الاتحاد النسائي التقدمي ينظم لقاء مع ناشطات نسويات حول العنف ضد النساء في غزة

بمناسبة حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، وضمن نشاطات عدة في هذا الإطار، دعا الاتحاد النسائي التقدمي للقاء حواري رفضاً لكافة أشكال العنف الممارس ضد نساء وفتيات غزة بمشاركة ناشطات نسويات من فلسطين ولبنان.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ دعا الاتحاد النسائي التقدمي للقاء حواري للتنديد بكافة أشكال العنف الممارس ضد نساء وفتيات غزة، وشارك في اللقاء ناشطات نسويات من فلسطين ولبنان، وأدارته رئيسة المنتدى العالمي للأديان والإنسانية الإعلامية باتريسيا سماحة.

رحبت رئيسة الاتحاد النسائي التقدمي منال سعيد المشاركات في هذا اللقاء الذي نظم، أمس الثلاثاء 28 تشرين الثاني/نوفمبر، في بيت النساء التقدميات في بدارو، والذي يقام بمناسبة حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد النساء، مضيفةً "تتزامن هذه الحملة هذا العام مع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وهي حرب أظهرت فشلاً وتخاذلاً في توثيق الآليات والقوانين المتصلة بالقرارات والشرائع والمواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني".

ولفتت إلى أن "مشهد التطهير العرقي الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني عرى المجتمع الدولي وكافة المقيمين على تطبيق المعاهدات والقرارات الدولية، وكشف حقيقة الكيل بمكيالين والتعامل بمعايير مزدوجة، فالحرب على غزة كانت امتحاناً للإنسانية وجعلتنا نطرح علامات استفهام كثيرة عن قيمتنا الإنسانية نحن الذين نعيش في هذه البقعة من العالم، لذلك، نشجب وندين ازدواجية المعايير وتسييس حقوق الإنسان، والصمت المريب أمام جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق سكان غزة".

واستنكرت ما يحدث من كارثة إنسانية كبيرة تطاول النساء في غزة، حيث قتلت آلاف النساء مع أطفالهن، وآلاف منهن تلدن دون أي مقومات صحية طبية لهن ولأطفالهن "ونحن ننفذ هذه الحملة، نشهد أبشع أشكال العنف ضد النساء في فلسطين.

 

 

 

من جانبها أشارت مديرة الاتحاد النسائي الفلسطيني في لبنان آمنة سليمان، إلى ما حدث في فلسطين منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي من عمليات الإبادة التي انتهجها إسرائيل من "تدمير المباني السكنية على أهلها ما أدى إلى شطب مئتي عائلة من السجل المدني، فضلاً عن انعدام الغذاء والماء والدواء".

وحول الأوضاع في الضفة الغربية، لفتت إلى أن إسرائيل كثفت من حملات المداهمات والتنكيل والقتل والاعتداءات وتدمير للبيوت ومصادرة للأراضي، مما يؤثر بشكل كبير على حياة النساء وسبل عيشهن، مؤكدة أنه "رغم كل هذا، تبقى المرأة الفلسطينية مناضلة، تتقدم الصفوف في الدفاع عن حقوقها وحريتها وحرية شعبها، لذا تستحق بجدارة توصيف الشاعر الفلسطيني محمود درويش بأنها حارسة بقائنا ونارنا الدائمة".

وأوضحت أنه "لا شك أن هذه الفعالية التي تقام ضمن حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد النساء، هي فرصة لإعادة النظر بالعديد من الآليات والأساليب التي نعمل بها على صعيد الدول العربية، وخصوصاً بعد حرب الإبادة التي شنها الاحتلال على شعبنا في غزة، ولا سيما أن معظم الآليات لم تخدم المبادئ الأساسية التي أقرتها الأمم المتحدة بموضوع حقوق الإنسان، والسلام والأمن والعدالة الاجتماعية، والديموقراطية، وهي فعلاً فجوة كبيرة نقف أمامها لنعيد النظر في العديد من القضايا التي طرحتها الأمم المتحدة ومؤسساتها".

 

 

 

بدورها قالت المعالجة النفسية رانية سليمان إن "حركة علم النفس بدأت بالتطور بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، بخروج أهم نظريات ترعى العلاج النفسي، وأظن أننا أمام مرحلة جديدة لإعادة النظر بكل مناهج علم النفس أمام ما نراه فيما يحدث في غزة والداخل الفلسطيني، فلم نتخيل يوماً أن نصل إلى بشاعة ما نراه، ولم أستطع التدخل في منصات عديدة، فلم أعرف ما يمكنني قوله للتخفيف عن أم ثكلت ورملت وانتهكت خصوصياتها وذكرياتها وتاريخها وثقافتها وماضيها وحاضرها ويقتل مستقبلها أمام أعينها، وما هو المنهج النفسي لعلاجها، فكل المناهج للأسف ترهات أمام عظمة الكارثة".

وأشارت إلى أن "أهم نقطة أن المرحلة القادمة نتأكد من أن الناس لن تخرج مما هي فيه، وأهم ما علينا القيام به، هو أن نكون داعمين لكل العاملين في الصفوف الأمامية، سواء بغزة أو بالضفة الغربية، من العاملين/ات في المجال النفسي، وأن نعطي أنفسنا أيضاً الفرصة للحزن لنكون قادرين على بث الأمل من جديد عندما نتدخل مع الحالات القادمة للاستشارة النفسية، لأن المرحلة القادمة صعبة للغاية، وخصوصاً بعد مرحلة العدوان، وعودة الهدوء، وهذا كله يحتاج للوقت وللملمة أنفسنا وبعدها يبدأ العمل النفسي، فالآن نفضل البحث عن مكان آمن وتلبية الاحتياجات الأساسية للناس قبل أي تحرك آخر".

 

 

 

وقالت الإعلامية باتريسيا سماحة إن "الاتحاد النسائي نظم هذا اللقاء لدعم النساء والفتيات في غزة، فكلنا ندرك وضع النساء في العالم، لكن الوضع في غزة مضن جداً، وما تتعرضن له من العنف المباشر وغير المباشر، وكلنا شهدنا أعداد النساء والأطفال القتلى والجرحى والمفقودين الهائل، وواقع المستشفيات، كما شهدنا ولادة النساء دون مخدر وما تتعرضن له عندما يموت أطفالهن، فواقع العنف في غزة كبير للغاية، ويعيش الناس هناك أصعب الأوقات، وقد ضم لقاء اليوم نساء فلسطينيات فاعلات استطاعوا إخبارنا القليل عن الواقع، ويجربن القيام بعمل لإنقاذ ومساعدة نساء غزة، وما أريد قوله أننا نريد أن نكون جميعاً يداً واحدة لنستطيع مساعدتهن، أمام دولة مدعومة من دول عظمى، ولكن نستطيع فعل الكثير وأن نرفع الصوت".

 

 

 

وعن حملة مناهضة العنف ضد المرأة، قالت الناشطة خولة الأزرق قراقع "رغم الألم الذي يحمله هذا اليوم إلا أنه أحدث تغييراً عميقاً في الوعي العالمي، هذه الملايين التي تجتاح شوارع أوروبا وشوارع أمريكا وكل العالم عادت لرشدها وهي تشكل حقيقة ضغطاً غير بسيط على حكوماتها من أجل أن تراجع برامجها الداعمة للعدو الصهيوني".