'الأوصياء يخدمون الحرب الخاصة وليس الشعب'

أكدت النساء المنتخبات بإرادة الشعب، بأن الأوصياء في المنطقة يخدمون سياسات الحرب الخاصة، وليس الشعب، وأنهم يهدرون ميزانية البلديات للجماعات الدينية فقط "سنتخذ كافة الإجراءات مع الشعب سوياً خلال الانتخابات المحلية، لن نقبل الأوصياء، وسندافع عن إرادتنا".

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ شددت السياسيات المنتخبات للانتخابات المحلية في تركيا وشمال كردستان بإرادة الشعب، اللواتي تم تعيين أوصياء مكانهن، على أنهن ستعملن جنباً إلى جنب مع الشعب في الانتخابات القادمة وسيضعون حداً للفساد الذي ألحقه الأوصياء بمناطق شمال كردستان.

بدأت التحضيرات للانتخابات المحلية المتوقع إجراؤها في ١٣ آذار/مارس ٢٠٢٤ في تركيا وشمال كردستان، حيث يستعد الأوصياء المعينون في مدن شمال كردستان للانتخابات مع تسجيل الناخبين في المناطق بشكل مخالف للأصول، فالأوصياء الذين استخدموا ميزانية البلدية لتنظيم الجماعات والتيارات الدينية، لم يقوموا بتنفيذ أي أعمال فعالة لخدمة الشعب خلال فترة الخمس سنوات المنصرمة، هؤلاء الأوصياء الذين خدموا سياسات الحرب الخاصة بدلاً من مصالح الشعب منذ تعينهم، أوقفوا جميع الأعمال والأنشطة الخاصة بالمرأة أيضاً.

أوضحت الرئيسة المشتركة لبلدية دجلة ياسمين أوجر أن منطقة دجلة تشهد أزمات اجتماعية جدية، ولا يتم تنفيذ أي عمل لصالح الشعب أو المرأة والمجتمع، يضطر الشباب إلى الهجرة بسبب سياسات الحرب الخاصة مثل البطالة وإدمان المخدرات والعمالة، مشيرةً إلى أن الأوصياء قد عينوا في البلديات عن طريق "الحيل"، لافتةً إلى أنهم بدأوا من جديد بممارسة "الألاعيب" قبل الانتخابات المحلية.

وأضافت "حالياً، يقف رئيس بلدية المنطقة في موضع تنفيذ سياسات حزب العدالة والتنمية، وكما هو الحال في جميع الحكومات المحلية، لم يتركوا مساحة للنساء والشباب في دجلة، كان لدينا دار مأوى للنساء، أول ما قاموا به كان إغلاق هذا الدار، وبما أنهم لم ينفذوا أي أعمال زراعية، فقد فتحوا أبواب الهجرة أمام الشباب، لم يقوموا بخدمة المجتمع ولا بشكل من الأشكال، ظلت خدماتهم تصب في مصلحة النظام الحاكم، كما قاموا بهدر الميزانية المخصصة لإنفاقها على الشعب، على بناء مبنى سكني لمكتب الوصي في المنطقة، لم تنفذ أي مشاريع ملموسة طوال فترة الخمس سنوات، لم يتوقف الأمر عند هذا فقط بل فتحوا المجال أمام سياسات من شأنها إفساد البنية الاجتماعية، وقاموا بتعطيل كافة السياسات المتعلقة بالمجتمع، وعوضاً عن ذلك أبعدوا الناس عن قيمهم من خلال توجيههم إلى المخدرات والدعارة ونشر ثقافة المقاهي".

