إلهام أحمد تؤكد على أهمية التفاوض ومشاركة الإرث والحقوق مع عموم نساء سوريا
أكدت الرئيسة المشتركة للجنة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية إلهام أحمد، على ضرورة مشاركة الإرث الذي تحقق في إقليم شمال وشرق سوريا، والحقوق التي حصلت عليها المرأة والأدوار التي لعبتها، والنقاشات التي أجريت والمستوى الحالي للتنظيم مع عموم نساء سوريا.
بيريفان إيناتجي ـ أفزم فيان
الحسكة ـ دعت الرئيسة المشتركة للجنة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية إلهام أحمد شعب إقليم شمال وشرق سوريا والأهالي في إقليم كردستان وشمال وشرق كردستان إلى القيام بواجبهم لكي تصمد هذه المقاومة، وليكونوا قادرين على التفاوض وتحديد مصيرهم.
في ظل التطورات الراهنة في سوريا، وعملية التفاوض مع جهاديي إدارة هيئة تحرير الشام، والأنشطة الدبلوماسية، واللقاءات مع القائد عبد الله أوجلان، واستمرار هجمات الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، والتحديات التي تواجهها المرأة في سوريا والشرق الأوسط، كان لوكالتنا الحوار التالي مع الرئيسة المشتركة للجنة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا إلهام أحمد.
تم الإطاحة بنظام الأسد الذي دام 61 عاماً على يد جهاديي إدارة هيئة تحرير الشام في غضون 12 يوم، وسيطرت الهيئة على دمشق وسرعان ما شكلت حكومة مؤقتة، كيف تقيمون مشهد التغيرات التي طرأت بسرعة على سوريا في الفترة الأخيرة؟
هذه التغيرات التي حدثت في سوريا كانت مهمة خاصة سقوط النظام السوري الذي استمر لأكثر من 60 عاماً وترك وراءه العديد من المشاكل الخطيرة، أولها وقبل كل شيء قضية المرأة التي كانت مشكلة عميقة جداً في المجتمع، حيث لم يضمن الدستور والمجتمع للمرأة حقوقها، لذلك ترك خلفه قضية المرأة كمشكلة متجذرة، كما ترك وراءه مشاكل الأمم والقوميات والأديان، وفي مقدمتها قضية الشعب الكردي.
وفي طابع الدولة القومية انتهك حقوق كل المكونات والطوائف وعمق روح الشوفينية داخل المجتمع، وبدلاً من أن تكمل كل ثقافة الأخرى وتعتبرها إغناء وإثراء للمجتمع، خلق بينهم العنف، ولذلك ومع انتهاء هذه السياسة كان انهيار مثل هذا النظام مهماً للشعب السوري لبدء مستقبل جديد.
ومع سقوط النظام السوري يجب أن يبنى بدلا منه نظام جديد، فالإدارة المؤقتة التي تسيير الأعمال وتتولى السلطة حالياً مستقبلها واضح، فالعالم والشعب السوري يعرفها جيداً، لذلك من المهم أن نسأل كيف سيتم تنظيم مشروع بناء سوريا المستقبل؟ وكيف سيشارك الشعب السوري في بناء سوريا؟ لأنه حتى الآن تطلق الإدارة الجديدة الوعود وتدلي بالتصريحات، فهي تريد أن تُظهر للعالم أنهم مستعدون للتغيير، ويحاولون أن يظهروا بهذه الصورة، ولكن في الواقع هل سيحدث ذلك أم لا؟ وماذا سيحدث؟ سنرى ذلك في المستقبل.
لقد كانت هناك لقاءات بين الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا وبين الحكومة الحالية، كيف كانت هذه اللقاءات؟ ما هي المواضيع التي تحدثتم عنها؟ وماهي توصيات الإدارة الذاتية ومقترحاتها لمستقبل سوريا؟ وكيف كان تقيم الحكومة المؤقتة لهيئة تحرير الشام هذا المقترح؟
لا يمكننا التحدث عما يريدون أو عما نريده، المهم في الأمر أن هناك إجماع على وحدة الأراضي السورية عدا ذلك هناك إجماع على إنشاء جيش سوري موحد، ولكن هناك اختلاف في الرأي بالنسبة لسوريا لا مركزية، نحن نقول سوريا لامركزية وهم يقولون سوريا مركزية؟ نحن نقول إن كل المشاكل التي تركها نظام البعث خلفه جاءت نتيجة نظام مركزي كان يربط كافة المجالات بنفسه، لأننا نؤمن بأن النظام اللامركزي سيعطي الحق والحرية لجميع المجتمعات.
