ابتسام اغفير

بنغازي ـ تحاول رسامة الكاريكاتير فاطمة الورفلي تخطي الظهور الخجول للمرأة الليبية في فن الكاريكاتير، بالإضافة لسعيها إلى تسريع نقل الفكرة النقدية للقارئ والمشاهد.

تخرجت من قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة بنغازي عام 2017، عملت كثيراً لتحقق جزء من حلمها بأن تكون صحفية في إحدى الصحف الكبرى في ليبيا وتمكنت من تحقيق ذلك لتكون الصحفية بوكالة الأنباء الليبية ورسامة الكاريكاتير فاطمة الورفلي عملت بمثابرة في تتبع الحقائق وطرح المواضيع التي تهم المجتمع من خلال فن الكاريكاتير.

ولكن آمالها كانت تعلو بها ولم تكتف بحصولها على البكالوريوس في الصحافة، فتوجهت إلى محطتها التالية في الدراسات العليا، واختارت "سيميائية خطاب الكاريكاتير في الصحف الإلكترونية الليبية" عنواناً لرسالة الماجستير التي فتحت لها آفاقاً جديدة في البحث العلمي، وبذلك تمكنت من تسليط الضوء لأول مرة على المنهج السيميائي وتحليل الخطاب في البحوث الإعلامية في ليبيا.

وعن اكتشافها لموهبتها في فن الكاريكاتير قالت فاطمة الورفلي "منذ صغري كان لدي شغف في الرسم التعبيري، ومع انطلاق ثورة 17 فبراير رسمت بعض الرسومات المعبرة عن مطالب الأهالي، وكنت أشاركها في المحكمة"، معتبرةً أن بدايتها الفعلية في رسم الكاريكاتير انطلقت مع اختيارها لموضوع التخرج في كلية الإعلام، وبتوجيه من صديقاتها تعرفت على أستاذة مادة الكاريكاتير، تقول "من هنا تعلمت فن الكاريكاتير بعد دراسته كمادة، وتمكنت من مزاوجة الموهبة والدراسة وبدت موهبتي أكثر وضوحاً وعمقاً".

وأكدت أنها بدأت ممارسة الرسم بشكل احترافي بعيداً عن كونه موهبة خاصة بعد أن عملت في إحدى الوكالات الإعلامية، حيث عرض عليها إضافة رسومات كاريكاتيرية لبعض التقارير التي تقوم الوكالة بنشرها، إلا أنها لم تستمر طويلاً في هذا العمل كون رسوماتها لم تكن كافية من حيث العدد، ومع إصدار الوكالة لصحيفة ورقية قدمت فيها رسومات ناقدة وساخرة شغلت صدر الصفحة الأخيرة لصحيفة الوكالة، وهي الصفحة الأكثر أهمية بعد الصفحة الأولى.

وعن اختيار موضوعات الرسم قالت "يكون ذلك بناء على القضية الأكثر تداولاً وانتشاراً بين الناس وأقوم بترجمتها كرسمة كاريكاتيرية، وابتعد عن خطاب الكراهية والإساءة للأفراد بعينهم، وأركز في رسوماتي على الجانب الاجتماعي والمعيشي".

وعن تأثير وسيلة النشر أوضحت "أعي أن النشر الورقي يحد بطريقة ما التعريف بي كرسام كاريكاتير امرأة، لكنني اعتبرها خطوة البداية وفي الفترات اللاحقة سأتوجه للنشر الإلكتروني كونه الأكثر انتشاراً بسبب الجودة في الألوان والتفاصيل"، مضيفةً "إلا أنني أميل للأشياء الملموسة، فلمس الورق أثناء الرسم والإمساك بالقلم والنشر في صحيفة ورقية، يخلق تقارب روحي بيننا".

وأكدت فاطمة الورفلي على أن فن الكاريكاتير بصفة عامة هو فن حقه مسلوب، حتى أن رساميه من الرجال قليلون، وقد نشرت ذلك في صحيفة مشروع تخرجها من خلال رسمة لرسام الكاريكاتير محمد الزواوي وهو يمسك بعدسة مكبرة للبحث عن خطوات فناني الكاريكاتير اللاحقين، للإشارة إلى قلة فناني الكاريكاتير الرجال فكيف النساء.

وأضافت أن الخوف تملكها كونها تخوض التجربة وتقتحم فن الكاريكاتير لأول مرة، وكان هناك رسامات ظهرت أسمائهن واختفت ولم تتركن خلفية معرفية حول ضلوع النساء في هذا الفن، مؤكدةً أن ذلك لم يثنيها عن الاستمرار كونها ترغب في أن تكون دافع لغيرها من النساء، فهي ترى أن المرأة في المواضيع الاجتماعية تكون الأفضل في الطرح كونها الأقرب لهذه المواضيع.

وتقول فاطمة الورفلي إنها لا تستطيع الحكم على تجربتها في الرسم، لأنها مازالت حديثة العهد في هذا الفن، مؤكدةً أن المحيطين بها تقبلوا عملها ورسوماتها، وهناك ترحيب بصفة عامة وتشجيع على تواجد المرأة في هذا المجال.

وعن تأثرها برسامي الكاريكاتير قالت "بخصوص هويتي أو ما يدل عليها في رسماتي لم تتأثر بأحد، خاصة أني بدأت بالرسم التعبيري واجتهدت فيه، ولم أقلد رسام كاريكاتير بعينه، حتى الفنان محمد الزواوي على الرغم من أنني كنت أشاهد رسوماته وأتابع أخباره، وبخصوص إشارة "الإكس" على الوجه التي تميز رسوماتي، أضعها عندما اتطرق لموضوع اجتماعي ويكون حجم معاناة الناس فيه كبير أقوم بوضع هذه الإشارة، فمهما حاولت رسم ملامح المعاناة لن أتمكن من ذلك".

 

 

وفيما يخص المشاركة في المعارض برسوماتها أو إقامة معرض خاص بها، أكدت فاطمة الورفلي أن "فكرة المعرض لم تكن ورادة، لكن عرض عليّ مشاركة رسوماتي في أحد المعارض أو إقامة معرض خاص بي بدعم من الوكالة، نالت الفكرة إعجابي خاصة أنه لدي مخزون وفير منها لم أشاركه في أي معرض، هذه الخطوة ستكون الأولى لامرأة ترسم الكاريكاتير في ليبيا، سأضمه إلى الصحيفة الأولى في الكاريكاتير ورسالة الماجستير الأولى التي تعرض سيميائية خطاب الكاريكاتير في الصحف الليبية".

ولا زالت فاطمة الورفلي في خطواتها الأولى الثابتة في عالم الكاريكاتير المضحك المبكي، وهي لم تصل بعد لدرجة مشاكسة الأنظمة على الرغم من أن لديها رسومات سابقة لبعض الشخصيات المعروفة في البلاد لكنها تحتفظ بها ولا تريد نشرها، بحسب كلامها.