الانتفاضة الإيرانية مستمرة ومطالبات بإجراء تحقيقات

يواصل الشعب الإيراني منذ أكثر من ستة أسابيع احتجاجاته ويدعو إلى إنهاء القمع الواسع النطاق وإقامة نظام سياسي يحترم المساواة ويدعم حقوق الإنسان.

مركز الأخبار ـ بالرغم من أن السلطات الإيرانية صعدت من الأجواء الأمنية المشددة في محاولة لإخماد الاحتجاجات، إلا أن الأهالي في عدة محافظات خرجوا في اليوم الأربعين لعدد من ضحايا التظاهرات وردوا بقوة على قمع النظام الإيراني، كما وقع أكثر من 760 ألف شخص في 218 دولة على عريضة تطالب بإنشاء آلية مستقلة لإجراء التحقيقات عن أخطر الجرائم التي يرتكبها القانون الدولي في إيران.

شهدت عدة محافظات إيرانية أمس الخميس 3 تشرين الثاني/نوفمبر، مظاهرات حاشدة ومصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، ففي طهران خرج أهالي عدة أحياء من بينها آريانشهر، وصادقية، وهفت حوض، ونارمك، ونازياباد، إلى الشوارع مرددين هتافات "الموت للديكتاتور خامنئي"، "الحرية، الحرية"، "الموت لولاية الفقيه".

وخرج أهالي حي تهرانبارس في طهران للشوارع وأشعلوا النار لإغلاق الطرق وهتفوا ضد النظام الإيراني، كما ردد المتظاهرون في مدينة رشت، هتافات "هذا العام عام الدم، سيسقط فيه المرشد خامنئي"، فيما نظم طلاب الجامعة الأهلية في سقز شرق كردستان، وقفة احتجاجية وهم يهتفون "الحرية، الحرية، الحرية".

وأظهرت مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي مواجهة المحتجين للقوات الأمنية المدججة بالسلاح في مدينة فولاد شهر بالحجارة، كما تم تنظيم احتجاجات في مدينة كرمان جنوب شرقي البلاد، ورددوا هتافات تدعو الأهالي للانضمام إلى المظاهرات المناهضة للنظام.

وكانت مدينة كرج أكثر المدن التي شهدت احتجاجات في اليوم الأربعين لعدد من ضحايا التظاهرات، أدت إلى مصادمات واسعة مع قوات الأمن وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وتم مشاهدة مروحيات للشرطة وهي تحلق فوق المتظاهرين.

كما أظهرت مقاطع فيديو نزع سلاح عناصر في سيارة للشرطة في كرج من قبل المواطنين وإصابتهم بجروح، وأخرى تظهر أجساماً تلقى من مروحيات حلقت على ارتفاع منخفض على الأشخاص، كما ألقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية منها، فيما قامت طائرات مروحية أيضاً بنقل الجرحى من عناصر الأمن في كرج إلى المراكز الطبية.

وأعلن رئيس مركز طوارئ محافظة ألبرز، أحمد مهدوي، عن مقتل شخصين في مدينة كرج مركز المحافظة، مضيفاً أنه سيتم الإعلان عن عدد الجرحى الذين أصيبوا في هذه الاحتجاجات.

أكدت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أن أكثر من 760 ألف شخص في 218 دولة وقعوا على عريضة تطالب بإنشاء آلية مستقلة للأمم المتحدة لإجراء التحقيقات كخطوة نحو متابعة المساءلة عن أخطر الجرائم التي يرتكبها القانون الدولي في إيران.

في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، نقلت الممثلة البريطانية الإيرانية وسفيرة منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة نازانين بونيادي، مطالب الناس لاتخاذ إجراءات فورية من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى مسؤولي الأمم المتحدة في نيويورك. كما سلمت الكيانات الوطنية لمنظمة العفو الدولية في جميع أنحاء العالم التماسات إلى وزارات الخارجية.

في هذا التقرير، طُلب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عقد اجتماع خاص بشأن إيران في أقرب وقت ممكن لوقف أعمال النظام العنيفة مثل عمليات الإعدام والتعذيب وغيرها من الإجراءات غير القانونية ضد جميع المعتقلين/ات منذ بداية الاحتجاجات في 16 أيلول/سبتمبر الماضي.