أن المجتمع السوري مجتمع متنوع، كما إنه يحوي العديد من الديانات والمعتقدات، ويضم العديد من الثقافات واللغات، كما أن هناك قضية المرأة في المقام الأول، والعلاقة بين الرجل والمرأة مشكلة كبيرة في المجتمع السوري، لذلك يمكن لسوريا اللامركزية أن تحل كل هذه المشاكل من الداخل، لأن بناء نظام وسوريا مركزية جديدة سيمهد مرة أخرى لحرب أهلية، وستتكرر المشاكل السابقة، حتى أنها ستتعمق أكثر، وهذه المرة ستكون أكثر دموية، ولمنع إراقة الدماء ولكي تكون هناك ديمقراطية وحرية حقيقية، يجب أن تكون سوريا لا مركزية.
هل يمكن أن يتغير المشهد والوضع في سوريا إلى إدارة ديمقراطية؟
هناك آمال كثيرة في التحول الديمقراطي في سوريا، ففي الواقع هناك فرصة لتحقيق اللامركزية في سوريا، لأنه لسنوات عديدة كان هناك طوق كبير من العقوبات على البلاد، ولم تتمكن الحكومة المركزية في دمشق من إدارة جميع المناطق، أو يمكننا القول إنها لم تتمكن من أن تفرض السيطرة على كل جغرافيا سوريا بطريقة صارمة والمناطق التي بقيت خارج سيطرتها قامت بإدارة نفسها بنفسها، حتى أن هناك بعض المدن التي لا تزال كذلك حتى الآن، إنهم لا يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بدمشق، بل إنهم يديرون أنفسهم بأنفسهم.
هناك أرضية واسعة لإنشاء سوريا لامركزية، وما يتبقى أن نناقشه في الدستور هو شكلها، وكيف ستدير كل منطقة نفسها بشكل محلي، وهذا يجب أن يُناقش في الدستور وأن يتفق الشعب السوري حوله.
قوى كثيرة تريد أن يكون لها نصيب في تنمية سوريا من بينها القوى الديناميكية الرئيسية، فعندما ننظر إلى المنظور العام تأتي تركيا في المقدمة، فما هي خطة تركيا فيما يتعلق بسوريا؟
الدولة التركية تعتبر نفسها انتصرت في دمشق اليوم، وكأكبر داعم لجهاديي إدارة هيئة تحرير الشام حيث تم وضع مستشار تركي بجانب كل موظف في الوزارات السورية، لقد كانت الدولة التركية تقول إنها ستسيطر على الشمال السوري كجغرافية واليوم ترى أن سوريا كلها مفتوحة أمامها للسيطرة عليها، وكانت زيارة حقان فيدان إلى دمشق بعد الإطاحة بنظام البعث علامة على ذلك، أي أنها تقول "سأتدخل في سوريا وأنها ستكون تحت سيطرتي وإدارتي" ورغم أنها لم تدخل الأراضي السورية بشكل عسكري، إلا أن السماء السورية مفتوحة أمام تركيا، بمعنى آخر تهاجم بطائراتها وطائراتها المسيرة على مدار 24 ساعة مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، كما أنهم عينوا مستشارين لهم في مجالات أخرى، حيث يبدون آرائهم ويعطون الأوامر، بمعنى آخر وبشكل فعلي حققت الدولة التركية اليوم حلمها الذي كانت تسعى لتحقيقه منذ 500 عام أي أنها تعتبر نفسها كذلك.
أن هذه أمور خطيرة للغاية وهذا الوضع أي السيطرة على دول الجوار وإخضاعها وإضفاء طابعها، وسيطرة الولاة الأتراك على المدن السورية هو وضع خطير جداً، لذا يجب على تركيا أن تعلم أن علاقات حسن الجوار ليست كذلك، فحسن الجوار يعني احترام الشعوب المجاورة، ويجب أن تعلم أنها بهذا الشكل تنتهك سيادة الأرض السورية، وبالفعل انتهكت سيادتها وحققت حلمها، وفي هذا الصدد ينبغي لتركيا أن تعرف حدودها وتتصرف داخلها، وبهذا الشكل يمكن إقامة علاقة مع سوريا، وإذا حدث هذا فسوف نحترم ذلك ونحترم علاقة حسن الجوار بين تركيا وسوريا.
