آلاف النساء تؤكدن سيرهن على خطى شهيدات مجزرة باريس

تجمع الآلاف من الأهالي في مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا لاستذكار شهيدات مجزرة باريس الأولى.

مركز الأخبار ـ في الذكرى السنوية الـ 11 لمجزرة باريس الأولى، انطلقت مسيرات حاشدة في مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا لاستذكار شهيدات المجزرة وهن القيادية في حركة التحرر الكردستانية ساكينة جانسيز (سارة) والمناضلتان فيدان دوغان (روجبين) وليلى شايلمز (روناهي)، اللواتي تم اغتيالهن من قبل الاستخبارات التركية في العاصمة الفرنسية باريس في 9 كانون الثاني/يناير 2013.

 

نساء عفرين والشهباء تنددن بالمجزرة

وشارك في التظاهرة التي انطلقت من بداية ناحية فافين الواقعة في مقاطعة عفرين ـ الشهباء وصولاً إلى مقبرة الشهداء في الناحية، الآلاف من النساء وممثلات عن هيئات ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية والأحزاب والكتل السياسية.

ورفعت المشاركات في التظاهرة لافتات كتبت عليها "شعلة المقاومة لن تنطفئ انتقاماً لشهيدات باريس، ابتداءً من نضال ساكينة جانسيز وصولاً إلى تضحيات جينا أميني وناكيهان أكارسال، أين العدالة؟".

ومن المشاركات في التظاهرة، فاطمة شامو التي لفتت إلى أن الشعب الكردي وعلى مر التاريخ يقدم التضحيات لتحقيق حريته والمناضلات في الصفوف الأولى لهذه التضحيات، فالمناضلة ساكينة جانسيز أكبر مثال للقياديات وسعت إلى توعية الشعب وتدريبه وكافحت وناضلت في سجون الدولة التركية للدفاع عن القضية الكردية والشعوب المضطهدة.

وذكرت أن ارتكاب هذه المجزرة وسط العاصمة الفرنسية باريس "عدوان وجريمة دولية بحق الإنسانية والشعوب المطالبة بالحرية حيث أنه يبرهن مرة أخرى أن العالم متكاتف في كل مكان لإبادة الشعب الكردي وطمس صوت الحرية والحقيقة التاريخية".

وأكدت فاطمة شامو أنهن ستسرن على طريق الشهيدات الثلاث وستواصلن مسيرتهن في نشر فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان في جميع أرجاء العالم ولن تضعفن أمام الهجمات والمجازر الدولية.

من جانبها قالت جميلة محمد إن "العالم والمجتمع الدولي في الساحات والاجتماعات وأمام الوسائل الإعلامية يدعي الديمقراطية والمطالبة بالسلام والأمان، لكنه خلف هذه الساحات يرتكب أبشع الجرائم والمجازر بحق الشعوب".

وأكدت أن هذه الجرائم والمجازر مستمرة حتى يومنا وسط صمت دولي الأمر الذي يعتبر جريمة بحق الإنسانية والوجود، مطالبة بمحاسبة مرتكبي مجازر باريس وجميع الانتهاكات التي ترتكب بحق المناضلات في العالم.

 

شهيدات المجزرة أصبحن أيقونة وقدوة للنساء

تحت شعار "بروح شهيدات باريس سنهزم الاحتلال والفاشية " وبتنظيم مؤتمر ستار استذكر أهالي مدينة الحسكة في مقاطعة الجزيرة شهيدات مجزرة باريس وعلى هامشها أدانت نعيمة محمود المجزرة، متسائلةً "كيف يتم ارتكاب مثل هذه المجزرة في بلد يدعي التحرر والديمقراطية؟"، مطالبة الحكومة الفرنسية بتحمل مسؤولية اغتيال الناشطات الثلاث ومحاسبة مرتكبي المجزرة.

وبدورها قالت فاطمة حسن "على نساء العالم أن تناضلن ضد جرائم القتل والظلم وألا تلتزمن الصمت حيال الانتهاكات التي ترتكب بحقهن"، مضيفةً "سنسير على درب شهيدات باريس اللواتي رسمن مسار الحرية رغم كافة الضغوطات التي تعرضن لها".

 

 

عشرات النساء تؤكدن سيرهن على خطى الشهيدات

وفي مدينة قامشلو، نددت النساء بالصمت الدولي حيال مجزرة باريس الأولى، مؤكدات على أنهن لن تتخلين عن فكر حرية المرأة مهمة كلف الأمر.

