صوت المرأة السريانية أول جريدة في القرن الواحد والعشرين

عانت النساء السريانيات أيضاً مثل المرأة الكردية والعربية وجميع الجنسيات الأخرى من الذهنية الذكورية وواجهن العنف على الدوام

وصفت شام قريو رئيسة تحرير جريدة صوت المرأة السريانية القرن الواحد والعشرين بأنه عصر المرأة، لأنه في هذا العصر علت صرخة المرأة ضد السلطة وذهنية الرجل والدولة وحققت كثير من الإنجازات التي حلمت بتحقيقها. كما صدرت في القرن الحادي والعشرين أيضاً أول جريدة لصوت المرأة السريانية في يوم مناهضة العنف ضد المرأة.
 
سوركل شيخو 
الحسكة – . النساء اللواتي تعرضن للقمع من قبل الدولة والمجتمع تمردن الآن وقاومن وصمدن أمام هذا العنف بشتى الطرق.
ولأنه على مر التاريخ، لم تتواجد هناك صحف أو إذاعات أو محطات تلفاز أو مواقع إلكترونية تابعة للسريان لم يتمكنوا من إيصال السياسات التي اتبعها العثمانيون والمجتمع ضد المرأة السريانية إلى العالم. يتم الحديث عن التجارب التي عشنها ولكن لا توجد صورة تؤكد ذلك. لقد تغير الوضع تماماً في القرن الحادي والعشرين. ويمكن رؤية هذا في شمال وشرق سوريا وذلك بعد إعطاء المرأة السريانية سلطة صنع القرار في المؤسسات والهيئات ذات القرار. ومع اندلاع ثورة 19 تموز/يوليو 2012، أصبحت النساء السريان رائدات كالنساء الكرد والعرب، وشاركن في الوقت نفسه في تشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية. في الثورة التي مر عليها 9 سنوات، اتخذت النساء الخطوات التي ناضلن من أجلها منذ آلاف السنين، وأصبحن قادرات على إدارة البلاد. كما تم اتخاذ خطوة تاريخية أخرى في هذه الفترة، أي في القرن الحادي والعشرين، وهي إصدار الجريدة الأولى (Enxidwana) أو صوت المرأة السريانية وهي تصل إلى القراء منذ عام. تحدثنا مع شام قريو رئيسة تحرير جريدة صوت المرأة السريانية حول هذا الموضوع.
 
"ظهر كيان ولون المرأة السريانية في شمال وشرق سوريا" 
قالت شام قريو إنه قبل اندلاع الأزمة السورية لم يكن هناك أي وجود لكيان ولون المرأة السريانية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، "دور المرأة الوحيد كان في مؤسسات النظام كالروبوتات، رغم أن المرأة السريانية كانت معلمة وطبيبة، وقاضية ومحامية إلا أنها كانت بعيدة عن الأنشطة السياسية. لكن في شمال وشرق سوريا ظهر لون جديد ومختلف للنساء السريان. لأنهن اتخذن مكانة في المؤسسات وهيئات صنع القرار وأصبحن صاحبات قرار. كما أصبحت المرأة السريانية الآن شريكة فاعلة في حل النزاعات والقضايا التي تهم مجتمعها. وفي نفس الوقت تحاول بناء مجتمع ديمقراطي وإقامة السلام والعدالة".
 
"لا الدستور ولا المحاكم الروحية يحميان المرأة السريانية"
وأشارت شام قريو إلى إن الدستور لم يحمي المرأة ولا المحاكم الروحية للكنائس السريانية، "لأن مجتمعنا هو مجتمع شرقي يكبر ويترعرع على العقلية الأبوية، لا يوجد نص في الدستور السوري يحمي ويضمن حقوق المرأة السريانية، كما أن المحاكم الروحية في كنائسنا السريانية لا تحميهم. ولكن تتواجد النساء السريان الآن في جميع مناحي الحياة ويشاركن في صياغة العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية، سياسياً واقتصادياً وفي جميع المجالات، والأهم أنهن أتخذن مكانة وشاركن في المجال العسكري أيضاً".
 
