الانتفاضة الشعبية مستمرة بقيادة المرأة حتى القضاء على النظام الديكتاتوري

تتواصل الانتفاضة الشعبية في إيران باعتصامات وتجمعات طلابية، كما تضامن الإيرانيين المقيمين في الخارج مع الاحتجاجات.

مركز الأخبار ـ تستمر الانتفاضة الشعبية التي بدأت بقيادة المرأة منذ ما يقارب شهرين، وشهدت الليلة الماضية انتفاضة شعبية في معظم مدن شرق كردستان وإيران.

 

احتجاجات طلابية

نظم عدد من طلاب الجامعات في إيران وشرق كردستان، أمس الأحد 13 تشرين الثاني/نوفمبر، تجمعات في ساحات الجامعة، أكدوا فيها استمرار الانتفاضة الشعبية، مطالبين بوقف القمع في المجتمع والجامعة، ورفع إيقاف الطلاب وإطلاق سراح الطلاب المعتقلين.

وفي جامعة سورة بطهران، تجمع الطلاب ورددوا شعار "Jin Jiyan Azadî"، كما تجمع طلاب جامعة علامة وغنوا أناشيد معاً، وفي جامعة طهران، تجمع طلاب كلية العلوم الاجتماعية تحت شعار "إذا فُقد أحد الطلاب، فستشتعل ثورة هنا"، أما طلاب كلية التقنية لهذه الجامعة وطلاب كلية الكهرباء والحاسوب، اعتصموا أيضاً للاحتجاج على استمرار اعتقال ووقف طلبة هذه الجامعات.

وعلى الرغم من الاعتقالات والتهديدات وعمليات القتل التي تطال المتظاهرين، نزل أهالي مدن شرق كردستان منها سنه وكامياران وكرماشان وسقز وبانه وبوكان ومهاباد وشنو وبيرانشار وغيرها، إلى الشوارع ورددوا شعارات مناهضة للنظام، وأضرموا النيران في لافتات وأماكن تابعة للنظام الإيراني، واستطاع المتظاهرون السيطرة على الشوارع لمنع القوات العسكرية من دخول مكان التجمع.

وفي سيستان وبلوشستان، وطهران، وأصفهان، والأهواز، وشيراز، وقم، ومشهد، وكرج، وتبريز، وساري، وزنجان، وخوزستان وغيرها من المدن الإيرانية، خرج الأهالي في تظاهرة، ورفعوا لافتات كتب عليها "الحرية"، وأشعلوا النار في صور الخميني، وأعلنوا أن الثورة التي بدأت بقيادة المرأة ستستمر حتى الوصول إلى الحرية وينتهي النظام الإيراني.

 

دعم عالمي للانتفاضة الشعبية في إيران

في عشرات البلدان حول العالم، نظم الإيرانيون مسيرات احتجاجية دعماً للثورة الإيرانية التي بدأت بمقتل جينا أميني، وأدانوا الأعمال القمعية للنظام الإيراني ضد المواطنين، مطالبين بتحرك دولي لدعم الثورة.

وتجمع المئات من المتظاهرين الكرد والبلوش في أوسلو بالنرويج لتكريم الضحايا، وأدانوا بشدة قتل المحتجين في إيران. كما نظم الآلاف من الإيرانيين والنشطاء الكنديين مسيرة في فانكوفر تضامناً مع انتفاضة الشعب الإيراني.

ونظم مجموعة إيرانيين مقيمين في سانتياغو عاصمة تشيلي مسيرة تضامنية أمام مكتب الأمم المتحدة في هذه المدينة، ووضعوا صور ضحايا الانتفاضة الإيرانية. فيما تجمع الإيرانيين المقيمين في هولندا أمام محكمة لاهاي تنديداً بقتل المتظاهرين على يد النظام الإيراني.

كما تجمع عدد من الإيرانيين المقيمين في اليابان تضامناً مع المحتجين في إيران. وتجمع عدد من مواطني مدينة بوردو في فرنسا أمام المسرح الكبير تضامناً مع الانتفاضة الإيرانية، وقامت فرقة "Uku rebel Sun Song" بأداء الموسيقى في هذا التجمع. نظمت هذا الحدث لجنة "Jin Jiyan Azadî" التي شكلها مجموعة من المواطنين الإيرانيين الفرنسيين.

وتظاهر مئات النشطاء والإيرانيين في مدينة مالمو بالسويد تضامناً مع الانتفاضة الإيرانية. ونصب الإيرانيون المقيمون في بلغاريا ملابس بيضاء على مبنى السفارة الإيرانية في صوفيا كتب عليها شعار "Jin Jiyan Azadî".

 

ارتفاع عدد ضحايا الاحتجاجات

بحسب وسائل إعلامية، صدر أول حكم بالإعدام بحق أحد المتظاهرين في العاصمة طهران من قبل محكمة الثورة بعد إدانته بـ "إضرام النار في مركز حكومي، والإخلال بالنظام العام والراحة والمجتمع، والتواطؤ لارتكاب جريمة ضد الأمن القومي، والمحاربة والإفساد في الأرض".

وحذرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية من احتمال "إعدام متسرع وغير معلن للمتظاهرين" على أساس "محاكم غير عادلة"، مطالبة المجتمع الدولي بمنع حدوث هذه "الجريمة" و"برد سريع".

وبدورها أعلنت السلطات القضائية الإيرانية، إصدار أكثر من 750 لائحة اتهام بحق محتجين معتقلين في ثلاث محافظات إيرانية، وذكر رئيس قضاة المحافظة الوسطى عبد المهدي موسوي، أنه تم إصدار لوائح اتهام بحق 276 من المحتجين المعتقلين في هذه المحافظة.

وأعلن رئيس قضاة محافظة أصفهان أسد الله جعفري، إصدار لوائح اتهام بحق 316 متظاهراً وإحالتهم إلى المحاكم لإصدار الأحكام، فيما كشف رئيس قضاة محافظة هرمزجان مجتبى قهرماني، عن صدور لوائح اتهام لـ 164 محتجاً اعتُقلوا في هذه المحافظة، وهم محتجزون الآن في سجن بندر عباس.

وقالت منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية، إن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع إلى 339 شخصاً، مشيرةً إلى أن عدد المعتقلين وصل إلى 15 ألف و345 شخصاً. ومعظم القتلى في الاحتجاجات هم من محافظات سيستان وبلوشستان، وطهران، ومازندران، وشرق كردستان، وجيلان.