وعلى هامش المسيرة، استنكرت سعاد مصطفى والدة الشهيدة هفرين خلف، الجرائم التي ترتكب على يد الدول الديكتاتورية التي لا تقبل بحرية المرأة، مشيرةً إلى أن الدول التي تدعي الديمقراطية لا علاقة لها بالديمقراطية "جميع الدول التي تلتزم الصمت على هذه الجرائم شريكة فيها".

وأضافت "الشهيدة ساكينة جانسيز هي من شجعتنا على النضال في درب حرية المرأة فهي أيقونة للمرأة المناضلة، وسنستمر بالنضال حتى الانتقام وتحرير جميع النساء".

من جهتها نددت وضحة وانكي بمجزرة باريس الأولى "نضالنا مستمر بفضل الشهيدات اللواتي ضحين بأنفسهن في سبيل تحرير النساء"، مبينة أنهن تستمدين قواهن من تضحيات النساء اللواتي نشرن فكر حرية المرأة في العالم بأكمله.

 

 

نساء الفرات تنددن بالمجازر التي ترتكب بحق المرأة

أكدت نساء مقاطعة الفرات المشاركات في التظاهرة بأن استمرارية ارتكاب المجازر بحق الرياديات في المجتمع هو استهداف مباشر لقوة وثورة المرأة، كما تعتبر استمراراً للمؤامرات الدولية الإقليمية.

وأدانت عضو الشبيبة لمجلس عوائل الشهداء في مقاطعة الفرات روجين مسلم المجزرة "هدف الدولة التركية من هذه المجزرة إسكات صوت المرأة التي سارت نحو الحرية"، مؤكدة بأن نضال النساء منبثق من نضال القيادية في حركة المرأة الكردستانية ساكينة جانسيز "يقع على عاتقنا في الوقت الراهن المحافظة على المكتسبات التي أحرزت بفضل الشهيدات ورفع وتيرة نضالنا من أجل إفشال كافة المخططات".

من جانبها قالت عضو هيئة الإدارة المحلية والبيئة بيريفان شفقت "ارتكبت مجزرة باريس الأولى والثانية من أجل القضاء على إرادة الشعب"، مشيرةً إلى أن موقفهن واضح حيال الهجمات والمجازر التي ترتكب بحقهن "كنساء الفرات بصوت واحد وبإرادة قوية سنبقى صامدات ولن نسمح لهم بقتلنا وقتل النساء".

وأضافت "بسبب التزام الحكومة الفرنسية الصمت حيال المجزرة الأولى التي وقعت في باريس بحق المناضلات الثلاث، ارتكبت مجزرة أخرى بحق المناضلة أمينة كارا في المكان ذاته، لذلك نطالب بمحاسبة مرتكبي المجازر لوقف جرائم القتل بحق القياديات اللواتي تسعين إلى تحقيق الحرية والديمقراطية".

 

 

ندوة في لبنان

فيما نظم مؤتمر ستار في لبنان اليوم ندوة بحضور عضوات مؤتمر ستار وناشطات نسويات، وفي ختام الندوة تم عرض سنفزيون عن حياة الأيقونة ساكينة جانسيز.

وتحدثت عضو مؤتمر ستار في لبنان كيبار بكر عن المجزرة التي ارتكبت بحق ساكينة جانسيز، مؤكدة على أهمية الاستمرار في المسيرة التي بدأتها وتصعيد النضال النسوي لتحقيق الأهداف التي سعت من أجلها.

بدورها قالت عضو منسقية مؤتمر ستار في لبنان، نسرين برو إن هذا يمثل "يوماً أسود" وفي الوقت نفسه ذكرى لتجديد العهد والإرادة، وخلال كلمتها عرفت عن حياة ساكينة جانسيز وكيف أصبحت أيقونة وقدوة في نهج نضال النساء والمناضلات ليتبعن خطواتها، كما تحدثت عن شجاعتها في السجن وكيف أنها حولته إلى ساحة نضال، وبعد الإفراج عنها ذهبت إلى أوروبا لمتابعة مسيرتها النضالية ولتدريب النساء.

وأضافت "تم اغتيال ساكينة جانسيز مع المناضلتين فيدان دوغان وليلى شايلمز في باريس من قبل الاستخبارات التركية، وذلك بأمر مباشر من أردوغان، وبإشراف مباشر من رئيس جهاز الاستخبارات حينها، هاكان فيدان".

وأشارت إلى أن مقتل ساكينة جانسيز زاد حركة التحرر الكردستانية عزيمة وإصرار على متابعة مسيرة النضال من أجل تحرير أجزاء كردستان الأربعة وتحقيق حرية المرأة.