تحت القصف ووسط الحصار وبإمكانيات ضئيلة افتتحن مركز الثقافة والفن

من خلال تنظيم وتدريب الأهالي لأنفسهم كان الحفاظ والتمسك بالفن والاستمرار في تدريب الأجيال الصاعدة على الغناء والرقص الفلكلوري تحت أصوات القصف والأسلحة الكيماوية متواصلاً

روبارين بكر 
حلب - ، ورغماً عن جميع المصاعب وقلة الإمكانيات أعدوا أغنية ترسل رسالة المقاومة والإصرار الذي تحلى به الحي.   
بثلاثة عضوات فقط تم افتتاح مركز للثقافة والفن في عام 2012 وسط أجواء القصف العشوائي، متحدين الحرب وتأثيراتها، وأعدوا فيديو كليب يوثق المقاومة، في حي الشيخ مقصود، تقول رنكين عبدو وهي الإدارية وعضو فرقة الشهيد سرحد للرقص بمركز الثقافة والفن بحي الشيخ مقصود في مدينة حلب، والتي كانت مشاركة في مقاومة الحي منذ بداية الثورة وحتى الآن، أن شهر شباط/فبراير حمل معه الكثير من التغييرات والأحداث لأهالي الحي "شباط شهر مليء بالمآسي والهجمات، والتضحيات وقدم خلاله أبناء الحي المئات من الشهداء في جبهات الحماية والدفاع".   
وبعد سيطرة الفصائل المسلحة على العديد من الأحياء المجاورة لحي الشيخ مقصود زادت الهجمات على الحي، بالإضافة لقصف النظام المستمر لهم، وتبين رنكين عبدو أن السبب في ذلك يعود لأن النظام السوري حارب مشروع الإدارة الذاتية، "أغلق مركز الثقافة والفن أكثر من مرة جراء الهجمات، لكن نتيجة مطالب الأهالي والشبيبة كنا نعيد افتتاحه".            
وبينت أن أعضاء مركز الثقافة والفن في حي الشيخ ومقصود كان لهم دوراً كبير وبارز في الرد على هجمات الفصائل ومحاربتها، "إلى جانب عملهم المستمر وسط الظروف الحساسة التي عاشها الحي، من القصف المتواصل والعشوائي استمروا بالتدرب على بروفات الرقص والغناء الفلكلوري، للحفاظ على التراث الفلكلوري. كانوا يساندون وحدات حماية الشعب والمرأة من خلال تقديم الدعم المعنوي ومساعدة الأمهات في تحضير الطعام".
وأكدت أن الفيديو كليب الذي صور وسط القصف والهجمات كان إثباتاً للوجود والمقاومة "أعتبره رداً صارماً على هجمات الفصائل المسلحة وسعيها لإبادة الشعوب المتعايشة بروحٍ واحدة، والتي تتميز بتنوعها بين طوائف وأديان مختلفة".
من جهتها قالت عضو مركز الثقافة والفن ياسمين كوشان التي تتخذ مكانها منذ عام 2013 بفرقة الغناء، وتواجدت في المقاومة أيضاً، "كانت أعدادنا قليلة بعد أن نزح الآلاف من الأهالي نحو مقاطعة عفرين، لكن ذلك لم يشكل عائقاً أمامنا للوصول إلى هدفنا".
وأكدت أن الحفاظ على الثقافة والفن أحد أشكال المقاومة "لم نعلم متى وأين سنستشهد أو ماذا سيحدث لنا، لكننا ونتيجة تعلقنا بثقافتنا، وفننا استمرينا بالتدريب على الغناء والرقص في المنازل، حيث نجتمع كمجموعات مع آلاتنا الموسيقية ونبدأ بالتدريب". مبينةً أن عدد من عضوات مركز الثقافة والفن اتخذن أماكنهن في صفوف وحدات حماية الشعب ـ المرأة، ومنهن من وصلن لمرتبة الشهادة.
وفي ختام حديثها أكدت ياسمين كوشان على أن تضحيات الشهيدات والشهداء لن تذهب سدى وأنهم مستمرون على طريقهم، "مستمرين في طريقنا للحفاظ على ثقافتنا وتراثنا من الاندثار".