"25× 25"... معرض فني تمزج لوحاته ما بين الطبيعة والواقع والتجريد

مزجت الفنانات التشكيليات المشاركات في معرض الفن التشكيلي "25× 25"، ما بين الطبيعة والواقع والتجريد، مسلطات الضوء على الحرية والبيئة والذكريات، بالإضافة إلى المرأة وقضاياها.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ اختتم معرض الفن التشكيلي "25× 25" فعالياته في العاصمة اللبنانية بيروت أمس الثلاثاء 5 كانون الأول/ديسمبر، بمشاركة 47 فناناً/ة، وقد ضم 188 لوحة متنوعة من القياس الصغير، قدم كل فنان أربع لوحات تتمحور حول عنوان واحد.

أوضحت عضوة نقابة الفنانين التشكيليين ريما عاصي أن المعرض الذي انطلق في الثاني من كانون الأول/ديسمبر الجاري، تم تأجيل إقامته مرتين بسبب الأوضاع والأزمات التي تعيشها لبنان، وعن اللوحات التي شاركت بها في المعرض تقول "لقد رسمت لوحاتي باللون الأحمر والأزرق والأصفر والأبيض، بتقنية الوسائط المختلفة مثل الأكريليك وقلم التمييز وكذلك ألوان الباستيل، وعبرت عن الفرح والموسيقى والمرأة بطريقة تجريدية".

وأشارت إلى أنها تعلمت في مدارس الفن التكعيبي والمعاصر، لافتةً إلى أن في إحدى لوحاتها رسمت آلة البيانو ونوتات الموسيقى "قد جمعت اللوحات أولاً لتكون متناسقة مع بعضها البعض حيث يمكن أن تشكل كل لوحة معنى خاص بها، وإن جمعت تشكل لوحة متكاملة".

وأوضحت أن كل فنان/ة شارك في المعرض عبر عن إحساسه بأسلوبه من حيث اللون والشكل والقضية التي سلط الضوء عليها عبر لوحاته، بالإضافة إلى الرسالة المراد إيصالها "يقول الأديب الفرنسي شاتوبريان أن الأسلوب هو الفن والفن هو الإنسان، أي أن كل فنان عبَّر عما يشعر به، فأنا أبرزت من خلال لوحاتي المرأة المعطاءة التي دائماً ما تشعر بالفرح ولديها أمل، فأنا حتى وإن كنت حزينة لدي طاقة إيجابية التي أمنحها لعائلتي كذلك"، مشيرةً إلى أنه "على الفنان عندما يعبر بأسلوبه عبر اللوحة فمن المهم أن يتأكد من أي رسالته إلى الناظر لها".

 

 

التباين اللوني يعطي القوة للوحة

من جانبها قالت الفنانة التشكيلية منى العلي أن لديها مشاركات عديدة في المعارض الفنية سواء في لبنان أو خارجه "كون اللوحات كانت صغيرة استطعت أن أقدم أسلوبي بطريقة أسهل ومعبر، فأنا أحب الألوان القوية التي فيها شيء من الطبيعة والواقع والتجريد، هذا التضاد والتباين اللوني في اللوحة يعطيها القوة، وأحب العمل بالطبيعة باستخدام تقنيات مثل الوسائط المختلطة كالورق الملون والمناديل الورقية الجافة والمبللة منها".

وأشارت إلى أنها في اللوحات التي شاركت بها في المعرض ركزت على الألوان "عادة ما أركز على الإنسان وخاصة المرأة في لوحاتي التي تكون بمقاسات كبيرة وعبارة عن جداريات".

 

 

 

أما الفنانة التشكيلية صابرين مروة فاختارت العصفور كعنوان للوحاتها الأربعة التي شاركت بها، فهو يرمز للحرية، كما يرمز لانبلاج الفجر "من خلال العصفور البري أرسل رسالة مفادها الحفاظ على الثروة البيئية، فتهجير الطيور واصطياد الأنواع النادرة منها، يتسبب في إحداث خلل في المنظومة البيئية، فالفن عبارة عن رسالة توعوية".