زار مؤخراً وفد برئاسة روهلات عفرين ومظلوم عبدي إقليم كردستان والتقى مع مسعود البارزاني، كيف كان صدى هذا اللقاء لدى الكرد والإدارة الذاتية؟ هل يمكنكم اطلاعنا على فحوى اللقاء؟ وهل ستكون مستمرة؟
في الواقع اللقاء الذي تم كان مهماً من حيث وحدة الرأي ووحدة الجبهة والصف الكردي، وتم مناقشة كيف سيكون مستقبل الكرد في سوريا، في هذا الصدد فإن الدعم الذي سيتم تقديمه أو دعنا نقول إن هذا الاجتماع مهد الطريق أمامنا أكثر ككرد سوريا، حول كيفية مشاركتنا في مستقبل سوريا وما هي المطالب التي سنذهب بها إلى دمشق، لقد كان اجتماعاً مهماً في هذا الشأن، وكجبهة كردية عامة دعونا نقول إنه في إقليم كردستان هناك الأحزاب الرئيسية، PDK، YNK وأيضاً حكومة إقليم كردستان إذا قدموا دعمهم للكرد في سوريا واعتبروا أنفسهم كمدافعين، فإننا نقدر ذلك ونراه مهماً جداً.
في الواقع من أجل الحل السياسي يمكن لحكومة إقليم كردستان الضغط على الأطراف التي يمكنها الاستماع إلى آرائهم، ونحن نرى أن عقد هذا اللقاء كان مهماً، ونأمل أن تكون هناك لقاءات ونقاشات أكثر شمولاً من هذا النوع في المستقبل، وعن كيفية دعم الشعب الكردي لبعضهم البعض، أرى أنه كان من المهم عقد هذا اللقاء من أجل تحقيق هذا الهدف وآمل أن تستمر في المستقبل أيضاً؟
قمتم بزيارة العديد من الدول لأغراض دبلوماسية، كيف تم استقبالكم؟ وعن ماذا تحدثتم خلال هذه الزيارات؟
مثل هذه الزيارات واللقاءات تتم دائماً، كشعب إقليم شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية نريد أن يكون لنا أصدقاء على الساحة الدولية، لقد قدم أبناء المنطقة تضحيات كبيرة في الحرب ضد داعش، كما أن دور الإدارة الذاتية وشعبها في تحديد مستقبل سوريا كان دور مهم جداً، وفي هذا السياق أردنا أن نعرف ما يفكر فيه محيطنا وما هي وجهات نظرهم، وكيف يمكن أن نكون صداقة جيدة من أجل هذا المشروع ومن أجل مستقبل شعب إقليم شمال وشرق سوريا، وكيف نلعب دوراً في سورية الجديدة، وعلى هذا الأساس أجرينا المناقشات والحوارات، ومن بينها النقاشات التي مازالت مستمرة حول التضحية التي يتم تقديمها، فتهديد داعش لا يزال مستمراً ولم يتم القضاء عليه بعد، لذلك هناك ضرورة لدعم قوات سوريا الديمقراطية، وحول كيفية تحسين هذه الأمور وجدنا نهجاً وتعاملاً إيجابياً.
في هذه المرحلة قامت المرأة بالعديد من التحضيرات والمبادرات برزت خلالها قرارات بشأن قضايا مشاركتها في عمليات صنع القرار وحقوقها في الدستور الجديد، كيف تقيمون هذه العملية التي تديرها النساء؟ ما هو الدور الذي يجب أن تلعبه في مستقبل سوريا؟
الآن في مستقبل سوريا، يجب أن يكون دور المرأة أساسياً، فإذ لم نشارك الإرث الذي تحقق في إقليم شمال وشرق سوريا، والحقوق التي حصلت عليها المرأة والأدوار التي لعبتها، والنقاشات التي أجريت والمستوى الحالي للتنظيم مع عموم نساء سوريا، أعتقد أن القوانين التي سيدرجها الدستور ستكون غير مناسبة، وهذا سوف يسبب ضرراً كبيراً، مما سيؤدي إلى تراجع مستوى المرأة. ولهذا السبب نعتبر أنه من المهم أن ترفع النساء أصواتهن وتشاركن في تشكيل المؤتمر الوطني السوري بنسبة النصف من جميع المكونات والطوائف.
