أفلام وثائقية بيئية من إخراج نساء تسلط الضوء على أهمية حماية البيئة
سلط مشروع "التنوع البيولوجي والسينما"، الضوء على القضايا البيئية والمخاطر التي تهدد التنوع البيولوجي في لبنان من خلال عرض أفلام وثائقية ركزت على دور المرأة في الحفاظ على البيئة.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ أكدت المخرجات المشاركات في مشروع التنوع البيولوجي والسينما، أنهن سعين لخلق نقاش على مستوى واسع وصولاً إلى التأثير على السياسات الخاصة بالبيئة من خلال عرض أفلام تناولت رؤية إبداعية ووجهات نظر متعددة.
افتتح بيت الفنان في حمانا بالعاصمة اللبنانية بيروت أمس 29 آب/أغسطس، عرضاً لثمانية أفلام وثائقية بيئية، ضمن مشروع "التنوع البيولوجي والسينما" الذي جمع لأول مرة في لبنان مخرجين بعلماء وناشطين في مجال البيئة لإنشاء أعمال وثائقية حول التنوع البيولوجي، بحضور نخبة من المهتمين والناشطين والأكاديميين والمواطنين.
وشهدت الفعالية عرض فيلم "منثور بيروت" للمخرجة فرح نابلسي، "تلة الحيات" لجويل أبو شبكة، "مغارة للبيع" لموريال حنين، "حائكات الأرض" لريما قديسي، "ذاكرة المي" لريبيكا طوق و"أفق" لشيرين بو رفول وموسى شبندر.
وتناول فيلم "منثور بيروت" مواجهة هذا النبات الذي يعتبر أول ما يبدأ بالإزهار في فصل الربيع في بيروت في مواجهة قضم الساحل اللبناني من قبل أشخاص يحولونه لمنتجعات ومبانٍ سكنية، بينما تناول فيلم "تلة الحيات" أهمية الأفاعي في الطبيعة وخصوصاً خدماتها للمزارع اللبنانية لا سيما الذين يتبعون الزراعة العضوية، بعد أن قلت أعدادها بسبب قتلها والصورة النمطية المتخذة عنها.
أما "ذاكرة المي" فوثقت المخرجة ريبيكا طوق ما يتعرض له نبع أبو علي من تعديات شمالاً على البيئة والمياه، وفي فيلم "مغارة للبيع" تمت الإضاءة على ما تتعرض له المغارات في لبنان من تسليع وبيع وانتهاكات بسبب الأزمة الاقتصادية، ومشاريع السياحة البيئية التي قد تعرضها وما تحتويه من كائنات حية مفيدة للبيئة مثل الخفافيش للقتل، بينما فيلم "أفق" سلط الضوء على التحول من الصيد وقتل الطيور وتصويرها بالكاميرا، وبهذا يمكن خدمة البيئة والحفاظ على كائناتها، وكذلك تناول فيلم "حائكات الأرض" قصص 10 نساء، اخترن العودة للطبيعة والعيش بصورة متماشية معها، وبذلك يتصالحن مع أنفسهن.
وعلى هامش عرض الأفلام، قالت مديرة مهرجان "ريف" والمديرة الفنية للمشروع إليان الراهب "اليوم تابعنا الأفلام الثمانية التي تم إنتاجها ضمن مشروع "التنوع البيولوجي والسينما"، والذي بدأ بإقامة بيئية لمدة أسبوع ضمت مخرجين وخبراء وناشطين بيئيين في بيت الفنان بحمانا، حيث قاموا بالتعاون في هذا المشروع".
وأشارت إلى أنه "قد تكون المرة الأولى التي يتم فيها الدمج بين السينما والبيئة في لبنان والمنطقة، والخطوات المستقبلية هي أن نجول بهذه الأفلام في المناطق اللبنانية، لخلق نقاش ووعي بيئي للإضاءة على المشاكل البيئية وما لدينا في لبنان من ثروات وكيفية المحافظة عليها، فهذا موضوع وطني وليس بهدف إنتاج أفلام وعرضها، بحيث نجول في المدارس والجامعات والأونسكو، لخلق نقاش على مستوى واسع وصولاً إلى التأثير على السياسات الخاصة بالبيئة"، لافتة إلى أن الأفلام تناولت رؤية إبداعية ووجهات نظر هامة وتصوير محترف.
وعن فيلمها "حائكات الأرض"، أوضحت المخرجة ريما قديسي أن الفيلم ركز على حق النساء في الطبيعة "يظهر الفيلم اجتماع 10 نساء من مختلف المناطق وتتشاركن في عمل واحد، منهن من تعمل في إعداد اللبن، والتي تطبخ باستخدام مواد من الطبيعة، وتلك التي تعلم ابنتها في المنزل "التعليم المنزلي"، والتي تزرع وتعتاش من الأرض، وأخرى تستخدم التقطير بالكركة، وهذا التنوع بما يقمن به هؤلاء النساء خلق هذا التعاون الذي يمكن أن نستفيد منه".
وقالت الأكاديمية في جامعة اللويزة وفي مجال الهندسة الزراعية بولين عاد "ألقى هذا العرض الضوء على قضايا متعددة في لبنان، خصوصاً تلك التي تتعلق بالتنوع البيولوجي والبيئة في البلاد وما تتعرض له من انتهاكات، وقد أحببت العرض للغاية خصوصاً قضايا التلوث والشح المائي وبالذات الفيلم الأخير "ذاكرة المي" عن أعلى قمة في لبنان وهي القرنة السوداء، بالإضافة إلى الفيلم المتعلق بالطيور ومقدار ما نقوم به من أضرار تطال البيئة".
من جهتها قالت المخرجة موريال حنين أن فيلم "المغارة للبيع" يجمع بين البيئة والوثائقي والخيال، ويتطرق إلى موضوع حقيقي وهو عرض مغارة للبيع، في منطقة الضنية شمالاً، ويوجد داخل هذه المغارة خفافيش، كما وتمر مياه عبرها، فإن بيعت هذه المغارة وتحولت إلى مشروع سياحي، ستتدهور حالها مع مرور السنين.