ولفتت إلى أن "عالم العصافير مليء بالألوان التي تخدم الرسام، وبالتالي يغني اللوحات، فأنا استخدمت تقنية الضربات البارزة في اللوحات التي شاركت بها في المعرض، لأنني اعتبر الضربة هي النوتة الموسيقية واللون هو النغمة، فالرسم شبيه بالموسيقى، وبالتالي فهناك لحن داخل اللوحات بصورة متناغمة ومتكاملة".

وأضافت "اختياري للألوان المستخدمة يرجع لحالة شعورية تلازم الفنان، انطلاقاً مما يشعر به، ولا يمكنني القول أن اختيار اللون الزهري وتدرجاته"، وعن مشاريعها المستقبلية أوضحت أنها تحضر لافتتاح معرض فردي يركز على الصور الشخصية والوجوه كونها تعتبر وجه الإنسان وعيناه نوافذ بالإمكان الولوج منها إلى داخله لإدراك ما يشعر به".

 

 

 

وقالت مسؤولة المعارض في وزارة الثقافة وعضوة النقابة والجمعية مهى أبو شقرا أن موضوع لوحاتها تتمحور حول الطفل الذي يوجد في داخل كل شخص "من خلال الرسم عملت على إخراج الشعور الذي يلازم الشخص منذ طفولته، فعندما نرسم نفهم اللون أفضل وما يجب أن نضعه في اللوحة وما نريد التعبير عنه وقد اخترت أربعة ألوان وهي الأزرق، والأخضر والزهري والأصفر".

وأضافت "إن لوحاتي التي رسمتها بواسطة المناديل الجافة والمبللة تعطي شعوراً بالعمق، وكأن هناك نافذة توصلك إلى مكانين وهو الحاضر والآخر الماضي، وأين ستسيرين في الحياة، فاللون الأزرق هو لون السماء وفي الوقت عينه البحر، والبحر يعني لي الكثير كوني عندما انتقلت من الجبل وهو اللون الأخضر والطبيعة والأشجار إلى بيروت، لفتني لون البحر، لأني أشعر بأنه لون الحياة، وهو هادئ ولكن في داخله الكثير من الحكايات، أما اللون الزهري هو لون نشط ويجمع اللون الأحمر والأبيض وفيه حركة دائمة وحياة".

 

 

 

فيما شاركت الفنانة التشكيلية فاتن خليل بالمعرض بلوحات تعبر عن الطبيعة وتأثير التلوث على البيئة "أخذت أرسم وكأن لدي طائرة مسيّرة وأصوّر من الأعلى، استخدمت وسائط متنوعة الأقلام التي تعطي طبقات للوحة، وألوان زاهية، وإذا نظرنا إلى كل لوحة من لوحاتي الأربع، نجد أنها أخذت من جانب معين، منها البحر والبيوت القديمة المطلة عليه، والقرية وغيرها لتتكامل مع بعضها البعض".

ونوهت إلى أنها تعمل حالياً على "لوحات تسلط الضوء على المرأة والطفل وتأثير العنف عليهما، تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والذي سيتم عرضها لاحقاً قريباً".

 

 

الفن والتراث

وأوضحت عضوة الهيئة الإدارية في جمعية الفنانين التشكيليين دعد أبي صعب "أحاول من خلال عملي توثيق التراث العمراني اللبناني، وتشمل لوحاتي تفاصيل لأبنية تتواجد في بيروت، وهي أبنية قديمة تتجه للاندثار، ولا تلقى الاهتمام الكافي، وهي أبنية تعود إلى عهد العثمانيين والفرنسيين"، مشيرةً إلى أنها تعمل على مزج العناصر ودمج الألوان، أركز في لوحاتي على العناصر التي أعمل على تأليفها بشكل يريح الناظر إليها، فاللوحة عبارة عن خط ولون وحركة، معتمدة على الأكوريل والزيتي والمناظر الطبيعية.