يجب أن تلعب المرأة دوراً فعالاً في كتابة دستور سوريا الجديد ويجب إشراكها في صياغة المواد المتعلقة بحقوق المرأة في سوريا، كما يجب أن يتم تضمين تأثير المرأة في كتابة الدستور، وإذا لم يحصل ذلك ستعمل المجموعات التي تريد استغلال الوضع والتحكم بجسد المرأة ونشر الأفكار الجهادية وتشجيعها، وهذا نهج خطير، ولهذا السبب فإن التجربة التي حدثت في إقليم شمال وشرق سوريا، والمستوى الذي وصلت إليه المرأة، يجب أن يتم مشاركتها مع النساء الأخريات، وهذا أيضاً واجب الحركات النسائية في شمال وشرق سوريا.
في ظل الفترة الراهنة في سوريا، تعقد لقاءات بين القائد عبد الله أوجلان والسلطات في إقليم شمال كردستان، كيف تقيمون هذه اللقاءات؟
تجري اللقاءات بطرق مختلفة، والإعلام أيضاً يتحدث عنها كثيراً، في مثل هذا الوقت أعتقد أن اللقاءات تعقد في مراحل حساسة للغاية حيث يتم فيها تحديد مصير المنطقة. ليس فقط في إقليم شمال وشرق سوريا، بل يتم إعادة تحديد وتصميم مصير الشرق الأوسط، وفي هذه الأوقات عندما يتم تطوير مثل هذه المبادرات، سيكون لها تأثير على الوضع العام للكرد والمنطقة ككل، نحن نعتبر هذا أمراً مهماً وضرورياً للغاية، أنا أعتبر أنه من المهم جداً أن نكون متعمقين في معرفة الوضع الحالي، وأن نشعر ونتصرف وفقاً لذلك بمسؤولية كبيرة، وفي هذا الصدد لدى القائد عبد الله أوجلان انفتاح لتحديد وضمان مصير الكرد بشكل كامل، وعلى هذا الأساس يتم العمل على اتخاذ الخطوات المطلوبة.
كسياسية ودبلوماسية، ما هو الحل الذي تقترحونه للشرق الأوسط؟ هل تريدون هيكلًا فيدرالياً أم إذا نظرنا على نطاق أوسع تريدون النظام الكونفدرالي؟
في الواقع وضع المرأة مؤلم للغاية، ففي البلدان التي تدور فيها الحرب تعاني النساء كثيراً لأنهن غير منظمات من حيث أطفالهن، وأزواجهن، وبيوتهن، وأجسادهن، ومشاعرهن، وأفكارهن، أي من جميع النواحي، تعاني النساء كثيراً في حالات الحرب هذه، لأن النساء غير منظمات في الشرق الأوسط، في الدول الأكثر أماناً وسلمية لديها الفرصة لتنظيم وتثقيف نفسها واكتساب الإرادة، ولكن من المؤسف أن النساء لا تفكرن بذلك، وتعتقدن أن بلدانهن ستبقى كما هي وستستمر على هذا النحو، ولكن الأمر ليس كذلك، إن تصميم وخارطة الشرق الأوسط تتغير، الآن تمر دولة تلو الأخرى بأزمات وبعد هذه الأزمة تبدأ الحروب، وبعد هذه الحروب تولد تصميمات وخرائط جديدة، وإلى أن يحدث ذلك تمر سنوات ونواجه الكثير من الألم والمعاناة، عندما تكون النساء منظمات، لا تواجهن الكثير من المعاناة والآلام، لماذا؟ لأن هناك منظمة وهذه المنظمة تقوم بحماية هؤلاء النساء.
أن النساء تحمين أنفسهن من خلال التنظيم، ويجب أن تدركن أن الحرب الدائرة في سوريا اليوم لن تقتصر على سوريا فقط، وستنتشر في العديد من البلدان، كما حدث في فلسطين ولبنان واليمن والعراق سابقاً عاشت في حالة حرب لسنوات عديدة، كما أن إيران الآن في حالة حرب، وتمر تركيا بأزمة خطيرة للغاية ولهذا السبب، يجب على النساء أن تنظرن إلى المنطقة بهذه المنظور وأن تتمكن من تنظيم أنفسهن في كافة المجالات، لتكن قادرات على اتخاذ الاحتياطات والتدابير اللازمة ضد هذه التغيرات والتطورات، وليكون لديها استعدادات واتحاد واتفاق نسائي في أي بلد كان، لأنه كلما زاد التضامن والتواصل والعلاقات والتعلم من تجارب بعضهن البعض، كلما تمكنت النساء بشكل أسرع من حماية أنفسهن، وعلى هذا الأساس فإن المطلوب هو خوض النضال في المجال الدستوري في جميع البلدان، وأينما وجدت النساء يجب أن تضعن مسألة الحقوق الدستورية على جدول أعمالهن، وتعملن بشكل جاد من أجل تحصيل حقوقهن وتنظيم أنفسهن.
