تغني بلغتين وتشعر بالمسؤولية تجاه ثقافتها الأرمنية

عندما غنت لأول مرة على المسرح لم تكن تملك الثقة الكافية بصوتها رغم طبقته المميزة والتي عرفها كل من حولها، ولكنها تشجعت أكثر بعد ردود الفعل الإيجابية

رهف يوسف 
قامشلو ـ ، وحملت على عاتقها مسؤولية المساهمة في الحفاظ على الفن الأرمني.
تغني سيرلي سيمونيان أبنة مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا باللغتين العربية والأرمنية، وتشعر بالمسؤولة تجاه الفن الأرمني، تقول إنها شعرت بتلك المسؤولية بعد مشاركتها في حفل تخريج طلاب المدرسة عام 2016 عندما لاقت ترحيباً بعد تقديمها إحدى الأغاني الأرمنية التراثية.  
تبلغ سيرلي سيمونيان (21) عاماً، وهي اليوم اعتادت على صعود المسرح "في بداياتي كان لدي رُهاب من عدم تقبل الجمهور لي، لكن اليوم اعتدت الصعود على خشبة المسرح وإحياء الحفلات". كما ساعدتها وسائل التواصل الاجتماعي على الانتشار والتعريف بصوتها "كُسر حاجز الخوف بشكل كبير بعد تقديمي لموهبتي على صفحاتي في السوشال ميديا من خلال تحميل الأغاني المعروفة لعدد من الفنانات بصوتي، وهو ما منحني الشجاعة لتطوير موهبتي".
ولعل عدم وجود معاهد مُتخصصة بتعليم الفن والغناء هو المُشكلة الرّئيسيّة التي عانت منها، فكانت تتدرب في المنزل، "استمر ذلك حتى افتتاح معهد هارموني في 20 تموز2017، وعندها بدأت تدريباتي بشكل فعلي لتحسين صوتي". وما تزال تعاني من صعوبة بأخذ النّفس الطويل، رغم أنها تدربت كثيراً لتخفي ذلك.
وأصدرت أغنية عن شهداء الأرمن، ضحايا عمليات الإبادة العثمانية في الحرب العالمية الأولى 1915، ولقي العمل تفاعلاً جيداً، كما تقول "دمجنا أغاني قديمة مع بعضها وأنتجنا فيديو كليب". وتعد هذه الاغنية الأولى التي تسجل في المنطقة عن الإبادة الأرمنية.
ولم تحصر نفسها في هذا النوع من الغناء بل قدمت الأغاني العربية "أفضل الأغاني الهادئة والطّرب، كونها مناسبة لطبقة صوتي"، وتضيف "في صغري أقف أمام شاشة التلفاز وأقلد الفنانات، كان لي مسرحي الخاص الذي أرسمه في خيالي".
لها رؤيتها الخاصة في الأغاني الحديثة التي تحمل طابع الرّاب أو النّمط الغربي السّائد "معظم الأغاني الحديثة غير هادفة لكنها تأخذ شهرة كبيرة، ولعل ذلك يعود للكلمات والألحان البسيطة، خلافاً للأغنية القديمة التي تتشبع كلماتها بالمعاني، وألحانها بالطّرب، لتصل لمرحلة الأصالة، وتكون جزءاً من التّراث".
وفي ختام حديثها تؤكد سيرلي سيمونيان على شغفها بالفن بالقول إنه "كالهواء والماء"، وتضيف "لا أستطيع مواصلة الحياة بدونه"، معترفةً أنها ما تزال في بداية الطريق وتحتاج للكثير من العمل ليصبح لها اسم على الساحة الفنية.