'الهجمات على النساء ليست محض صدفة'
دعا أعضاء المنظمات غير الحكومية والتجار والنساء الذين قاموا بتقييم الهجمات الأخيرة على أماكن عيش النساء خصوصاً في آمد بشمال كردستان، إلى مزيد من التصعيد في النضال.
مدينة مامد أوغلو
آمد ـ في الشهر الماضي، تعرضت خمسة أمكان للهجوم، وسط مدينة آمد بشمال كردستان، استهدفت أنماط حياة النساء على وجه الخصوص، وفي أعقاب سياسة الإفلات من العقاب، نُفذت المزيد من الهجمات خلال الـ 48 ساعة الماضية، وأكدت النساء على أن الهجمات لم تكن محض صدفة، وأنهن لن تتركن أماكن معيشتهن ولن تفسحن المجال للخوف.
"إنهم يريدون الهيمنة على نمط حياة النساء"
ملك دمير، تاجرة من صور، لفتت إلى أن مثل هذه الهجمات أصبحت ممنهجة وتحولت إلى سياسة، "لقد قاموا بتنفيذ مشروع على النساء لفترة طويلة، يتم من خلاله التدخل في جميع جوانب حياة المرأة، بدءاً مما سترتديه إلى ما ستفعله وعدد الأطفال الذين ستلدهم، هذه بعض القوانين الأخيرة، لقد استمرت هذه السياسات لفترة طويلة".
وأضافت "في الآونة الأخيرة، تم طرح سياسات جدية للغاية بالنسبة للنساء، وخاصة في آمد، وأصبحت هذه السياسات أيضاً منهجية لفظياً أو جسدياً، والهجمات الأخيرة هي مظهر من مظاهر هذه السياسة على أرض الواقع، كتاجرات نعمل هنا، دعونا نترك التهديد وشأنه، قبل ذلك، كنا نتعرض للتحرش حتى من خلال العيون التي تراقب ملابسنا، نحن نعلم جيداً الغرض الحقيقي من هذه السياسات التي تم تنفيذها خلال هذه العملية".
وتابعت "يريدون وضع المرأة في قفص، إنهم يريدون خلق الخوف لدى النساء وإسكاتهن عن أولئك الذين يأخذونهن ويهيمنون عليهن، ولا تختلف هذه السياسات عن السياسات التي اتبعت خلال التسعينيات، علينا أن نكون حذرين للغاية بشأن هذه الأمور أيضاً، سنواصل نحن النساء المقاومة، ونتوقع أن تستمر هذه الهجمات، ولهذا السبب يجب على كافة شرائح المدينة أن تتحد وتحاول صد هذه الهجمات، يجب ألا نترك مساحة لها أو لهذه العقلية".
"نضال المرأة الكردية مستهدف"
كما أكدت فاطمة يلدجان، عضو فرع نقابة العاملين في مجال الصحة والخدمات الاجتماعية (SES)، إن نضال المرأة الكردية كان مستهدفاً بالهجمات، مشيرةً إلى أن هناك سياسات مختلفة تجاه المرأة في تركيا وكردستان، وأشارت إلى أنه لا يمكن التعامل مع الهجمات بشكل مختلف عن سياسات الحرب الخاصة.
وتابعت "المشاكل التي سببتها هذه الهجمات ليست مشاكل اليوم، إنهم يريدون رفع صورة المرأة إلى بُعد مختلف تماماً في كردستان، كما نرى البعد الحربي الخاص، وذلك واضح في آمد، وتحدث هذه الهجمات لأن مكاسب المرأة والحركة النسائية قوية هنا".
ولفتت إلى "جميع الأنظمة الحاكمة التي جاءت إلى هنا حتى الآن هاجمت في البداية النساء، في سبيل تراجع الحركة النسائية الكردية إلى الوراء، ولكن لا يدركون أنه لدينا خبرة في التصدي لهذه الهجمات، وأبرزها النضال الذي به سنقضي على الهجمات، لن نتنازل عن مساحتنا الخاصة لهم".
"يجب اتخاذ إجراءات عقابية"
من جانبها شددت نائبة رئيس جمعية حقوق الإنسان (IHD)، سوزان محمد أوغلو على أن القضاء يجب أن يتدخل ويتخذ إجراءات عقابية ضد الهجمات، مشيرةً إلى أن مرتكبي الجرائم شجعتهم سياسة الإفلات من العقاب، وعلى جميع المنظمات غير الحكومية والأهالي الذين يعيشون في المدينة عدم التزام الصمت، "الهدف الرئيسي هنا خلق جو من الضغط والترهيب على الأهالي، إنهم يريدون إيصال رسالة مفادها "نحن هنا، وسوف نقوم بتضييق نطاق معيشتكم".
وتابعت "إنهم يريدون إظهار بطشهم بالهجمات التي أدرجوها تحت ذرائع مختلفة، كما يريدون تعميق الاستقطاب من خلال خلق صراع بين فئات المجتمع، أنهم يفعلون ذلك علناً، ولسوء الحظ فإن المسؤولين عن إنفاذ القانون لا يتخذون خطوات فعالة بشأن هذه المسألة".
وأضافت أنه "لم يتم اتخاذ أي إجراءات عقابية بشأن هذه القضية، وهذا يجعل الجناة يكتسبون المزيد من الشجاعة، إذا لم يتمكن الناس من العيش كما يريدون في منازلهم ومجتمعهم، فهذه ليست مشكلة لهؤلاء الناس فحسب، بل لنا جميعاً، يجب توجيه نداءات جدية إلى السلطة بشأن هذه القضية، وما لم يتم التدخل، فإن هذه الهجمات سوف تتزايد أكثر، مثل هذه الحوادث يجب منعها".