"صدرت مجلة إشراقات عشتروت لمدة 13 عاماً"
تحدثت شام قريو عن هدف اتحاد النساء السريان من إصدار جريدة صوت المرأة السريانية (Enxidwana)، "بصفتنا اتحاد المرأة السريانية كان أحد مطالبنا هو أن يكون لدينا جريدة خاصة تصبح صوتنا وتوصله إلى جميع الدول الأخرى وأن يكون لنا دور وتأثير. كنت أقرأ الكثير من الصحف والمقالات من قبل، كما كان لدي ميول واهتمام بالصحافة. لذا يوماً بعد يوم قمت بتنمية هذا الاهتمام في داخلي. أصدر أخي يعقوب قريو وبدون أي دعم من الدولة أو أي مؤسسة أخرى مجلة عشتروت في عام 2001، وتم توزيعها في البلدان العربية وحول العالم. في ذلك الوقت كنت أقرأ كل المقالات والدراسات والتحليلات التي كانت ترد إلينا وأقوم بنشرها في المجلة حسب الحاجة. كانت مجلة عشتروت تصدر دون انقطاع لمدة 13 عاماً وتصل إلى القراء، ولكنها توقفت بسبب وفاة أخي. ولأن المجلة كانت مجلة فكرية وشاملة وكذلك بسبب الوضع السياسي في سوريا ولبنان والعقبات الموجودة، لم نتمكن من إصدار عدد جديد منها".
 
"صدر العدد الأول من جريدة صوت المرأة السريانية في 25 تشرين الثاني"
أشارت شام قريو إلى أن هدفهن هو أن يكون لهن جريدة لصوتهن الخاص، وأضافت "بشكل عام، يجب أن يكون للمرأة شيء خاص، أي أننا نريد أن يكون لنا صوت خاص ومعروف ومعترف به. بدأنا في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 2020، يوم مناهضة العنف ضد المرأة، في نشر وتوزيع العدد الأول من جريدة صوت المرأة السريانية. حيث كان أول عدد أصدرناه بمثابة تجربة لكنها كانت تجربة ناجحة، وأحبها القراء كثيراً. بدأنا بنشر الجريدة في هذا التاريخ، لأنه يوم مهم جداً بالنسبة للمرأة. المواضيع التي تناولناها في هذا العدد كانت جميعها متعلقة بالعنف وأنواعه، وأيضاً عن موضوع كيفية تحول النساء من حالة الألوهية إلى حالة العبودية والعنف". 
 
"تصدر كل 3 أشهر وتوزع في شمال وشرق سوريا" 
أوضحت شام قريو إنها ومنذ عام تقوم بإعداد وطبع ونشر الصحيفة بمفردها وتوصلها للقراء "أجد صعوبة كبيرة خاصة عند طباعة الصحيفة وتقليل عدد أحرف النصوص التحليلية وإضافة بعض الأشياء على المقالات، لكنني أخبر الكاتبة أنني أضفت بعض الأشياء إلى المقال. توزع الصحيفة في جميع أنحاء شمال وشرق سوريا من الرقة إلى ديريك، وتتكون من أربع صفحات تغطي مواضيع ثقافية واجتماعية وسياسية. تصدر الصحيفة كل ثلاثة أشهر أي أربع مرات في السنة، وتصل إلى القراء. الاهتمام الذي أظهرته النساء بالصحيفة كان جيداً جداً هذا العام. إن كتاب صحيفتنا ليسوا نساء سريان فقط، بل هناك نساء عرب وشيشان أيضاً. على سبيل المثال، نطبع الصحيفة مرة كل ثلاثة أشهر وننشر 300 عدد في كل مرة. على سبيل المثال، عندما يتم نشر 300 نطبع 400 عدد في المرة التي تليها".
 
"مع ظهور الإنترنت أغلقت العديد من مكاتب القراءة" 
وقالت شام قريو أنه بعد ظهور الأنترنت تراجعت قراءة الصحف كثيراً "بعد أن ظهر الأنترنت وأصبحت الصحف والمجلات متاحة عليه أغلقت العديد من مكاتب القراءة. أرغب في عودة الشباب لقراءة الصحف المطبوعة والابتعاد عن الموجودة على الأنترنيت. تستخدم الصحف المطبوعة لفترة طويلة ويتم الاحتفاظ بها ولكن تلك الموجودة على الإنترنت ليست كذلك. لذلك يجب أن نعود إلى ثقافة القراءة، من أجلنا أولاً ومن أجل خدمة المجتمع. والأهم هو خلق صدى داخل المجتمعات".
 
"مضى عام على صدور الجريدة"
واختتمت شام قريو حديثها بالقول إنه "في القرن الحادي والعشرين، صدر أول عدد من صحيفة صوت المرأة السريانية في شمال وشرق سوريا. ومع مرور أكثر من عام على صدورها، نعتبرها خطوة مباركة وناجحة. المرأة السريانية امرأة مفكرة ومثقفة وستعمل بجد أكبر في هذه المرحلة من أجل إيصال صوتها إلى جميع أنحاء العالم".