"سنضع نواقصنا في الفترة السابقة أمام ناظرنا ونتوجه نحو الشعب"

وأشارت إلى أنهم يستعدون للانتخابات المقبلة وهم مدركين الحيل والألاعيب الممارسة وأنهم سيتوجهون للانتخابات من خلال استكمال النواقص التي شهدتها الفترة السابقة، مؤكدةً على أنهم سيستعدون لهذه الانتخابات مع الشعب، وأن الحرب الخاصة وسياسات الربح لن تتمكن من تحقيق أهدافها في المنطقة، "إن سياسة تعيين الأوصياء في البلديات التي تم اتباعها عام ٢٠١٦، أدت إلى جر العديد من بلدياتنا إلى حفرة الديون، ولم يتبقى أي مال في خزائن البلديات، وكل تلك الأموال أنفقت على النظام الحاكم وليس الشعب، وهذا لم يكن يوماً عائقاً أمامنا، في الفترة القادمة سنستعيد بلدياتنا التي سلبت منا ومضاعفتها، وسنعمل على تطوير نظام الحكومات المحلية فيما يتعلق بالمرأة والمجتمع، سنناقش كيفية اجتياز فترتي تعيين الأوصياء وسنتوجه هكذا إلى الانتخابات، العملية الأساسية ستبدأ مع الشعب".

"خزائن البلدية تصرف على التيارات الدينية"

من جانبها أوضحت عضوة مجلس بلدية يني شهير في آمد نفريى جور، التي تم تعيين وصي مكانها في تشرين الثاني/نوفمبر عام ٢٠١٩، أن الأوصياء أنفقوا الأموال على التيارات والجماعات الدينية بدلاً من الشعب طوال الفترة السابقة، مشيرةً إلى أن الأوصياء يقومون بتنظيم أنشطتهم للانتخابات المحلية أيضاً من هذه النقطة حيث يعملون على تنظيم الناخبين المتدينين من خلال أنشطة مثل "زيارة العمرة" أو "دورة القرآن الكريم"، مضيفةً "تم تعيين أوصياء في بلدياتنا في الدورتين الانتخابيتين الأخيرين، على فترات مختلفة، إننا نعبر في الساحة عن إن هؤلاء الأوصياء ليسوا سوا منتهكي ومغتصبي الإرادة والحقوق، في فترة الخمس سنوات الماضية، شهدنا على أن الأوصياء لا يغتصبون الإرادة فحسب، بل يتسببون أيضاً في انتهاكات جسيمة للخدمة في مجالات عديدة، ويمكن توضيح ذلك بالشكل التالي، مثلاً بدلاً من بناء المتنزهات والحدائق، يقوم الأوصياء بإرسال طلبة ومدرسي الإمام الخطيب إلى العمرة بميزانية البلدية، وبما أنه نفذت أموال خزائن البلدية، فإنهم يقومون ببيع الأحياء بهدف الربح، وهذا الوضع ليس فقط بالنسبة ليني شهير، بل الوضع هو ذاته في جميع البلديات التي يتم فيها تعيين أوصياء في شمال كردستان، الهدف الوحيد الذي يضعونه أمام أعينهم هو أين وكيف يمكننا إنفاق أموال الشعب".

ولفتت إلى أنهم سيضاعفون جهودهم في أنشطتهم للانتخابات المقبلة لاستعادة البلديات من الأوصياء، مؤكدةً على أنهم من خلال هدفهم هذا سيضعون حداً لسياسات الحرب الخاصة، ووجهت رسالة مفادها أنهم لن يغادروا الساحة خلال عملية الانتخابات التي سوف يخطونها جنباً إلى جنب مع الشعب، "إن ميزانية البلديات تخصص للتيارات والجماعات الإسلامية وليس للشعب كما هو المفروض، كما إن البلدية التي لا توفر عمل ووظائف للشباب، وبهذه الطريقة تعمل في خدمة سياسات الحرب الخاصة المطبقة في المنطقة، إننا والشعب مدركين لما يحدث، إن هؤلاء الأوصياء على معرفة تامة بماهية وظائف وواجبات البلدية وما يخالفها أفضل منا، ولكن بما إن هدفهم الوحيد هو الاتجار والربح، فإن المصلحة العامة ومصلحة الشعب لا تعنيهم وليست مبتغاهم، إن هذا النظام غير قانوني، وسنقضي عليه ونمحيه من الوجود من خلال هذه الانتخابات، إن النساء اللواتي تم استهدافهم قبل أي شيء سوف تعدن إلى مكانهن من جديد وبشكل أقوى وأكبر، لن نقبل نظام الوصاية هذا على الإطلاق".