الاتحاد الفلسطيني يختتم الدوري النهائي لبيسبول 5 للفتيات
بالرغم من إقبال الفتيات في قطاع غزة على مختلف الرياضات من بينها البيسبول، إلا أن غياب الدعم المادي يعيق مشاركة الشابات في بطولات دولية خارج فلسطين أو داخلها.
رفيف اسليم
غزة ـ نظم الاتحاد الفلسطيني للبيسبول والسوفتبول المباراة النهاية لدوري بيسبول 5 للفتيات وذلك للعام 2023، مساء أمس الثلاثاء 22 آب/أغسطس، ما بين فريقي نادي الأهلي الفلسطيني وأكاديمية البيسبول لينتهي بفوز الأخيرة، وسط تشجيع كبير من النساء والفتيات اللواتي حضرن المباراة.
قالت مريم صيام، مسؤولة الدائرة الفنية وبيسبول 5 بالاتحاد الفلسطيني للرياضة، وحكم رئيسي بالمباراة، إن الدوري استمر ما يقارب شهر ونصف ما بين مجموعات الوسطى وهو نادي الأقصى والزهرة أكاديمية البيسبول، ومجموعة غزة وهم نادي بيت حانون والأهلي الفلسطيني والشاطئ، ليختتم الدوري النهائي بخمسة أشواط بين أكاديمية البيسبول والأهلي الفلسطيني.
وأشارت إلى أن كرة البيسبول لعبة سهلة تعتمد على السرعة، فكل ما تحتاج له ليونة بالركض والتقاط الكرة باليد، لافتةً إلى أن اللعبة تتكون من فريقين الأول مدافع والآخر هجوم يتبعون أربعة قواعد فقط، يتم الوقوف على القاعدة الرئيسية رقم 4 وممثلة البداية والنهاية لترمى من خلالها الكرة داخل الملعب من ثم يتم الجري للقاعدة 1،2،3 قبل أن يصل الدفاع للقاعدة الأولى.
وبينت مريم صيام أن من أبرز معوقات اللعبة في قطاع غزة عدم وجود ملعب مخصص سواء لبيسبول 5 أو بيسبول 9، فالمعلب المتوفر لا يقدم سوى 40% من احتياجات ومتطلبات اللعبة، إضافة إلى غياب الدعم المادي الذي يعيق مشاركات الشابات في بطولات دولية خارج فلسطين أو داخلها.
ولفتت إلى أن لعبة البيسبول فور ظهورها لم تسلم من انتقادات المجتمع الغزي المحافظ لكن تم التغلب على الأمر من خلال ممارستها في صالات مغلقة واختيار لباس الشابات بعناية ووجود مدربات مختصات بالمجال، موجهة رسالتها للنساء والفتيات أن تمارسن أي نوع من الرياضة ترغبن به دون الالتفات لتعليقات المجتمع.
بدورها قالت المدربة هبة أبو مرسة، إنها بدأت اللعبة منذ الصغر واستمرت لما يقارب السبع سنوات من خلال صديقتها التي عرفتها وهي بدورها قامت بتعليمها لشقيقتها الصغرى، حتى أصبحت تلك اللعبة رفيقتها خلال النزهة بالأماكن الواسعة برفقة الصديقات اللواتي تعجبن بتكنيكيها البسيط الذي لا يحتاج سوى بعض الليونة بالحركة والتركيز المكثف.
ولفتت إلى أنها حاولت التغلب على عادات المجتمع ونظرته من خلال اللعب في صالات مغلقة خلسة عن أعين المارة، خاصة أنها تحتاج بشكل مكثف إلى ممارسة تمارين اللياقة بشكل مستمر كي لا تصاب بتمزق العضلات الذي واجهته مرات عدة خلال اللعب لكنها استطاعت عبر الإسعافات الأولية التغلب عليه، مشيرةً إلى أنها سعيدة كونها حارس اللعبة بفريقها حيث لا تسمح بمرور الكرة.
وبينت أن التفاهم ما بين أفراد الفريق هو العامل الأساسي الذي مكنهن من التأهل للنهائي اليوم، فلا مشاحنات تحدث بينهن وحتى رفع الصوت يكون لغرض التنبيه خلال اللعب فقط، مستمدات القوة من بعضهن البعض عبر التحفيز الدائم للوصول، بهدف المنتخب الفلسطيني إلى المحافل الدولية والفوز بالمباريات.
وقالت اللاعبة لمى المصري، الحاصلة على المركز الأول ضمن فريق أكاديمية البيسبول، إن ذلك النجاح جاء بعد ثلاثة أشهر من التدريبات المكثفة والمضنية التي كانت تداوم عليها برفقة لاعبات فريقها، مضيفة أنها تهدف من خلال تلك اللعبة توجيه رسالة للعالم أجمع بأن فتيات قطاع غزة قادرات على ممارسة الرياضة على الرغم من كافة الظروف وبأقل الإمكانيات المتاحة.
وأوضحت أن الملاعب المغلقة هي تحدي كبير باللعبة لأن من يعرفها يدرك جيداً أنها تمارس في مساحات مفتوحة لسهولة الركض بين المراكز الأربعة، لافتةً إلى أنها شاركت بثلاثة بطولات من قبل وحصدت المركز الأول وتطمح أن تمثل فلسطين في بطولات دولية خارجية.
اللاعبة شمس تبراز، أفادت أن لعبة البيسبول تعتمد بشكل أساسي على الدفاع وأن تكون الضربة عالية وقوية، مشيرةً إلى أن اللعبة منحتها قوة أكبر فقد علمتها الركض لمسافات طويلة دون أن تشعر بالتعب أو تتوقف إذا ما سقطت، فمتابعة اللعب هو الأهم وكذلك المحاولات في الحياة لا يجب تركها من المرة الأولى، وهذا ما تعلمته من اللعبة خلال تنقلها ما بين خمس بطولات مختلفة على مستوى المدينة.
وبينت أن اللعبة جميلة وسهلة تستطيع الفتيات تعلمها من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو والتركيز معها جيداً ومن ثم يمكنهن الانضمام للفرق التي تمثل منتخب فلسطين لفتيات البيسبول، مشيرة إلى أن النظرة السلبية والمضايقات التي توجه لها حين ارتدائها الزي الرياضي بالشارع لن توقفها وعلى الفتيات في كل مكان بالعالم الإيمان بأنفسهن أكثر من أي شخص آخر حتى تصلن لأهدافهن.
نهيل خماش، إحدى الحاضرات في المباراة، قالت إنها متواجدة في المعلب لتشجيع ابنتها، لافتة إلى أن فتاتها تلعب رياضة كرة القدم منذ 8 سنوات وتحضر معها غالبية التدريبات لتدعمها، مواجهة نظرة المجتمع السلبية وتشجع ابنتها لتكون قادرة على ممارسة أنواع مختلفة من الرياضة.
وناشدت جميع الأمهات أن تدعمن فتياتهن لأن الرياضة تعطي الفتاة ثقة بنفسها وتجعلها أكثر قوة في مواجهة ضغوطات وأعباء الحياة المختلفة وهذا ما لاحظته من خلال تحسن مستوى ابنتها الدراسي وزيادة تركيزها، متمنية أن تكون المباراة القادمة في مدينة القدس جامعة لكافة الفتيات.