"الباص الوردي" باكورة أنشطة حملة أكتوبر الوردي في قطاع غزة

سار الباص الوردي في كافة جامعات قطاع غزة؛ لتسليط الضوء على خطورة سرطان الثدي، وأهمية الكشف المبكر وإجراء الفحوصات الدورية في المراكز المتخصصة للنساء والفتيات.

نغم كراجة

غزة ـ بالتزامن مع الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي الذي يصادف شهر تشرين الأول/أكتوبر، أطلق مركز صحة المرأة التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر في قطاع غزة، حملة أكتوبر الوردي للتوعية بسرطان الثدي وتسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر.

ضمن أنشطة حملة أكتوبر الوردي، نفذ مركز صحة المرأة التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر، أمس الاثنين 3 تشرين الأول/أكتوبر، أولى فعالياته بإطلاق "الباص الوردي"، وقد تضمنت الفعالية ورش توعوية وتثقيفية وتعريفية بسرطان الثدي.

قالت الأخصائية الطبية بسمة وشاح "لقد سيّر المركز فعالية الباص الوردي كأول الأنشطة الوجاهية لحملة أكتوبر الوردي، حيث استهدف النشاط فتيات الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، وتخلله العديد من الورش التثقيفية والتعريفية بخطورة سرطان الثدي من أجل رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية الكشف المبكر، وإجراء الفحوصات الطبية من حين لآخر".

وأكدت على أنهم سيسعون خلال جولاتهم وأنشطتهم؛ لدعم مريضات السرطان وبعث الأمل ورح الحياة في نفوسهن، وتجديد الطاقة الإيجابية لديهن، ووجهت رسالة دعم لمريضات السرطان قائلةً "أنتِ مصدر القوة لأسرتك ولمن حولك، هنالك المزيد من الأمل والحياة بانتظارك، فلا تيأسي".

بينما أشارت صفاء أبو معليق إلى أنه "استطعنا الوصول لأكبر عدد من النساء والفتيات في قطاع غزة خلال هذه الفعالية، قمنا بتوزيع البروشورات التوعوية التي تساعدهن على معرفة ماهية سرطان الثدي وأعراضه، وطرق الوقاية منه، وضرورة الفحوصات المبكرة التي تحد من انتشار الوفيات والإصابة بمراحل صعبة بهذا المرض".

ولفتت إلى أن إصابة النساء والفتيات بسرطان الثدي يعود إلى الإهمال وعدم إجراء الفحص الذاتي، وعدم متابعتهن لحالاتهن الصحية، موضحةً أن نسبة الشفاء تصل ما يقارب الـ 90% لدى النساء اللواتي يتم تشخيص المرض لديهن في المراحل الأولى.

وأوضحت المثقف الصحي ريم النباهين، أنه في هذا الشهر من كل عام يتم تنفيذ العديد من المبادرات والفعاليات بهدف التقليل من الإصابة بسرطان الثدي وتجاوز خطورته "نحاول تعليم النساء والفتيات كيفية إجراء الفحص الذاتي بأنفسهن داخل المنزل بطريقة صحيحة وسليمة، ومتابعة الفحص الدوري في المراكز الصحية كنوع من الحماية والوقاية لهن".

ولفتت إلى أنه من الأعراض الرئيسية لمرض سرطان الثدي، وجود كتلة بارزة عند لمس الثدي، وتغيرات في الجلد كالاحمرار والتهيج، وخروج إفرازات مختلفة من الحلمة، مؤكدةً على ضرورة الفحص المباشر عند ملاحظة هذه الأعراض لتجنب الآثار والنتائج الوخيمة.

وفي بيانٍ صحفي بينت مديرة جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت، معاناة مريضات السرطان نتيجة افتقاد الرعاية الكاملة، والاستعدادات الكافية لمعالجة المرض كعدم وجود العلاج الاشعاعي وافتقار ملحوظ في الأدوية، كذلك قلة المعدات والأجهزة اللازمة للرعاية والعلاج، موضحةً "تعاني مريضات السرطان من الرفض المباشر للسفر وتلقي العلاج خارج قطاع غزة، أو تأخير مواعيد تصاريحهن العلاجية مما يعرض حياتهن للخطر ولربما الموت".

كما تواجه النساء والفتيات مشكلة كبيرة في تأمين المواصلات وثمن العلاج نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع لذلك الغالبية منهن تتغاضين عن المتابعة والمراجعة مما يؤدي بهن إلى التهلكة وتدهور أحوالهن ومن ثم الموت.

وطالبت وزارة الصحة الفلسطينية بتوفير الخدمات المطلوبة لمريضات السرطان كتزويد القطاع بالمعدات والأجهزة المطلوبة، وتأمين كافة العلاجات والأدوية بهدف تحسين الأوضاع الصحية للنساء والفتيات، وسهولة وصولهن للخدمة، وأكدت على ضرورة الشراكة المجتمعية التي بدورها تساهم في نشر التوعية والتثقيف للوصول لأكبر عدد ممكن من النساء في قطاع غزة.

وبحسب آخر إحصائيات لوزارة الصحة الفلسطينية تبين أن معدل الإصابة بسرطان الثدي في قطاع غزة لعام 2021،  بلغ 34 إصابة لكل 100.000 ألف امرأة، و34.3% منها تصيب الفتيات، و36% منها تصيب النساء الأقل من 50 عاماً.

ووفق الإحصائيات تستقبل العيادات الخارجية ما يتراوح في المتوسط من 350 إلى 400 مريضة يومياً يتلقين العلاج الكيماوي والمراجعات الدورية، ووصل عدد الحالات المكتشفة العام الماضي إلى 363 امرأة وفتاة، كما أن نسبة نقص أدوية مريضات السرطان وصلت إلى أكثر من 39%.