الاشتباكات المستمرة في السودان تفاقم الأوضاع الانسانية

أدت الاشتباكات المستمرة في السودان إلى نزوح الآلاف من العائلات إلى داخل وخارج البلاد بالإضافة إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية نتيجة الوضع الراهن.

مركز الأخبار ـ تشهد الساحة السودانية بشكل يومي منذ بدء الاشتباكات عشرات القتلى والجرحى نتيجة الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في حين تعجز المنظمات الدولية والمحلية عن إحصاء عدد ضحايا الصراع بشكل دقيق.

ذكرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان أمس الأثنين 14 آب/أغسطس أنه من الصعب تقدير عدد الضحايا في البلاد نتيجة الاشتباكات المستمرة التي دخلت شهرها الخامس، بعد أن اضطرت العديد من الأسر إلى دفن موتاهم في البيوت، لعدم إمكانية الوصول للمقابر خاصةً في المناطق التي تشهد اشتباكات مستمرة كأحياء أم درمان، والخرطوم بحري ومناطق في إقليم دارفور.

وقالت منظمات محلية ودولية، كانت آخرها منظمة "أنقذوا الطفولة" البريطانية محذرة من مخاطر ترك الجثث الموجودة في الشوارع بأنها تشكل تهديداً على السكان بسبب تحللها وتعفنها، إذ أنها يمكن أن تكون سبباً رئيسياً في انتشار الأوبئة والأمراض.

وحذرت هيئة الطب العدلي في السودان، من انتشار الأمراض والأوبئة بين المواطنين خاصةً الطاعون، مع وجود ما لا يقل عن 3000 جثة في مشارح العاصمة الخرطوم مهددة بالتحلل والتعفن، في ظل غياب معلومات دقيقة عن وضع تلك المشارح لوقوعها في مناطق الاشتباكات.

وأكدت هيئة الطب العدلي أن الجثث الموجودة في الشوارع أو في المشارح يمكن أن تسبب كارثة وبائية في البلاد في حال لم يتم التعامل معها، لافتاً إلى ضرورة تشريحها ودفنها فوراً لتفادي المخاطر التي قد تسببها.

وقال شهود عيان أن مشهد الجثث المترامية على الطرقات أصبح مألوفاً في مناطق الاشتباكات في العاصمة الخرطوم والمناطق الأخرى، حيث دفنت بعض الجثث إما بمساعدة الأهالي أو مبادرات تطوعية تم إطلاقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وكشفت التقارير الأولية الواردة من المنظمة الدولية للهجرة تفيد بأن الاشتباكات المستمرة شردت نحو 20 ألف شخص في العديد من الأحياء المحيطة بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه يعمل على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لجنوب دارفور.

واندلعت الاشتباكات في السودان في الخامس عشر من نيسان/أبريل بين الجيش السودان وقوات الدعم السريع حيث لم تفلح الهدنات في إيقافها فخلف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها وفقاً للأمم المتحدة.

كما تأثرت العملية التعليمية في السودان بمجريات الأحداث فمنذ بدء الاشتباكات توقفت المدارس والجامعات عن الدراسة ومع اقتراب العام الدراسي الجديد، أصدر وزير التربية والتعليم في السودان قراراً بإلغاء امتحانات الشهادة الابتدائية.

وكشفت منظمة "أنقذوا الأطفال" بأن السودان واحدة من البلدان الأربعة الأولى على مستوى العالم الذي يواجه التعليم فيه خطراً كبيراً حيث تحولت المدارس فيه إلى ملاجئ وثكنات عسكرية.

ولفتت المنظمة في تقرير لها إلى أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس ارتفع حالياً إلى تسعة ملايين، من أصل 6.9 مليون سابقاً، ونزح أكثر من مليون طفل في سن الدراسة وأغلق أكثر من 10 آلاف مدرسة على الأقل منذ بدء القتال.

وقالت منظمة الأمم المتحدة في بيان مشابه أن 89 مدرسة على الأقل في سبع ولايات تستخدم ملاجئ للنازحين، مما يثير المخاوف من عدم تمكن كثير من الأطفال من دخول المدارس في العام الدراسي الجديد، ليتركهم ذلك عرضة لعمالة الأطفال.