في إقليم شمال وشرق سوريا التي دخلت عامها الثالث عشر من الثورة، هناك مقاومة كبيرة ضد هجمات الدولة التركية، كيف تقيمون هذه الاعتداءات على ثورة المرأة والمقاومة الشعبية؟
من ناحية تتحدث الدولة التركية عن مرحلة جديدة وتقول إن القائد عبد الله أوجلان سيخرج ويدلي بتصريح ويعرب عن مطالبه ويقولون إن تركيا ستدخل مرحلة جديدة، وتتحدث عن السلام ومن جهة أخرى تهاجم بعنف ووحشية وهذه المواقف متناقضة وتتعارض مع بعضها البعض، فهناك قسم في تركيا من رئيس الجمهورية إلى وزارة الخارجية وبلهجة وموقف عنيف وبلغة التهديد تقول سأسحق وسأدفن الأهالي مع أسلحتهم تحت الأرض من ناحية تخرج مثل هذه اللغة، ومن جهة أخرى يقول زملائهم في الدولة إننا مستعدون لمرحلة وعملية جديدة، هذه أشياء متناقضة، أولاً يجب التغلب على ذلك، وثانياً هناك مقاومة تجري في شمال وشرق سوريا، والمقاتلون يقاومون على أعلى مستوى في الجبهات، بالإضافة إلى ذلك موقف الشعب محل فخر واعتزاز ويبدي أعظم البطولات.
أن الشهداء الذين استشهدوا أستطيع أن أقول إنهم كانوا على معرفة وعلم بذلك، فأبناء شعبنا الذين ذهبوا واستشهدوا هناك يعرفون جيداً أنه مكان خطير، رغم ذلك ذهبوا من أجل حماية المنطقة وحماية قيم شهدائهم والوفاء لدمائهم، لذلك نجد أن إرادة مجتمعنا هي إرادة قوية ومعرفية، أعتقد أنهم أدهشوا وفاجئوا كل سياسي وكل الرأي العام، إرادة شعبنا وذهابه إلى تلك المنطقة ومقاومته تقول "الكهرباء لنا، الماء لنا، ليس من حقكم أن تستولوا عليها" هذه رسالة الشعب إلى الدولة التركية والمعتدين.
اليوم هناك وقف لإطلاق النار على الأراضي السورية بالكامل ولكنهم يهاجون هذه المنطقة فقط، ماذا يعني ذلك أبناء شعبنا يدركون هذا، ويدركون أن هذه الهجمات تهدف إلى كسر إرادتهم، وإلى إعادتهم مرة أخرى إلى حالة العبودية في سوريا، لكن مجتمعنا يقول لا أقبل هذا لقد أظهر إرادته وقال إما أن أكون موجوداً بإرادتي أو لا أكون، والشهادة التي حدثت هناك توضح ذلك، ولذلك أعتقد أن مجتمعنا في مستوى معرفي وهم محل فخر واحترام، محل لنحني قامتنا أمام هذه الإرادة ولهذا السبب أعتبر هذا الموقف والعزيمة مقدس للغاية، إن الاستمرار في هذه المقاومة وبهذا الأسلوب هو بالتأكيد انتصار.
ماهي رسالتكم في الختام؟
اليوم هو يوم تحديد المصير، يجب على كل إنسان أن يفعل ما يقع على عاتقه، فالأهالي في الخط الدبلوماسي يجب أن يقوموا بعملهم، والأهالي في خط المقاومة والجبهات يجب يقوموا بعملهم أيضاً، كما أن أولئك الذين يديرون المنظمة داخل المجتمع يجب أن يقوموا بعملهم، ويجب على الجميع ألا يقصروا مهما كان مستواهم وفي أي واجب يقع على عاتقهم، اليوم ليس يوم الشكوى واتهام ومهاجمة بعضنا البعض، بل هو يوم إظهار المواقف في الوقت والزمن المناسب ولهذا السبب نريد من الجميع دعم هذه المقاومة في كل مكان، ليس فقط في شمال وشرق سوريا فقط بل في إقليم كردستان وشمال وشرق كردستان وفي الدول الأجنبية، وفي كل مكان يجب القيام بما هو مطلوب لكي تصمد هذه المقاومة، وأن نكون قادرين على التفاوض والدخول في مفاوضات حتى نتمكن من إقامة سوريا جديدة ديمقراطية وتعددية، ونقوم بتحديد مصيرنا.