضرورة بالغة، بعد أن بات المرض ينتشر بسرعة.
ولفتت اللجنة إلى أن النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع دمر البنية التحتية الحيوية التي توفر الموارد الأساسية مثل المياه والكهرباء وتسببت بتوقف ما يقدر بنحو 80% من المرافق الصحية عن العمل.
ودعت اللجنة أطراف النزاع على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية الأساسية التي تشكل أهمية للسكان وضمان بقائهم على قيد الحياة، مشيرةً إلى أنه منذ اندلاع النزاع نزح أكثر من 12 مليون شخص داخل البلاد وأكثر من 3 مليون لاجئ في البلدان المجاورة.
بدورها أعلنت المنسقية العامة للاجئين والنازحين في دارفور، أن عدد ضحايا الكوليرا في أربعة إقليم ارتفع إلى 509 وفيات، في حين بلغ مجموع الحالات المصابة منذ تفشّي المرض نحو 12 ألف، في حين أفاد المتحدث باسم المنسقية إن المرض انتشر بشكل أسرع وعلى نطاق واسع في معظم ولايات إقليم دارفور، لا سيما في مخيمات النزوح وفي ظل نقص كبير بالإمدادات الطبية والمحاليل الوريدية.
كما دعت المنسقية في بيان لها، ممثلي منظمة الصحة العالمية بتوسيع نطاق تدخلهم لمواجهة الأوضاع الصحية والإنسانية الحرجة، والعمل للقضاء على وباء الكوليرا، إلى جانب أمراض أخرى مثل الملاريا وسوء التغذية الناتجة عن الجوع، والتي تفاقمت بفعل النزاع المستمر في البلاد وعلى الرغم من هذه الجهود لا تزال التحديات قائمة في ظل الارتفاع غير المسبوق في معدلات الإصابة.
وبحسب تقديرات المنظمات الدولية، فأن أكثر من 15مليون شخص يعيشون في مناطق متفرقة في السودان مهددون بخطر انتقال عدوى الكوليرا.